18 ديسمبر، 2024 6:37 م

فنون التسول في زمن اللصوص

فنون التسول في زمن اللصوص

التسول ايّام زمان كان فردي وعلى الفطرة لما يسد رمق العيش وبعدها تحول الى مهنة سهلة تدر اموال لابأس بها بدون تعب ثم تطور الى مجاميع منتظمة لها رئيس يقود المجموعة ويوجهها في امكان معينة لا تتخطى الحدود المسموح بها على منطقة المتسولين الاخرين وكل مجموعة تحترم كيانات المجاميع الاخرى ولا تتجاوز عليهم وقد تفنن قادة تلك المجاميع بمحاولة جلب اصحاب العاهات للانتساب الى مجاميعهم او اقامة التشوهات لدى البعض من اصحاب المجموعة ليكسب عطف الناس ويزيد من الدخل وعندما ازداد الفقر نتيجة نهب الدخل من قبل المتنفذين توجهت الأنظار على الحارات الاخرى وأخذ يفتحون الدفاتر القديمة مع حلفائهم اللصوص في شمال العراق وتحول التحالف الى خلاف واتهام ولا احد من الطرفين لديه ما يقدم للاخر لان التخمة اصبحت في جيوب رعاة التسول لذلك باتت حكومة بغداد في مأزق لانة لم يعد لهم ما يقدمونه الى راعي التسول الكبير القابع في طهران بعدما أفلس جراء الحصار الاقتصادي واصبح كالثور الهائج يريد المزيد بعدما حلب اتباعه في عقود من الزمن لحد افراغ خزائن العراق مما دفعهم الى التسول بكافة الطرق الممكنة ومنها البنك الدولي او دول الجوار فأرسل الراعي الكبير وفود الى السعودية للحصول على ما هو مقسوم لينال الحصة الاكبر ثم ارسل كبير المتسولين الى تركيا لينال منهم من الطيب نصيب واكيد ان ذلك لم يحصل لوجه الله كما في حال التسول العادي وانما كل شيء بثمن فياترى ماذا سيقدم الطرف الاخر بعد تعديل هندام المتسول الكبير وهو يعلم كما يعلم الجميع ان أي نقد مالي يقدم باليد يذهب في جيوب كبار اللصوص فلهذا فهمت الاطراف الاخرى اللعبة فكانت الردود وعود في تقديم خدمات ومشاريع استثمارية لا يستفاد منها كبار اللصوص فلم يبقى مناص للصوص غير العودة الى الشعب الحلقة الاضعف خصوصاً بعد اخماد الانتفاضة وكتم صوت الشباب المنتفض بالقتل والترويع والترهيب حتى اصبح الناس في إعداد الموتى لا حول ولا قوة لهم ولا يعرفون شيء عن الحياة غير العويل والبكاء كما تم ترويضهم من قبل المعممين طيلة ١٧ عام وإلهائهم باللطم والنحيب في سبيل ان يستمر الاخرين بالنعيم. لهذا قامت الحكومة بتخفيض العملة العراقية في عملية التفاف على رواتب الموظفين والمتقاعدين أي بدلاً من استقطاع نسب معينة من الرواتب واثارة ردود أفعال غير محسوبة تم تخفيض قيمة العملة التي تعني استقطاعات غير منظورة لتشمل مختلف الفعاليات الاقتصادية لكافة قطاعات الشعب ليتسنى سرقة الفروقات الناجمة عن سعر صرف الدولار من اجل عدم المساس بالرواتب والامتيازات المقدسة التي اصبحت عرف دستوري من المحرمات التي لا يجوز لأحد التقرب منها مثلما اصبح رئيس الجمهورية كردي ورئيس الوزراء شيعي ورئيس مجلس النواب سني بالرغم من عدم وجود تلك التقسيمات في الدستور بينما أصبح مركزها القانوني أقوى من الدستور كما هو حال رواتبهم وامتيازاتهم التي اصبحت مقدسة ولا يجوز المساس بها.فنون التسول في زمن اللصوص
