18 ديسمبر، 2024 5:54 م

فوائد الإلحاد الغائبة عن المؤمنين

فوائد الإلحاد الغائبة عن المؤمنين

عملية التحرر من الأديان بعد إخضاعها لمعايير  العقل والواقع ومصالح الإنسان .. تعد إنجازا من حق المتحرر ان يفتخر به بعد إسترجاع  ذاته الممسوخة ، ولهذا نرى الملحدين رغم ما يتعرضون له من أخطار ، لكنهم يسارعون الى عرض تجاربهم على الناس مدفوعين بهذا الفخر والواجب الأخلاقي لتنوير الآخرين ومساعدتهم على التحرر من الفكر البدائي الذي صنعه البشر على مراحل تاريخية وأصبح مقدسا فيما بعد وأطلق عليه الأديان .
 
الخطوة الأهم للباحث عن التحرر هي مواجهة مصدر التخويف والترهيب ، فالأديان هي مصدر تخويف البشر وتهددم دائما بأنهم في حالة عدم الإلتزام بعقائدها وتعاليمها سيتعرضون الى غضب الله و الى عقوبة نار جهنم ، فإذا واجه الإنسان هذا التخويف وفككه وآمن ان الأديان مجرد صناعة بشرية عندها ستنهار مقولات الترهيب بعذاب نار جهنم التي تربى عليها وإعتقلت عقله داخل سجنها ومنعته من التفكير النقدي الحر ، فمن الضروري أولا مواجهة مصدر التخويف الذي هو كلام الأديان ، وعند زوال غمامة الخوف عن العقل سنكتشف كم كنا مخدوعين بأوهام هذه الأديان وخرافاتها !
 
ماهو دليل الملحد على بطلان الأديان وعدم وجود الرب ؟
توجد أدلة واقعية بسيطة امام الشخص الذي لايخاف من الكفر وعذاب نار جهنم .. وهذه الأدلة هي وجود الشر وغياب الخير والعدالة عن الحياة ، فألله إن كان موجودا فهو الكمال المطلق القادر على كل شيء .. فكيف يسمح بوجود الشر والظلم والحروب والأمراض والمجاعات والزلازل وغيرها من مظاهر الشر على الارض .. ولماذا لم يجعل الإنسان كائنا خير ا يحب أخيه الإنسان والعدالة والحق والسلام ، ولو كان الله موجودا لماذا ترك أفضل الخيارات المفيدة للبشر والحياة ، وجعل الشر حرا طليقا يفتك بمخلوقته وهو يتفرج عليه .. هل هذا يناسب عدله ورحمته وقدرات اللامتناهية ؟! … اما مفهوم الإمتحان والإبتلاء فهو لايليق بالصورة المرسومة لله من قبل الأديان .. إذ كيف يكون عادلا رحيما محبا لمخلوقاته ومع هذا يدخلها في هذه المشاكل والعذابات والكوارث من اجل التأكد من ولائها وطاعتها له .. هذا لايليق بالله الموصوف في الكتب الدينية ، بل ان مفهوم الإبتلاء إستعارته الأديان من سلوك الملوك الجبابرة عندما أرادوا إختبار رعيتهم !
صحيح ان الملحد لايمتلك إجابات على كافة الأسئلة حول كيف نشأ الوجود لوحده من دون خالق ، ومن أوجد قوانين الكون إذا لم يكن لها مبدع ، لكن الملحد في نفس الوقت يحترم عقله ولايستطيع الإقتناع بوجود رب للكون وجد بشكل تلقائي أو خلق نفسه وإمتلك كل هذه القدرات والعلوم والمعارف من لاشيء ، وأيضا فوق طاقة العقل تصور وجود رب لازمني ليس له بداية وليس له نهاية .. هذا يستحيل على العقل تقبله ، واما التسليم به فهو يعد تعطيلا للعقل .
من فوائد الإلحاد الغائبة عن المؤمنين هي :
– إسترداد الذات من الإستلاب والتغريب والتدجين وكسر قمقم القولبة والتعليب ومغادرة العبودية وترك إستعارة أفكار الموتى والسير حسب هذيانهم .
– توسيع آفاق العقل في الإنفتاح على الممكنات النسبية ومغادرة الحتميات الدينية والتفسيرات الغيبية الجاهزة لكل شيء ، على سبيل المثال : قضية الموت بدلا من كونها حتمية إلهية ، هي قضية صحية فقط يمكن من خلال تقدم الطب والعلوم الآخرى القضاء على الأمراض وتهدم الخلايا ووقف الموت وجعل حياة الإنسان أبدية خالدة على غرار حياة احد انواع قناديل البحر الذي يعيش حياة دائمية بلا موت كلما تقدم في العمر يعيد تجديد نفسه ، وهذا يعزز الأمل من ان قوانين الطبيعة تقدم لنا نموذجا لايموت الى جانب تقدم العلوم ونجاحها في إطالة عمر البشر حاليا ، والإستنساخ ، وعلاج الخلايا الجذعية … كل هذا التقدم العلمي هو بداية الطريق ، ولو كان الطبيب مؤمنا بما تقوله الاديان لما استطاع إجراء البحوث وتطوير الطب واكتفى بالحتميات الدينية .
– التخلص من الشعور بالإثم والذنب الديني .. فالفقه والعقائد الدينية تحاصر عقل ومشاعر المؤمن وسلوكه بسلسلة من القيود والسجون ، وتغلق عليه منافذ الحياة وتصادر أفراحه ومسراته وعفويته ، وتقتل إنسانيته … بحجة المحرمات والوساوس الشيطانية وغيرها وتجعل المؤمن يعيش في حالة شعور مدمر وفظيع بالإثم والذنب والتقصير وتسبب له الأمراض النفسية التي يتوهم المؤمن بانها نوع من الخشوع والروحانية في حين انه إضطرابات نفسي يضرب الشخصية في الصميم ويصيبها (( بالسادية والماسوشية )) بالمعنى النفسي الشامل وليس الجسدي .. السادية تحول المؤمن الى حاقد على المجتمع ويكفره بإستمرار وقد يرتكب جريمة تفجير نفسه بالمفخخات لقتل الناس ، والماسوشية تجعل المؤمن يستمتع في تعذيب نفسه وخضوعها الذليل لرجل الدين وللأفكار الدينية ومصاب بالعطب الفكري لدرجة يمارس الإنتحار وتفجير نفسه.
– مغادرة أوهام وجود الملائكة والجن والشياطين .. والتخلص من القلق اليومي بتعرض لتلبس الجن والشياطين , تصوروا فداحة خرافات العقائد الدينية التي تعتقد بوجود ملكان يجلسان على كتفي كل شخص يتجسسان عليه طوال الوقت ويكتبان التقرير الأمنية عنه !
– حضور الجانب الإنساني في العلاقات الشخصية .. إذ ان المؤمن محكوم بعلاقات عنصرية ضمن حدود الطائفة والدين .. وينظر الى الآخر من الديانات الأخرى على انه ضال و كافر ، وهكذا تسبب الأديان تحطم العلاقات الإنسانية بين البشر ، بينما علاقات الملحد تتجاوز حواجز الطائفة والدين وتنفتح على الآخر مهما كانت توجهاته ،
وطبعا توجد العديد من الفوائد الأخرى للإلحاد .