أتعجب عندما أسمع أو أقرأ أن البعض من الساسة والسياسيين والدبلوماسيين والعاملين في الحكومات والسفارات وأقرانهم لديهم حكمة ومرونة وسلاسة ويتعاملون بالمنطق والحقائق والمراوغة في حال الاحتياج لها ما نراه الآن على الساحة السياسية ( العراقية ) يظهر العكس تماماً فما نراه أن آخر الحكماء والعقلاء هم السياسيون .. ولا أريد أن أطيل الحديث عن هذا الموضوع لأن له تبعات أخرى سيأتي الحديث عنها لاحقاً , ما يثير الرأي العام في هذه الأيام بدايات أو أواسط حرب البسوس بين ساسة الأحزاب ولو سألت طفلاً في الابتدائية عن سبب هذه الحرب العجيبة لأجابك بلا أي تردد أنه مضايقة أخرى للعراقيين وهم آخر لشعبه ومحاولة آثمة لتجويع شعبه وتناثرت بين أعضاء النواب الفائزين للدورة الخامسة والكتل والأحزاب التي عبرت عن الموقف على وفق ما تفرضه مصلحة إدارة كل حزب وعلاقاتها ومصالحها , وللذين لا يعرفون حجم وتأثير هذه الكارثة أدق كغيري ناقوس الخطر لأن هذه الحرب صداع مزمن في رأس العراقيين وستظهر البيانات والتقارير الصادقة وعما قريب ما يحمله التدخلات السافرة على الشعب العراقي من زيادة في عدد فقرائه ومشاكله وتحطيم وتهشيم وتمزيق لكل خططه لإصلاح البنى التحتية واستبدال الواقع المرير الذي خلفه داعش البغيض وما نتج عنه من دمار وخراب لكل مدن العراق كافة , مما يسبب ويدعم ويؤدي الى تضييق الخناق على العراقيين المبتلين , فساحة العراق وبقدرة قادر أصبحت مثابةً للديمقراطية وثورات الجماهير !
نحن على بوابة التغييرات الكبرى التي ستطال الجميع شاءوا أم أبو أسواء نسقوا جهودهم , فالأمر وشيك الوقوع ولا توجد به مفاجئات كثيرة كمفاجأة إسقاط مبادرات أمريكا وتحويله الى مومياء سياسية في غضون أيام , للسياسيين في العراق اليوم نصيحة مع أنهم لا يأخذون النصيحة إلا من الأمريكيين , عليكم بالأنباريين وهذه ( الملاعيب ) والنكات المبوبة تحت باب
( الإصلاح ) لا تنطلي حتى على العصافير !
لا يعملون على قاعدة عدو عدوي صديقي سيئة الصيت بل الكل عدوي وأولهم صديقي وأخي شبع الناس من التأويلات والتفسيرات وإذا ثار الجياع كي يشبعوا فإياكم وثورات الّذين شبعوا فثورتهم أقوى وتغييرهم أسرع لأنهم لا يريدوا أن يفرطوا أبداً بما كسبوا ويتحولوا بين ليلةٍ وضحاها من مترفين إلى جياع ..
فليحتفظ كلٌ بما كسب ..