التسول ايّام زمان كان فردي وعلى الفطرة لما يسد رمق العيش وبعدها تحول الى مهنة سهلة تدر اموال لابأس بها بدون تعب ثم تطور الى مجاميع منتظمة لها رئيس يقود المجموعة ويوجهها في امكان معينة لا تتخطى الحدود المسموح بها على منطقة المتسولين الاخرين وكل مجموعة تحترم كيانات المجاميع الاخرى ولا تتجاوز عليهم وقد تفنن قادة تلك المجاميع بمحاولة جلب اصحاب العاهات للانتساب الى مجاميعهم او اقامة التشوهات لدى البعض من اصحاب المجموعة ليكسب عطف الناس ويزيد من الدخل وعندما ازداد الفقر نتيجة نهب الدخل من قبل المتنفذين توجهت الأنظار على الحارات الاخرى وأخذ يفتحون الدفاتر القديمة مع حلفائهم اللصوص في شمال العراق وتحول التحالف الى خلاف واتهام ولا احد من الطرفين لديه ما يقدم للاخر لان التخمة اصبحت في جيوب رعاة التسول لذلك باتت حكومة بغداد في مأزق لانة لم يعد لهم ما يقدمونه الى راعي التسول الكبير القابع في طهران بعدما أفلس جراء الحصار الاقتصادي واصبح كالثور الهائج يريد المزيد بعدما حلب اتباعه في عقود من الزمن لحد افراغ خزائن العراق مما دفعهم الى التسول بكافة الطرق الممكنة ومنها البنك الدولي او دول الجوار فأرسل الراعي الكبير وفود الى السعودية للحصول على ما هو مقسوم لينال الحصة الاكبر ثم ارسل كبير المتسولين الى تركيا لينال منهم من الطيب نصيب واكيد ان ذلك لم يحصل لوجه الله كما في حال التسول العادي وانما كل شيء بثمن فياترى ماذا سيقدم الطرف الاخر بعد تعديل هندام المتسول الكبير وهو يعلم كما يعلم الجميع ان أي نقد مالي يقدم باليد يذهب في جيوب كبار اللصوص فلهذا فهمت الاطراف الاخرى اللعبة فكانت الردود وعود في تقديم خدمات ومشاريع استثمارية لا يستفاد منها كبار اللصوص فلم يبقى مناص للصوص غير العودة الى الشعب الحلقة الاضعف خصوصاً بعد اخماد الانتفاضة وكتم صوت الشباب المنتفض بالقتل والترويع والترهيب حتى اصبح الناس في إعداد الموتى لا حول ولا قوة لهم ولا يعرفون شيء عن الحياة غير العويل والبكاء كما تم ترويضهم من قبل المعممين طيلة ١٧ عام وإلهائهم باللطم والنحيب في سبيل ان يستمر الاخرين بالنعيم. لهذا قامت الحكومة بتخفيض العملة العراقية في عملية التفاف على رواتب الموظفين والمتقاعدين أي بدلاً من استقطاع نسب معينة من الرواتب واثارة ردود أفعال غير محسوبة تم تخفيض قيمة العملة التي تعني استقطاعات غير منظورة لتشمل مختلف الفعاليات الاقتصادية لكافة قطاعات الشعب ليتسنى سرقة الفروقات الناجمة عن سعر صرف الدولار من اجل عدم المساس بالرواتب والامتيازات المقدسة التي اصبحت عرف دستوري من المحرمات التي لا يجوز لأحد التقرب منها مثلما اصبح رئيس الجمهورية كردي ورئيس الوزراء شيعي ورئيس مجلس النواب سني بالرغم من عدم وجود تلك التقسيمات في الدستور بينما أصبح مركزها القانوني أقوى من الدستور كما هو حال رواتبهم وامتيازاتهم التي اصبحت مقدسة ولا يجوز المساس بها.