أصبحت السياحة بل صناعة السياحة فـي مقدمة أولويات كل الشعوب والدول فـي وقتنا الحاضر لما لها من أهمية بالغة لاقتصاد كل الدول …ولـم تعد صناعة السياحة كما كانت منـذ سنوات بل تشعبت وكثرة فروعها وتداخلت مـع بعضها البعض وأصبحت تدخل فـي معظم مجالات الحـياة اليومـية, وهـناك أنـواع للسياحة منـها السياحة البحـرية والسياحة البيئيـة والسياحة العـلاجية وسياحة السوق والسياحة الرياضية والسياحة الدينـية والكثير الكثير من أنواع السياحة حسب كل بلد وثقـافته ودينه أي لكل بـلد نوع من أنـواع السياحة ينفرد به عـن غيره , نلاحظ مثـلاً مصر تعتبر السياحة من أهـم مصادر الدخل القومي لديهم كون أن بلدهم بلد حضاري تكثر فيه المناطق الاثارية القديمة التي لـها محبيها ومريديها وقد عرف هذا الشعب أهمية مالديه مـن ثروة اثارية أغلى من النفط فطورها وطور كـل إمكانياته بالحفاظ عليها ,بل أنهم اتجهوا اتجاه آخرفي الترويج السياحي لبلدهم بصنع مناطق جـذب سياحي كالمدن السياحية وبنـاء المنتجعات وإنشاء الحدائق الواسعة الجميلة كحديقة الأزهر التي كانت مكب للنفايات في القاهرة أما اليوم فهي من أروع الحدائـق ,حيث أكد باحثون متخصصون أن قضاء وقت ممتع ومريح فـي أحضان الطبيعة والاستمتاع بألوان الزهور والأشجار يهدئ الأعصاب ويزيل التوتر ويساعد على الاسترخاء كما أن المشي في الطرق الخضراء ووسط الحقول يصفي الذهن ويساعد على التركيز ويقوي الانتباه خاصة أذا كان قبل البدأ بالعمل وكذالك أن اللون الأخضر الطبيعي يدل على التوازن والتناسق والانسجام حيث يشعر الإنسان بالراحة والصفاء والرضا عن النفس والحياة.
في احد السنين لتتويج ملكة جمال لبنان سألت اللجنة المشرفة إحدى المتسابقات لو خيروك بان تكوني وزيرة في بلدك أي وزارة تختارين فأجابت سوف أختار أن أكون وزيرة للسياحة وعللت لما لها من أهمية لمنفعة البلد وتقدمه ،والشيء نفسه في دولة الأمارات الكل يعرف بأنها ارض لاتحتوي غير الرمال ألا أن تصميم أهلها على النجاح والتقدم جعلها من أروع المناطق السياحية في العالم يدخلها السواح من كل الدول ومن مختلف الجنسيات لأنهم اهتموا بفن السياحة اهتمام لفت الأنظار حتى أنهم الوحيدون الذين تفردوا ببناء المدن والجزر الرائعة في البحر ولأنهم أيقنوا أن السياحة هي صناعة مرتبطة بالرغبة الإنسانية في المعرفة.
أما في بلدنا العراقي منذ عشر سنوات ومنذ التغيير الذي حصل لم نشاهد نمو سياحي أو تطور ألا في كردستان شمال العراق فقط ,أما في الوسط والجنوب فلا يوجد أي تطور سياحي يذكر سوى السياحة الدينية في النجف وكربلاء لوجود ألائمة الأطهار عليهم السلام تأتي الناس للزيارة فقط لا للتنزه في هذه المدينتين وذلك لأنها تفتقر لكثير من مقومات السياحة , أما في الجنوب الكثير من الأماكن التي لو تم الاهتمام بها لكانت من أروع مناطق الجذب السياحي في البلد كمدينة أور الأثرية في محافظة ذي قار ألا انه وللأسف لم يوجد أي اهتمام بهذه المدينة الأثرية ولو بنسبة واحد بالمائة وكذلك وجـود المساحات الواسعة من الاهوار وايظاً هـي الأخرى بائسة لم تستثمر بالشكل الجيد .
بلد مثل بلدنا العراق لديـه ألاف المواقع الأثرية من الشمال إلى الجنوب ولديه اكـبر المدن الدينية ولديه اكبر المساحات من الاهوار الرائعة في الجمال والتي تشتهر بقراها العائمة ومضايفها السومرية وطيورها النادرة وأسماكها المتنوعة عليه أن يجعلها العمود الفقري لاقتصاد البلد بدل الاعتماد الكلي للنفط وعلى وزارة السياحة أن تضع برنامج منظم واضح يدفـع بالبلد إلـى الأمام فـي مجال التقدم السياحي وتوفير البنيـة التحتيـة السياحيـة والتي تشمل بناء فنادق خمسة نجوم وبناء القرى السياحية فـي كل أنحاء البلد حتى لـو تم الاستعانة بخبرات أجنبيـة .