23 ديسمبر، 2024 4:30 ص

في فجر يوم الاثنين الموافق 12حزيران من العام الجاري، انطلق هاشتاك عبر مواقع التواصل الإجتماعي بعنوان: (#ابن_الجنوب_وافتخر) وكأن ذلك بواسطة مجموعة من شباب المحافظات الجنوبية لدولة العراق، متمثلين بالمثقفين، والإعلاميين، والناشطين المدنيين .
وهذا الحملة تعتبر استنكاراً، ورفضاً لما يعرض من برامج تليفزيونية منوعة مابين المسلسلات، والمسرحيات، والبرامج الترفيهية؛ والتي يكون محتواها عبارة عن سخرية واستخفاف بعقول أبناء المناطق الجنوبية .
هذه البرامج تجرح المشاهد وتشوه صورة المجتمع الجنوبي، بسبب حضورها القوي على أغلب الشاشات العراقية، وكذلك كثرة تداولها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، فهي تضطهد الملايين من أبناء الشعب العراقي، ومن البديهي أن نجاح أي عمل تليفزيوني لا يتحقق إلا عندما تتسع جماهيريته ويكثر متابعوه على شاشات بعض وسائل الإعلام .
الفن بحد ذاته يحمل روح إنسانية عميقة، وما نشاهده اليوم فنً بلا روح عديم الإنسانية، خالياً من الحرفية؛ فان الهمجية الحالية في الاعمال التليفزيونية، وبمباركة القائمين على تلك الاعمال تؤثر في تغيير الثقافة العامة للمشاهد، وتطرح جدلاً مجتمعياً وفنياً واسعاً، فعلى سبيل المثال لم تعد الدراما العراقية تعمل على تسلط الضوء على القضايا ذات الطابع الاجتماعي، بقدر ما تعمل على تدني المحتوى بحثاً عن تحقيق الأرباح .
ومن وجهة نظري اذا استمر هذا الحال ستفقد الشاشة العراقية مصداقيتها، فليس مقبولاً ان يسعى الفنان الى تحقيق شهرة على حساب المجتمع، وأكرر كلامي الفن رسالة إنسانية، وأن الفنان يجب أن يعيش أعماله وهو مؤمن بأنه فرد من أفراد المجتمع، ساعياً بتسلط الضوء على القضايا المهمة مثل الفساد الإجتماعي، وغياب العدالة، وغير ذلك من القضايا المهمة؛ ولا يكون سبباً بخلق حالة من البؤس، تؤثر سلباً في نفوس المشاهدين .
وهذا لا يعني ان تكون البرامج التليفزيونية خالية من النكهة الكوميديا، فتوظيف عناصر الكوميديا مهم جداً لكسر نمطية المشاهد العراقي، فهي تساهم بإدخال البهجة الى قلوب المشاهدين، على ان تكون خالية من الترويج أو التسقيط لفئة من المشاهدين .
وبالختام اطرح سؤالي/ لماذا تحولت البرامج التليفزيونية العراقية من أعمال أكاديمية إبداعية، الى أعمال تجارية خالية من الموضوعية ؟؟