كثير من الناس يقضون جل حياتهم من دون نظام يسيرون عليه . والعشوائية تبعد الإنسان عن اهدافه وتمتعه بالحياة . واذا به يعبر مراحل العمر دون ان يحقق شيئا من امانيه .
وفن الإدارة الذاتية ينظم حياتنا بشكل عقلاني . حيث يوفر الوسائل اللازمة لترشيد سلوكنا ، ونكون على دراية بامورنا الشخصية والمهنية . ونتيجة لذلك ، نصبح أكثر سعادة وكفاءة في العمل .
يقول الدكتور إبراهيم الفقي خبير التنمية البشرية
إنّ الإنسان لديه إمكانيات كبيرة تمكنه من العيش بسعادة ومن تحقيق كل ما يجول في خاطره في حياته إن هو أحسن توظيفها واستخدامها فقط .
تعتبر الإدارة الذاتية إحدى المهارات الأساسية التي نحتاجها في حياتنا اليومية .
ومن اهم مستلزماتها التحكم في سلوكنا لتحقيق هدف عزيز علينا مثل النجاح في العمل ، او المحافظة على سلامة الاسرة ورفاهيتها ، او تحقيق مستقبل باهر ، او اية مهمة حياتية اخرى .
تنظيم الوقت
غالبًا ما تكمن الإدارة الجيدة لحياتنا في تنظيم اوقاتنا ، ويدل تنظيم الوقت على احترامنا لذاتنا وللاخرين . ويتم ذلك بالدقة في المواعيد . اضافة الى وضع برنامج اسبوعي لتحديد المهام المطلوب انجازها . وهنا سيكون لدينا رؤية أفضل لوقت الفراغ واستغلاله للترويح عن انفسنا وهواياتنا .
ان التحديد المسبق للاعمال والمهام المطلوبة يوفر عليك الكثير من الوقت والجهد ، ويشعرك بالراحة النفسية بعيدا عن التشويش والقلق .
ومن اهم المسائل المتعلقة بتنظيم الوقت تجنب التسويف والمماطلة “مع انفسنا او مع الغير” في انجاز المهام اليومية . وان اي تأخير في انجاز العمل يدل على الكسل والخمول .
كما ان تأجيل الاعمال المحددة الى اليوم التالي يؤدي إلى الفوضى في حياتنا وحياة الاخرين . ومن خلال تأخير العمل ندرك أن وقتنا اصبح ضيقا” وبالتالي تراكم الاعمال الذي يؤدي الى الاعتماد على الاخرين لمساعدتنا في انجازها ، وفي ذلك اتكالية غير محمودة على الغير .
ترتيب المهام
ومن خلال تطوير مهاراتنا لادارة ذواتنا سوف ننظر الى الحياة نظرة ايجابية . ومن اهم الوسائل لتحقيق ذلك ترتيب أولويات المهام والاهداف المطلوبة ، وهنا ينبغي وضع اهداف قابلة للتحقيق بل وممتعة احيانا وترتيبها حسب الاهمية .
ان تحقيق الاهداف يتطلب العمل بجد ومثابرة حتى نكون مطمئنين الى اننا قدمنا الحد الاقصى من الجهود لتحقيقها ، فالامنيات لاتتحقق بالاحلام وانما بالعمل المخلص .
وفي العمل ومحيطك الاجتماعي حاول ان تتعامل مع الاخرين كما تحب أن يعاملوك . فسعادتنا تعتمد الى حد كبير على سعادة المحيطين بنا سواء في العمل او مع الاصدقاء والمعارف او ضمن العائلة .
وعليه يجب السيطرة على عواطفنا وافعالنا بقوة الارادة ، فمن لايستطيع السيطرة على ردود فعله لايمكنه ادارة ذاته بفاعلية حتى يحقق اهدافه في الحياة في تناغم طبيعي داخل المجتمع .
ولتحقيق ذلك علينا اتقان الغفران والتسامح . . فبعض الاشخاص يخطئون بحقنا اوبعقيدتنا . “ربما يشعرون بوجود خطأ ما او استفزاز لمشاعرهم” ، فعلينا النظر في الامر بروح المسامحة والغفران ، فالتسامح من القيم التي تدعو لها مختلف العقائد والديانات باعتبارها من المفاهيم الانسانية السامية .
