23 ديسمبر، 2024 1:00 م

فنتازيا الكتابة التاريخية على وفق منهج ابن تيمية

فنتازيا الكتابة التاريخية على وفق منهج ابن تيمية

الحلقة الثالثة
الشيعة يؤسسون منهج التكفير ويجندون ابن تيمية
في النصف الثاني من القرن السادس الهجري؛ بإيعاز من سلطان بلاد فارس محمد خدابنده وبتخطيط من مخابراته؛ وتحقيقاً لحلم سبق للشيخ نصير الدين الطوسي أن أسرّه لتلميذه العلامة إبن مطهر الحلي؛ والذي اصبح فيما بعد زعيم الشيعة في الحلة؛ فقد قام العلامة الحلي بتشكيل لجنة علمية عليا برئاسته، وعضوية عدد من كبار فقهاء الشيعة ومتكلميهم؛ كولده الشيخ فخر الدين الحلي وتلميذيه السيد عميد الدين الأعرجي والشيخ قطب الدين الرازي البويهي، وغيرهم من علماء النجف الأشرف وكربلاء وقم وخراسان؛ مهمتها التأسيس لعقيدة وفقه جديدين لأهل السنة والجماعة؛ تتعارضان والعقيدة السنية الأشعرية وتكفِّر القائلين بها، وتتعارضان وفقه المذاهب السنية المالكية والحنفية والشافعية، وتعمقان المنهج السلفي في المذهب الحنبلي.

وقد تمظهر هذا التاسيس في تأليف عدد من الكتب العقائدية والفقهية والحديثية التي تقول بتجسيم الله تعالى، وتكفر جميع المسلمين ممن لايؤمنون بالعقيدة الجديدة، وتتهمهم بالإرتداد والشرك، وتستحل ذبحهم وحرقهم وهتك أعراضهم وإسترقاق نسائهم والإستيلاء على أموالهم وممتلكلتهم وأراضيهم؛ مع التشديد على معاداة الشيعة. وظل العلامة الحلي يبحث عن فقيه سني ليلقنه هذه العقيدة و لينشر هذه الكتب باسمه؛ بهدف إحداث فتنة وشقاق ونفاق وصراعات بين مذاهب المسلمين أنفسها من جهة، وبينهم وبين الشيعة من جهة أخرى؛ وصولاً الى هدف تمكين المغول والروم والفرنجة من بلاد المسلمين. أما الهدف النهائي فهو خلط الأوراق لمصلحة التشيع الفارسي المجوسي؛ كما ورد في أمر السلطان محمد خدابنده.

وبعد البحث والتقصي؛ رفض جميع علماء السنة هذا العرض؛ على الرغم من انه مغرٍ جداً؛ فهو يحقق للشخص الشهرة الكبيرة والخلود، كما يحقق له حماية من الدولة الفارسية المازندرانية، فضلاً عن حياةٍ مرفهة جداً. وأخيراً عثرت مخابرات السلطان محمد خدابنده على شيخ سني حنبلي يسكن دمشق؛ إسمه أحمد بن تيمية الحراني؛ والذي وافق فوراً على العرض. واخبروا ابن مطهر الحلي بالأمر؛ فأرسل وراء ابن تيمية؛ فوجده الشخص المناسب بكل المعايير. فجلس ابن تيمية بضع سنوات عند ابن مطهر الحلي وهو يتلقى منه عقيدة التجسيم وفقه التكفير والقتل. وعاد ابن تيمية الى الشام ونشر الكتب بإسمه؛ وهي الكتب التي سلمها له العلامة الحلي، وأخذ يبشر بالعقيدة والفقه اللذين لقنه إياهما فقهاء الشيعة. إذ ظلت أفكار ابن تيمية كأفعى الكوبرا التي تبث سمومها بعنف بين المسلمين وتفرقهم طرائق قددا.. متقاتلين متصارعين؛ وكوباء الجرب الأسود الذي ينتقل كالنار في الهشيم بين البشر الأصحّاء؛ فيدمر البشر ويهلك المدن والبلدان. وبذلك تحقق ماكان يهدف اليه فقهاء الشيعة وقادتهم وسلطانهم من وراء تسترهم وراء ابن تيمية.

