عندما تجد فنانا شابا،ينساق فجأة كبقية القطيع وراء مناخ التطرف الذي يسود العالم،هذه الايام،ليكرس جل وقته لاقامة حفلات بائسة من الشتم والاساءة للآخرين على صفحات الفيس بوك وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي الالكتروني،بدلا من تطوير ادواته الفنية وتقديم مشاريع ابداعية ترتقي بذائقة الانسان.فلابد ان يكون سبب هذا الخلل العقلي والروحي الذي اصابه :افلاس تام في مشواره الفني،وعجز عن اثبات حضور مهم بين اقرانه وزملائه،لذا لم يجد في نفسه سبيلا وقدرة على إثارة اهتمام الاخرين به،سوى ان يركب مطية التطرف الديني،لانها بضاعة رائجة وهي ارخص مايكون في سوق الانحطاط والرداءة والبذاءة .وإلا ليس من المنطقي ولامن المعقول ان يتنازل الفنان عن مكانته السامية ورسالته الفنية بكل جمالها وعظمتها وخلودها لصالح خطاب ديني متطرف،لاقيمة له بقدر ارتباطه بمصالح واجندات سياسية ينتهي حضورها واهميتها من على سطح المشهد الانساني مع اي تبدل يطرأ على مسار العلاقات بين قوى سياسية تتصارع على النفوذ والمطامع،وليس دفاعا عن المبادىء والقيم الانسانية والدينية .
ملاحظة : ليس هنالك اي شخص محدد نقصده في هذا المقال،بقدر ماكان الهدف من كتابته،الاشارة بشكل عابر وعام لحالة يمكن ان نواجهها هنا وهناك .لأنني شخصيا لايعنيني الشخص الذي يصدر عنه الفعل بقدر ما يهمني الفعل نفسه ومدى اهميته ودلالاته ودوافعه ونتائجه على المستوى العام.