اقتربت الموصل من لحظة الحسم وسوف ترسي سفينة نوح في نجاة المكان من اوباش قتلة أسمهم داعش ، وحتما كل المحررين هم كهنة حلم عودة مدينة الى احضان الوطن الأم.
نينوى ــ الموصل وأبنهما سنحاريب ، ثلاثية الشوق الى وطن يتمزق حيث حليب ثدييه يرضع منه الشيشانيون والافعان واللحى المستوردة من خارطة الوهم التفكيري .
ثلاثية للذكريات القديمة في محافل الثقافة عندما كان لنا ملتقى للقصة وكان لنا غرفة جميلة في فندق جميل وضخم يطل على دجلة اسمه ( نينوى اوبروي ) ويقال ان داعش الذي كان يتخذه مقرا لحكومته فجره اليوم بالكامل .
لتسقط دمعتي على خد الذكرى واتذكر تلك الغرفة القصصية المثقفة وكنا فيها أنا والاسطوري محمد خضير والراحل الشرقاطي المدهش محمود جنداري والبغدادي المنتمي الى سحر الشنافية احمد خلف .وكاهن محلة الطاطران المرحوم احمد خلف ، والكيساني المعطر بضحكمة العالية جهاد مجيد ، والراحل سجين بوكا وجلطة القلب محسن الخفاجي ، والعذب الراحل زيدان حمود .كلنا عشنا حوار الليل المتآخر في الفة جميلة وشوق الكلام عن سحر نينوى في تأريخ ميزوبوتاميا وعن مسيرة دجلة وهو يشق الساحلين الايسر والايمن ذاهبا الى الجنوب حيث ميسان والقرنة والمستقر الابدي عند شجرة آدم.يتحدث جنداري عن اساطير الشجر في مدن نينوى فيكون الزيتون اكثرها صناعة للاساطير وربما اكثر هذه الاساطير تنتجها مدن سهل نينوى حيث المعاصر والكنائس ومزارع البطيخ التي اكثر فلاحيها من ابناء الطائفة الايزيدية.تلك الليلة حيث الاحتفاء بالمدن تتعدد في تنوع تجارب الجالسين ، فيكون اصغاء كاهن المكان البصري هو اصغاء ذاكرة لجنوب عاش في من رهبة الشمال ليكون ملكا عليه ووزيرا وامر لواء . فيما يعطرنا عبد الستار ناصر بشهية الغناء ببحة يوسف عمر ويضع مزة الباسطرمة شهية للمزاح ويرفع الكأس ويقول في صحة الملا غثمان الموصلي اهدي اغنية ليوسف عمر.نضحك ، فتدارينا مشاريع ليل فندق نينوى اوبري ونتخيل المكان كما يحلو لكل واحد.
أنا واحد منهم أحمل الهة أور واجالسها بمودة الكأس واسطرة الشوق مع الهة اشور ، ثم اعتكف الى روح المقدس فينا فأضع نقشا في محاولة ربط الحوت ويونس بعاطفة ابراهيم الخليل فأقول ان انبياء الموصل ربما هم اقرباء لانبياء بابل واور.
وحتى اثبت لهم ذلك أقول أن في جدار الطين بأحدى غرف بيتنا لوحة لشجرة ادم تقول ان جميع الانبياء من نسب واحد ، أذن مع افتراض ان ادك نزل في ملتقى القرنين بأهوار جنوب العراق ، فانا الحلم السماوي الاول صعد من جنوب مدن سومر الى شمال مدن نينوى .
لتكون الرؤى بين آشور واور هي رؤى حلم شعب يحث الخطى الان ويركب ناقلات الجند والدبابات ليحرر نينوى التي سرقها المنحرفون القساة.بين الفندق والذكرى عاطفة الجنود هي من تكون خيط وصل … وكان الهة اشور ترتدي خوذهم وتشرب من ماء زمزمياتهم ، الهة عربية ، اثورية ، ارمنية ، ارثوكسية ، ايزيدية ، كردية ، شبكية ، كاكائية …
كلها تحمل اناشيد فرحها السماوي مع بيارغ المحررين ، وعندما يعبرون الساحل الايمن سيجدون فندق نينوى ــ اوبروي وغرفة مسامرة تلك الليلة الاسطورية في ملتقى القصة قد تهدمت ، وحتما سيكون بين الجنود من يهوى كتابة القصة ، وتقديرا لتلك الذكرى التي عشنا فيها في ليلة السهر تلك ، سيذرف دمعته نيابة عنا ، وسوف يكتب حكاية بناء فندق نينوى ــ اوبري من جديد.