والتسامح يساعدنا على أن نحيى حياةً أكثر امانا” واستقراراً . وجل من لايخطئ .
ليس من التسامح أن تنسى الضرر الذي تعرضت له أو تتجاوز عنه ، بل بالغفران لمن اخطأ بحقك ، حيث إن التسامح يجلب لك الشعور بالامان وراحة البال الضروريتان للاستمرار في الحياة ، من دون التفكير المضني في الانتقام او المعاملة بالمثل .
وكذلك يجب ان نتعلم الاسترخاء خلال اوقات الراحة من العمل ، فالاستراحة تخفف من أعراض التوتر وتساعدك على التمتع بنوعية حياة أفضل .
وفي هذه الحالة لاتدع لنفسك الشعور بالذنب لأنك أعطيت نفسك فترة راحة فالاسترخاء والراحة تبعدك عن التوتر وتمنحك الطمأنينة وتجعلك على اتم الاستعداد لمزاولة عملك وحياتك بنشاط وفاعلية اكبر .
التحكم بالعواطف
نمر جميعا بمشاعر الغضب أو الحزن او الاكتئاب . والسيطرة على عواطفنا جزء مهم من ادارة الذات لايمكن تجاهله او اهماله . فالطاقة السلبية تؤثر على صحة الفرد النفسية والجسمانية ، فهي تضعف جهاز المناعة في الجسم وتسبب الصداع والخمول والامراض المزمنة .
وبامكاننا التحكم بالمشاعر السلبية وادارتها بطريقة تتوائم مع قيمنا ومعتقداتنا عن طريق تقبل نفسنا ، ومشاعرنا كما هي من دون كبت او اهمال . ومصارحة ذواتنا والتصالح مع النفس .
وان لا نهرب منها بأساليب ضارة مثل الأكل المفرط او النوم او تعاطي المخدرات وغيرها .
وقد تكون القراءة اوالرياضة مثل المشي أو الذهاب الى الصالة الرياضية مفيدة ، حيث تشعرنا براحة كبيرة ونتخلص من المشاعر السلبية مهما تكن .
ولاتستسلم للافكار السوداء او تجعل منها سببا للقنوط والاعتزال ، بل تجاوزها بالتفكير الايجابي . وهنا يكون للأسرة والاصدقاء دورا مهما في التخفيف من الافكار السلبية ، والانطلاق في الحياة بروح التفائل والطاقة الايجابية .
تعلم العطاء
ثق ان السعادة الحقيقية تكمن في العطاء اكثر منها في الاخذ . صحيح اننا نتمتع بالاخذ ونشعر بالفرح ، ولكن العطاء يحقق ذاتنا من خلال الرضا عن انفسنا ، ويشعرنا براحة البال واحيانا كثيرة بسعادة اكبر .
ان السعادة بالعطاء لايعرفها الا اصحاب القيم السامية ، والاخلاق النبيلة .
والعطاء لايقتصر على المال . بل ان هناك اشكالا عديدة . . منها
زيارة المريض او الجار المسن. او اعطاء هدية لطفل يتيم او محروم . او اعطاء جزء من وقتك لتدريس طالب . او ابداء النصيحة او المشورة لصديق او جار او قريب . وعندما تعطي ستجد السعادة في عيون الاخرين ، وهذا اعظم مقابل لعطاءك .
ان توفير الاستقرار والامان للعائلة يحقق لك حياة متوازنة تساعدك على تخفيف ضغوطات العمل .
اضافة الى ان التفكير المتفائل والعقل المفتوح يعتبر من اساسيات النجاح في الحياة الشخصية والعملية .
ان التزامك بالقواعد اعلاه مع الرقابة الذاتية على نفسك والنظرة الإيجابية للحياة تحقق لك النجاح في كل منعطف من حياتك العملية والشخصية وتوفر لك السعادة الحقيقية لك ولكل المحيطين بك .