27 مايو، 2024 12:16 ص
Search
Close this search box.

فوائد قومٍ عند قومٍ مصائبُ

Facebook
Twitter
LinkedIn

قيل قديما إن “مصائب قوم عند قوم فوائدُ” فقد كانت تقع مصيبة على شخص ما او قوم ما بالمقابل فنجد طرفاً آخر يستفيد من مصيبة الآخرين، كحفار القبور، أو بائع الاكفان، أو صانع الادوية، وغيرهم.
خلال الاسبوعين تابعنا على عشرات المحطات الفظائية، الصعود الهائل لأسهم شركات السلاح الاميركية. بعد ان عرضت المحطات الفضائية بعض العمليات التي يقوم بها طيران التحالف في ضرب مواقع واهداف عسكرية مختارة لما يسمى بالدولة الاسلامية. وقد استهلت بعض المحطات الاخبارية مقدمة الخبر بالقول القديم (مصائب قوم عند قوم فوائدُ). ويبدو ان بعض هذه المحطات ارادت ان تقنعنا أن ما حصل من صعود ملحوظ في ثمن اسهم شركات السلاح كان صدفةً. دون ان تتقصد هذه الشركات أو انها في اساس عملها لم يكن مبنيا على النهج الساسي (فوائد قوم عند قوم مصائب). وأن المصائب التي يعيشها الشرق الاوسط هي وليدة حظ تعيس أو قدر مكتوب. اليوم لم يعد هناك من يغفل أن شركات السلاح، وتجار الحرب الصغار والكبار يخططون، ويهيئون، وينفذون فتصرف الملايين من الدولارات على امل ان المليارات اتية. لقد صرفوا الملايين على فئران التجارب، والعلماء والمختبرات المجانية التي تم الحصول عليها بمجرد رفع شعار الديمقراطية في البلدان الدكتاتورية العربية. فلقد حصلوا على هذه المختبرات بابخس الاثمان لطالما هناك شعوب تعاني من ازمة الانتماء. وبسبب تخلفها يمكن سوقها بشعارات دينية كقطعان الاغنام، لتفتك بمن يخالفها كقطعان الذئاب. هذه الفئران التي تم توليدها، وتطويرها في الدهاليز المظلمة لاعشاش المخابرات الانكلو صهيون اميركية، واليوم تقدم خدماتها العظيمة لأصحابها. فهي ولدت من اجل ان تموت في خدمة من خلقها بماله وعلمه وخبرته السياسية. إنها اللعبة السياسية القديمة الجديدة، والتي لم يتمكن من فهمها سوى القلة القليلة من شعوب العالم الثالث الى الان. وهذه القلة إما تحولت الى عملاء ينفذون كل ما يطلب منهم، لآن مصيرهم وسلطتهم مرتبة بأسيادهم أو تحولوا الى اعداء فرضت عليهم جملة من العقوبات وتحت غطاء الشرعية الدولية. أو ادرجت أسمائهم في لائحة الارهاب حسب التصنيف الذي يروق للمحور انكلو صهيون الامريكي. اصحاب النهج السياسي “فوائد قوم عند قوم مصائب”.
منذ عشرات السنوات هذا المحور يعيش ويزدهر كلما تعددت بؤر التوتر والحروب الداخلية في العالم، وينكمش كلما حل الاستقرار والسلام. هذا المحور سيبقى يخلق الازمات لينتعش كلما شعر بخطر انهيار اقتصاده المبني على آله الحرب اصلا. فالحرب هي استراتيجية الحياة. والسلام تكتيك مرحلي من اجل تخطيط لحرب اوسع لتدر على تجار الحرب أموالاً طائلةً. بل تبقى عشرات البلدان أسرى ديون تقدم على شكل منح أو مساعدات،أو دعم عسكري. فتنهب خيرات هذه البلدان من قبل المانحين على شكل عقود او اتفاقيات وامتيازات بعيدة الامد. أو تترك البلدان في صراعات داخلية تمكن بعض الاطراف العسكرية من السيطرة على قسم من هذه الثروات لتباع بأقل من ربع قيمتها لتمويل آلتها العسكرية أو المحافظة على سلطتها. هذه اللعبة استمرت لعشرات السنوات، وما زالت مستمرة وجوهر اللعبة (اخلق الخوف أو الرعب والعب على مشاعر الضحية). لطالما اكتشف هذه اللعبة الإنسان منذ اقدم العصور عندما ادرك ان الخوف اقوى غريزة في الإنسان. فتأجيج مشاعر الخوف بين البشر يجعله طوع بنان من يقدم لهم الامان. آكان هذا الامان حقيقة ام وهم. وهذه هي حقيقة اللعبة التي يحاول التحالف الغربي أن يلعبها بعد أن زرع التنظيمات المتطرفة في المواقع التي تعد محور ستراتيجيته في هذا العقد على الاقل. وقد تتكرر هذه اللعبة عشرات المرات وفي مواقع مختلفة من العالم. فالبلدان التي وهبتها الطبيعة الخيرات الوفيرة، تحولت خيراتها الى نقمة على شعوبها بعد ان اصبحت هذه الخيرات مادة للصراع الدولي.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب