اثار تقرير لصحيفة أمريكية عن نتائج التحقيقات في مصرع الشهيد هشام الهاشمي شجون إعلامية في دلالات نشر مثل هذا التقرير وما لحقه من تسريبات متعددة الأطراف في وسائل التواصل الاجتماعي عن تقارير ودراسات كان المرحوم الهاشمي قد قدمها لجهات يعمل معها كمستشار امني معتمد لتكون سحابة من دخان الشكوك من دون أي موقف رسمي يقدم اجابات عراقية مطلوبة لتنقشع سحابة الفبركة والتضليل وتلجم أي طرف من الاصطياد في هذا الضباب الداكن … لذلك يطرح السؤال لماذا كل هذا الاهتمام الأمريكي بنتائج هذه التحقيقات العراقية بامتياز وعلى خط مواز لماذا كل هذا الغموض الرسمي يضاف إلى ذلك الأساليب متعددة الأطراف لاستخدام تلك التقارير المفترضة ؟؟
أي محاولة للاجابة على هذه التساؤلات يتوقف عند حقيقة مهمة أن المرحوم الهاشمي فقد حياته في جريمة بشعة مطلوب اعلان نتائج التحقيق مباشرة من دون حسابات الربح والخسارة لاي طرف كان فعبارة القانون فوق الجميع لابد من تطبيقها والا فإن قانون اللادولة ينتصر على دماء الشهداء ومنهم المرحوم الهاشمي .
النقطة الاصعب تتمثل في التداخل والتفاعل السلبي اعلاميا بين نماذج متعددة في الاعلام العراقي ..مع الأسف غاب عنها الاعلام الرسمي ..وبين الاعلام الأمريكي ومراكز الأبحاث التي كان الهاشمي من الباحثين العراقيين البارزين فيها ..تجعل مرتكز الاهتمام بنتائج هذه التحقيقات ذات طابع دولي كون المغدور ليس شخصية خيالية مستوحاة من كتب التاريخ بل باحثا معروفا ..في سيرة شخصية قد نتفق او لا نتفق مع ميوله العقائدية وما حدث فيها من متغيرات الا أن بحوثه ومقالاته فيها من معايير الموضوعية في البحث العلمي ما يجعلها مقبولة في النشر لأغلب مراكز الأبحاث والدراسات العربية والدولية .
على الصعيد الأمني .. حينما لا تبادر الجهة ذات العلاقة إلى إصدار تحديث اعلامي بمجريات التحقيق ..سيظهر الف محقق في مواقع التواصل الاجتماعي يتقمصون شخصية شارلوك هولمز للتعامل مع هذا الموضوع وتلك مثلبة تتكرر في ملفات التحقيقات عن جرائم مثل الفساد السياسي او ملفات التحقيق في أحداث كبرى مثل دخول عصابات داعش الارهابية لاحتلال ثلث الاراضي العراقية أو ملف تهريب النفط ..كل ذلك يحتاج الى نهايات مغلفة أمام الراي العام العراقي والدولي بالافصاح الحكومي عبر تقارير دورية موثقة ترفع إلى مجلس النواب .. هكذا تدار مهنة الديمقراطية المسؤولة في نظام سياسي برلماني .
لعل وعسى نسمع قريباً تقريرا مفصلا وختاميا عن القيض على المتهمين بجريمة اغتيال الزميل المرحوم هشام الهاشمي .. اما استمرار سقوط احجار في بركة التحقيقات ..فإن امواجها ليست لصالح أي طرف الا في فنون متجددة الفبركة العميقة ولله في خلقه شؤون!!