فن السياسه الذي ينتج الخلافات الدولية بأستخدام الاعلام المضاد هو ذاته من يخلق التحالفات الدولية بأستخدام نفس ادوات الاعلام لكن بأساليب مختلف ..
بالامس القريب كانت العلاقه السعودية التركيه مستفزه و مليئه بالتحفظات وخصوصا عندما اعلنت امريكا الحليف الاقرب للسعوديه بأنها ستجعل من القدس عاصمة للصهاينه.
الامر الذي اخرج تركيا من التحفظ الذي كان يسيطر عليها وبدات بتصريحات غاضبه ضد امريكا موجه للسعودية !!
لتستمر التصريحات التركيه ضد امريكا خالقه فجوه اكبر بينهما ، في حين اصبح هناك تمتين لعلاقة السعودية بأمريكا و اضطهاد تركيا وعدم الرد عليها ، حتى وقوع حادث القس الذي كان القشه التي قسمت ظهر البعير وكانت ذريعه كافيه لضرب تركيا اقتصاديا من قبل امريكا في ذات الوقت كانت العقوبات على ايران قد بدات ومن امريكا كالعادة
القيادة السعودية انذاك كانت تشعر بنشوة الانتصار على عدو ازلي ” ايران ” المعاقبه اقتصاديا و محاصرة اقتصاد منافس مباشر و هي تركيا .
لكن مالذي حدث لم تمر اشهر قليله حتى تغيرت الخارطة السياسيه
ترامب يستغل حملة الانتخابات النصفيه بحرب اعلامية على السعوديه فهو دس السم بالعسل وقال
السعودية بلد عظيم الملك رجل طيب نحن نحمي السعوديه هم بلد غني وغني جدا ، اخبرتهم بان عليهم ان يدفعوا فوافقوا وطلبت ان يزيدوا وقبلوا ولم يعترضوا و طلبت ان يدفعوا 30% اضعاف ما كانو يدفعون وايضا وافقوا وقالو لم يطلب احد قبلك حتى نرفض الدفع،
وختمه كلامه بضحكه متعجرفه مستفزه امام جمع غفير من مؤيديه وسط تصفيق حار جدا..
محمد بن سلمان يرد بختصار
” لن ندافع وامننا خط احمر ”
ان تصريح ولي العهد كان شبه متأخر على الاهانات التي وجهها ترامب للملكه باسلوب ظاهره ساخر باطنه جاد جدا جدا مع استغلال وتهديد علني عندما قال ” لم تكن السعودية لولا امريكا ”
مفترق طرق
هنا حدث الشرخ الاول بين امريكا و المملكه وهنا بدات ايران مع تركيا والعالم حالة ترقب كما بدات ماكنات الاعلام تراقب عن كثب ما سيحدث واين ستؤل علاقة متحالفي الامس الولايات المتحدة و المملكه العربية السعودية .
فكان فن السياسه الخبيثه الحل الوحيد لحل الازمة وكما هو متعارف عليه من اجل خلق تحالف و ازالة ازمه عليك ان تخلق ازمة لخلق تحالف مجدد كليا ..
مصالح مشتركة وقتيل جمال
تركيا اسطنبول القنصليه السعودية هنا كانت الازمة تخلق لتحل ازمة اكبر و الان الاعلام مع فن السياسه يبدأن عمل الصدمة و التلميح و شن الحرب البارده .
جمال خاشقجي
قتل الصحفي السعودي المعارض لنظام الحكم الملكي في تركيا التي قالت تقارير الامن التركي ان خاشقجي قتل في القنصليه السعودية ثم صمتت وبدات تستخدم صحفها و اعلامها بنشر اكثر من طريقة حدثت لعملية قتل الصحفي. فيما اكتفى اردوغان بتصريحات طابعها ودي لكن نتائجها مضمونه فبعث تنبيه و تحذير ثم تطمين
فقال ان العملية تمس امن وسياسة تركيا لذلك نحن من سيحقق في القضيه ولن نسمح لحدوث هذا الشيء في بلدنا !
تصريح بارد مستفز حتما له رد
فكان الرد : السعودية تطالب مواطنيها في تركيا توخي الحذر و عدم السفر لتركيا في الوقت الرهن وذلك خوفا على سلامتهم بعد مقتل مواطن سعودي !
“بصيص امل لعلاقة سياسيه واعده”
ضمن الاتراك علاقة جيدة مع السعوديه كما استطاعوا تحويل عدو “منافس” الامس صديق “متحالف” اليوم.
ان رد السعودية كان مؤشر على ان الطرفين قد يجلسان معا عكس ما كان في الماضي هذا يتوعد وذاك صامت و يتحالف.
الاعلام العالمي يتحرك
امريكا التي كانت غاضبه جدا من رفض ولي العهد الخضوع و دفع المال وجدت من خاشقجي وجبه دسمه بكل تأكيد ستدفع السعوديه مبلغها كاملا ، كيف لا والصحفي يسكن ولاية امريكيه منذ 2017 اذن هو مواطن امريكي وهذا يعطيها حق وتخويل بعرفة مصير الصحفي المعروف لديها مسبقا ..
بدات اكبر صحف وقنوات امريكا الاعلاميه مع الاعلام العالمي بتأجيج الموقف مطالبه بتحقيقات عدة لاسباب معروفه وتوجيه اتهامات للسعودية.
فبدأ كبار القادة و المسؤولين الامريكان في الكونكرس و البرلمان يلوحون بالعقوبات و قطع العلاقات مع السعوديه ، فقام ترامب بحشوا الوسط السياسي والاعلامي بحرية التصعيد والتهديد للملكه لاعادتها حليف مالي اكثر لين خصوصا في صفقات السلاح وتنفيذ لمطالبه بدفع المال
وحتى لا تخسر امريكا مكانتها العالمية وتحرجها السعودية قال ترامب ” اذا عاقبنا السعودية فنحن نعاقب انفسنا ” يقصد بيع السلاح
حيث سبق ذلك بيان سعودي صادم لامريكا
يقول : المملكه ترفض التهديدات التي تتعرض لها من جهات خارجية هدفها تشويه صورة السعودية محاولة النيل منها .
هذا ما فتح الباب على مصراعيه و قد استخدم اعلام المملكه بث بعض التلميحات الى امكانية التحالف مع ايران و تكوين قاعدة روسيا في المملكه ولا ننسى بان اعداء الامس يراقبون بشدة لكن بصمت يقهرهم انفسهم .
هنا اتصل ترامب بالملك سلمان مبين له موقفه الداعم للملكه و وبطريقة سياسيه جيده مهذبه طالبه بفتح تحقيقات و ارسال وزير الخارجيه فورا الى المملكه بعد موافقة الملك .
كما اتصل الملك سلمان بالرئيس التركي مقدرا العلاقة المتينه بين البلدين و عدم تأثرها بالخارج وبهذا كسب ترامب المال و اعادة السعودية هيبتها و نجح اردوغان بتسوية الخلافات مع المملكه وامريكا خصوصا عندما اطلق صراح القس و الهدوء وعدم التهجم على السعودية بخصوص حادثة القتل.
هكذا هي الاحداث السياسه باردة صابره تستخدم احيانا “مروحه” ذريعه لشن حرب كما حدث في 1827 بين فرنسا والجزائر و احيانا قتل انسان لتصليح موقف دولي و تدمير احلام اعداء يتربصون كما حدث في اسطنبول 2018 ..