ثم لعب الشيعة الدور نفسه مع تلاميذ ابن تيمية ومن جاء بعده؛ كإبن مفلح والزرعي والذهبي وإبن قيم الجوزيه والجويني وغيرهم؛ فقد احتضنونهم ولقنوهم مباديء التكفير والقتل والحرق والسبي والعدوان بكل أشكاله؛ فكانوا دعاة نجناء للفكر الذي بثه فقهاء الشيعة وزعماؤهم من خلالهم؛ خدمة لأهداف التحالف الشيعي الفارسي اليهودي الماسوني.

الشيعة يعقدون تحالفاً بين إبن سعود وإبن عبد الوهاب

في عام 1723 م؛ وبعد طول عناء وبحث من الفقيه الشيعي الشيخ يوسف البحراني؛ وجد الأخير ضالته في محمد بن عبد الوهاب؛ وهو شيخ طموح وذكي ومن أسرة دينية سنية تتبع المذهب الحنبلي. فأوعز ملك بلاد فارس الشاه حسين الصفوي الى إستخباراته والى مرجعية النجف بإتخاذ مايلزم مع محمد بن عبد الوهاب بالصيغة نفسها التي فعلها ابن ادريس الحلي مع صلاح الدين الأيوبي، وفعلها العلامة الحلي مع ابن تيمية. ولكن هذه المرة كانت أوامر إمبراطور بلاد فارس مشددة جداً، وتقضي

بإيجاد شريك سياسي لمحمد بن عبد الوهاب؛ كي لا تفشل تجربة صلاح الدين الأيوبي؛ لأنه لم يكن يمتلك شريكاً دينياً حقيقياً، أو تجربة ابن تيمية؛ لأنه لم يكن يمتلك شريكاً سياسياً. ومن محاسن الصدف أن تعثر الإستخبارات الصفوية في الوقت نفسه على قاطع طريق من نجد نصّب نفسه أميراً؛ إسمه محمد بن سعود. ومما زاد من فرح الإستخبارات الصفوية التي هي مظهر للتشيع الصفوي الفارسي المجوسي؛ إن محمد بن سعود هو من أصول يهودية، وإسم جده موردخاي؛ بالنظر للتحالف السرمدي الأبدي بين الشيعة واليهود؛ وبذلك ستكون يهودية محمد بن سعود عاملاً مساعداً لإنجاح الخطة الشيعية الصفوية.

وعقد إجتماع رباعي في النجف الأشرف في منطقة بادية النجف قرب قرية الرحبة في السادسة فجراً من أحد أيام عام 1744م؛ حضره العالم الشيعي الشيخ يوسف البحراني ورئيس الإستخبارات الصفوية والشيخ محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود. وأعطيت الأوامر لمحمد بن عبد الوهاب بضرورة إحياء فكر إبن تيمية بكل قوة، وإضافة أفكار واحكام وفتاوى أكثر تطرفاً وتشدداً ودموية. وأن يتحالف مع محمد بن سعود تحالفاً مصيرياً أبدياً، ويدعم حركته وزحفه بكل مايحتاجه من فتاوى، وتكون السلطة الدينية للشيخ عبد الوهاب وذريته من بعده، وتكون السلطة السياسية لمحمد بن سعود؛ بصفته اميراً وملكاً فيما بعد؛ ثم لذريته من بعده. وأعطيت الأوامر لمحمد بن سعود للتحرك على أعراب البادية؛ لتكوين جيش ديني قبلي بدوي منهم؛ وفقاً لفتاوى ابن تيمية وماسيصدره ابن عبد الوهاب من فتاوى تكفر جميع المسلمين وتستحل دماءهم وأعراضهم وأموالهم وبلدانهم؛ الّا من دخل في العقيدة الوهابية وبايع الدولة السعودية. وتم تزويد محمد بن عبد الوهاب بمئات الفتاوى التكفيرية الدموية الجاهزة التي كتبها له فقهاء الشيعة في النجف، وأمروه بإصدارها باسمه، إضافة الى بعض الكتب العقيدية والفقهية الجاهزة التي سينشرها باسمه إيضاً.

