23 ديسمبر، 2024 10:25 ص

   كان المرحوم ابراهيم عرب احد اطرف الشخصيات البغدادية المعاصرة ، وكان مشهوراً بقصصه الخيالية والتي تشبه في كثير من جوانبها افلام الكارتون ، في احدى قصصه يقول : إنه ذهب ذات يوم الى كراج النهضة لوداع احد اصدقائه ، وعندما خرج من الكراج كانت الساعة بحدود الثامنة صباحاً ، وقبل الوصول لساحة سينما الفردوس (شارع الكفاح) استوقفته مفرزة للأنضباط العسكري ، وامسك به اثنان من رجال الانضباط واقتاداه نحو الشاحنة لكونه لايحمل دفتر الخدمة العسكرية ، يقول عمنا ابراهيم : فكرت بنفسي ، لك هاي بيها روحة وجية ، وتعال ابقى بالتوقيف لمن تخابر أهلك ويجيبولك دفتر الخدمة ، يقول فعتيت ايديّ من ايد الانضباطية وركضت بأتجاه الباب الشرقي ، واركض ويركضون ورايه ، واركض ويركضون ورايه ، لمن فحطتت ووصلت لمنطقة جوله مابيها احد ، التفتت ماكو احد دا يركض وراية ، ذاك الوكت كعدت على صخرة دا ارتاح ، باوعت ع الساعة هاي ثمانية ونص ، يعني صارلي فد ثلث ساعة واني دا اركض ، بها الاثناء اجتني سيارة شرطة وكالولي جوازك ، تعجبت وكتلهم شنو السالفة ، كلولي انت طبيت الحدود السعودية !!! .
اللهم صل على محمـــد وآآآآآل محـمـــد ، بثلث ساعة عمنا ابراهيم اجتاز المسافة بين كراج النهضة والحدود السعودية ، يعني لو مشارك بالالمبياد جان جابنا ذهبية المارثون ، فهذا السباق الذي طوله اثنين واربعون كيلو متراً لم يجتزه أي بطل اولمبي بأقل من ساعتين وثلاث دقائق وثلاثين ثانية ، ويتبين لنا من القصة السابقة حجم الفيل الذي طيره عمنا المرحوم ابراهيم .
لم يكن ابن عرب هو مطير الافيال الوحيد في بغداد ، فلقد اشتهرت احدى مقاهي الكاظمية بكونها مجمع للكلاوجية الذين يروون القصص الاسطورية الخيالية ، كما عرفت بغداد منذ العهد العثماني شخصية خلف ابن حجي امين ، والذي اشتهر برواية قصص بطولات ومغامرات لم يخضها ولم يشارك فيها ، وكل هؤلاء كانوا يستندون على مثل (هو الحجي بفلوس) ، فهم يؤلفون القصص الخيالية لأضحاك الجالسين وامتاعهم ، وهم كلهم ابرياء وطيبون ، له دا يقفصون ع الناس ، ولا دا يعطوهم وعود انتخابية زائفة ، ولا دا يكلولوهم ترة سنة الجاية راح نصدر الكهرباء للخارج .
هسه نجي على سالفتنا ، اقترح على نقابات الصحفيين والمهندسين والاقتصاديين واساتذة الجامعات تأسيس مسابقة شهرية بأسم المرحوم ابراهيم عرب ، وتشكيل لجنة من النقابات المذكورة اعلاه واساتذة العلوم السياسية لأعطاء الجائزة لأكبر كذبة يطلقها احد الوزراء والنواب شهرياً ، وفي نهاية العام تجري النقابات مهرجاناً سنوياً لبطل الجذابين لذلك العام ، قد يسأل سائل : زين إذا واحد من النواب والوزراء صحى ضميره وكال الصدك ؟؟ . اكللكم ، اي نائب او وزير يصحى ضميره وبصورة مفاجئة ، ويريد ان يتوب لله من دكايكه السابقة ، تجدوه قد هرب للخارج وقدم استقالته من البرلمان والحكومة التي تفوقت على جميع كذابي المشرق والمغرب بقصصها الخيالية الاسطورية ، حول الامن والرفاهية وخرافة الديمقراطية والتي لم نر غيروجهها الكالح ، ومادام انا وعشيرتي بالحكم طز بالديمقراطية ، واخذناها وبعد ما ننطيها وليخسأ الخاسئون .