قال حكيم : الحياة في موتكم قاهرين .. والموت في حياتكم مقهورين ! علي ع
ايـــــــــــــــــشّك احد اننا في العراق منتهكون في كرامتنا بايدي طغمة سياسية فاسدة .. فلا كرامة حين لا دواء للمريض و حين لا عمل للشاب خرّيج الجامعة ولا سكن للفقير إلاّ في بيوت الصفيح .. فلا كرامة لمواطن وهو يعتاش على القمامة ولا كرامة لمن يضطر ان يغادر وطنه ولا كرامة لمن يقاتل داعش ولا يهتم احد بعياله بعد استشهاده .. اين الكرامة لليتيم الذي يضطر لترك الدراسة ليعيل عائلته بعد ان فقد ابيه في تفجير ارهابي .. اين الكرامة للطفلة التي تتنكر بأنها ولد لكي تخرج للشوارع في تأمين قوت يسد رمق اَهلها .. وهل يمتلك السياسي الحاكم ذرة من كرامة وهو اللص الذي سرق ثروات الملايين من ابناء وطنه ؟
لذا يبقّ الانسان السوي يَعتَبِر دائما ، على إن هناك خطوطًا حمراء في حياته لايمكن ان يتّخَطّاها او يتنازل عنها – هو مفهوم الكرامة – فهو يقاتل وقد يدفع حياته حتى يبقى ذلك التمثال ( الرمز ) صامداً في داخله ، ولا يسمح لأيّ من كان ان يَمَسُّه ، في حين تختفي الكرامة لدى البعض فيتسوّل بها ، ويتحوَّل الى متسوّل على حساب الضحية الكرامة .. وما أقسى تلك اللحظات التي يجد فيها المرء نفسه بلا كرامة يحارب عليها ، وما أقسى اللحظات التي يضطر فيها ان يدوس عليها من أجل ان ينال شيء يحبه (مال او منصب ) .. ويبقى مفهوم الكرامة حائراً بين منظومة الانسان الاخلاقية .. فما الذي يدفع البعض ان ينزل عن مستوى الكرامة الى مستوى بعيد عن احترام النفس ؟ وما هي دوافع البعض نحو القتال من اجلها ؟
انها التربية على منظومة اخلاقية وقيمّية رفيعة عند البعض وعكس ذلك عند الاخرين .. انها المبادئ والقيّم العليا التي تجدها عند الأحرار ذو الكرامة المقدَّسة التي يضحّون بالغالي والنفيس بالنفس والاهل والمال من اجل ان لاتُثلٓم .. انهم أبناء علي والحسين .. ونحن نعيش اجواء عاشوراء الحسين ..
(( صاحب اعظم لا في وجوه الطغاة في التاريخ )) صاحب هيهات منّا الذِّلَّة .. انها الزاوية التي يجب ان تكون اولى عند النظر الى هرم النهضة الحسينية .. انها زاوية (الكرامة ) وليس الدموع والعٓبرة .. نحتاج الى الاِعتبار بروح الثورة والفتوة لدى اصحاب الحسين وعائلته وعوائل الاصحاب معه .. روح الثبات على المبادئ الحٓقّة .. يجب ان نستلهم هذه الروح ونستّحضّرها في كل وقت ونحن اليوم مستلّبوا الحقوق والثروات بايدي لصوص جبناء إستوّلوا على مقادير الامور منذ اكثر من عقد من السنين .. يجب ان نُحيّي هذه الذكرى في ساحة التحرير/ بغداد الحبيبة وفي مجسّرات ثورة العشرين في النجف وفي بقية ساحات الاعتصام في المحافظات ( المسروقة في الوسط والجنوب )
فلقد ألزمنا الحسين – نحن محبيه – بخطاب ثورته الشهير : روى ذلك ابو مخنف في مقتل الحسين(عليه السلام) عن عقبة بن ابي العنيرار عن الحسين(عليه السلام) انه خطب اصحابه واصحاب الحر بن يزيد الرياحي بالبيضة ثم قال : ((ايها الناس ان رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) قال من راى سلطانا جائرا مستحّلاً لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالف لسنة رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) يعمل في عباد الله بالاثم والعدوان فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله ان يدخله مدخله .))فثورة الحسين ع هي
امتداد للرسالة المحمدية السمحاء التي ماجاءت ألا لتزيل نظام الرق والعبودية وتهد صروح الظلم والظالمين الذين نصبوا من أنفسهم آلهة تعبد من دون الله وسخروا كل شيئ لأغراضهم الدنيئة المحرمّه التي تتعارض مع أبسط المفاهيم والقيم الأخلاقيه ..
لك الله ياعراق الحسين