وشدد المرجع الديني الشيعي ورئيس الإستخبارات الصفوية على أهمية تحقيق أهداف التشيع الصفوي من خلال تحالف محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب؛ ومن اهمها: تحويل البلدان الإسلامية الى ساحات للفتن والصراعات والإقتتال والإحتقان

المذهبي والطائفي والقومي، وتمزيق نسيجها الإجتماعي، وإعادة المسلمين الى عصور الجاهلية في عاداتهم وتقاليدهم وأفكارهم، ونشر الكراهية بين المسلمين، وإلغاء أي مقدس في معتقدات المسلمين وأفكارهم، وإعادة الحياة لفكر النواصب الذن يعادون آل البيت، وتقديم صورة بشعة لغير المسلمين عن الإسلام والمسلمين؛ ليكرهوا الإسلام ويحتقروا المسلمين، وغيرها من الأهداف الإستراتيجية والتكتيكية التي سترسل الى الحلف الوهابي السعودي فيما بعد. وتم تسليم مبالغ طائلة من الحقوق الشرعية الشيعية ومن خزينة الدولة الإيرانية الى طرفي الحلف للقيام بمهمامهما فوراً.

وبالفعل قام الحلف الوهابي السعودي بأداء دوره المذكور بدقة، وحولوا الجزيرة العربية الى أنهار من الدماء والى ساحة للسلب والنهب وانتهاك الأعراض. ثم قامت قوات التحالف الوهابي السعودي عام 1802م بالهجوم على النجف الأشرف وكربلاء؛ لهدم مرقدي الإمام علي والإمام الحسين؛ بأوامر سرية من المرجعين الدينيين في النجف السيد مهدي بحر العلوم والشيخ جعفر كاشف الغطاء، وبتوجيه وتمويل وتخطيط من الإستخبارات الفارسية القاجارية. وقد قتل في الهجمات أعداد كبيرة من شيعة العراق، وتم تدمير معظم معالم كربلاء؛ حتى اصطبغت أرضها بلون الدماء.

وبعد فترة من التراجع والمد والجزر؛ عاد التحالف الوهابي السعودي بقوة أكبر بقيادة عبد العزيز آل سعود؛ وبفضل فتاوى المفتي الأكبر الوهابي وقوات البدو الأعراب المسماة بجيش الأخوان الذي استباح كل شيء وأحل كل محرم؛ ليستولى على معظم إمارات ومناطق الجزيرة العربية وأعلن دولة المملكة الوهابية السعودية عام 1932م. وكان ذلك بدعم وتخطيط وتمويل مشترك من المرجعية الشيعية في النجف ممثلة بشيخ الشريعة الإصفهاني والشيخ الميرزا النائيني والسيد أبو الحسن الإصفهاني والدولة البهلوية الإيرانية التي قدّمت كل مايحتاجه عبد العزيز آل سعود لنشر العقيدة الوهابية.

وقبل ذلك كان فقهاء النجف الأشرف قد اجبروا مفتي السعودية ومشايخ المدينة المنورة؛ وبتهديد السلاح؛ لإصدار فتوى بهدم مراقد أئمة أهل البيت (ع) في مقبرة البقيع في المدينة المنورة ومعها قبور عشرة آلاف علوي وهاشمي وصحابي وتابعي.

فتم هدمها عام 1925م بمعاول وفؤوس أرسلتها اليهم الإستخبارات الإيرانية الصفوية المجوسية؛ عبر ميليشياتها الشيعية المتمركزة في جنوب العراق وجنوب لبنان.