22 نوفمبر، 2024 5:05 م
Search
Close this search box.

فليتظاهر العراقيون لإعدام الأسدي وحاشية المالكي

فليتظاهر العراقيون لإعدام الأسدي وحاشية المالكي

·        لا غيرة على العراق المبتلى بسونار عاطل وسيارات تفوق ضعف سعرها خلاف القانون القاضي بحصر إستيراد المستلزمات الأمنية بالقنوات الحكومية
·        مسؤولو هذا الزمان يطمطمون بعد ان أخلوا وشغلونا بفسادهم عن شتم إجرام صدام حسين
تنص حكمة الامام علي.. عليه السلام، بأن “ما كل ما يعرف يقال” و”أنكم لو عرفتم الحقيقة؛ لأنقلبتم على أعقابكم”.. أيها العراقيون، لو علمتم، ان فالح الفياض.. المستشار في وزارة الامن الوطني، وطالب إشغاتي.. رئيس جهاز مكافحة الارهاب، والسمسار طالب الساعدي، إجتمعوا قبل عشرة أيام، لعقد صفقات مشبوهة، لتجهيز قوات مكافحة الارهاب، بالمستلزمات العسكرية، من معدات وأسلحة وتغذية وبدلات و… بأضعاف سعرها.
المفزع بهذه الصفقات، أنها سبق ان وقعت بين أحمد نوري المالكي، وماجد الساعدي.. نفسه، وصرفت التخصيصات المالية، بموجب العقد المبرم، بين الاطراف نفسها، وتسلم كل ذي فساد غنيمته من المال العام، من دون انجاز العقد.. بل أهمل وإنتسي عنوة، من قبل إشغاتي.. الشريك الأقوى في المأساة؛ لأنه… واحد ممن تخاذلوا عن حماية الموصل، بل هرب هو ومن معه، بمجرد أن سمعوا بـ “داعش” قادمة لإحتلاله؛ تاركين أم الربيعين تسقط بيد الإرهاب.
 
محورية التاريخ
“القدس عروس عروبتكم.. فتركتم كل زناة الليل يلجون الى غرفتها.. ووقفتم خلف الباب.. تسترقون السمع لصراخ بكارتها.. وتنافختم شرفا.. مستلين خناجحركم.. وطلبتم منها ان تسكت صونا للعرض…”
“الخناجر ما ترد صدر اليهد.. وإسلاحه جرجه” فقد إستللتم الخناجر لذبحها، وليس لحمايتها؛ فما حدث، هو انهم تركوا جبهات القتال، وبدلا من الوقوف في صف الحق، لمقاتلة الباطل، عادوا الى مكاتبهم الوثيرة، في ديوان الوزارة، يتآمرون على الدولة.. بشعبها وأرضها وسيادتها، من خلال صفقات مبالغ بميزانياتها، التي تفوق الخيال، نظير حاجات لا تصل.
وهكذا يعيد التاريخ نفسه، دائرا حول محور التخاذل، سابقا حول القدس واليوم حول الموصل، ولسوف يظل دائرا، ما دام إشغاتي والمالكي والساعدي والفياض وأمثالهم، من “براغماتيين – نفعيين” يسيرون شؤون الدولة، من خلال مناصبهم، لخدمة المصالح الشخصية وليس الوطنية، بل على حساب الوطن!
 
الداخلية
هذا ما كان من ناحية وزارة الامن الوطني، أما من ناحية وزارة الداخلية، فإنها إستوردت ستة آلاف سيارة، نوع “ford f-350” بمبلغ يفوق سعرها الى حد الضعف؛ فثمنها في السوق المحلية (35000) $ وهم إستوردوها بـ (55000) $ بقيمة إجمالية للصفقة كلها، وصلت (330) مليون دولار، وقطع غيارها (66) مليون دولار، في حين لن يتجاوز الثمن(120) الف دولار، هي والغيار.
ألا يندى جبين خجول؛ غيرة على هذا البلد المبتلى.. يوما بأجهزة كشف متفجرات غير فاعلة، والآن سيارات تفوق ضعف سعرها، وغدا “مش عارف مين يعمل مش عارف ايه”.
هذه الصفقة تمت بين “الداخلية” ممثلة بشخص عدنان الأسدي.. الوكيل القدم في الوزارة، يساعده هادي الأسدي، عن طريق الصحفي السمسار أصيل طبرة، وحميد النجار.. سمسار يسكن الجادرية، وسيطين لصالح شركة “البهو” للمقاولات العامة.. أحدى شركات “مازن وجيه” خلاف القانون الذي يقضي بألا تعقد صفقة بين الوزارات الامنية وشركات أهلية، محددا ان المستلزمات الأمنية يجب توفيرها عبر القنوات الحكومية حصرا.
تلك الصفقة وقعت خلال رئاسة نوري المالكي للوزراء، وجددت إبان رئاسة د. حيدر العبادي، من دون علمه!؟ وتتعمق المصيبة، عندما يعرف الشعب، بأن طبرة واحد من أزلام عدي صدام حسين، في اللجنة الأولمبية، ويده الضارية في عقوبات الفنانين والاعلاميين، داخل وخارج “الرضوانية” وفدائيي صدام ومقر جريدة بابل!
فأبشروا بطول سلامة يا أعداءنا! ما دام هؤلاء هم قادة المعركة ضدكم، برعاية أصحاب القرار في العراق الجديد!
الأسدي كافأ أصيل طبرة، بإستثناء شركته “سماء أرض الوطن” من شروط المناقصات في التعاقد، مع وزارة الداخلية؛ ما رجح كفته على الشركات المنافسة، وصولا الى صفقات فاسدة أخرى كثيرة.
أما النجار فأشهر مزور يمارس غسيل الأموال لصالح مسؤولين عراقيين كبار، وهو طرف في عمليات إبادة جماعية، ضد الشعب العراقي، جراء الإنهيار الأمني الذي حدث خلال عشرة أيام، وقعت أثناءها وثيقة السيارات، يوم 8 حزيران 2014… أبرموا صفقة جائرة على إقتصاد العراق، بينما الآلاف من القوات الأمنية تهرب أمام صيحة مجيء “داعش” قبل ان تجيء فعلا!
يا لخراب مستقبل هذا الوطن (المكرود) تتناهبه مآسي النازحين والمهجرين وشهداء الارهاب والطائفية و… الكفر في محله عبادة!
 
الوكيل يطمطم
تعليقا على تلك الفضيحة، أوصى الأسدي أزلامه ببث إشاعة تقول بأن العقد الذي وقع قبل إسبوع من تنحي المالكي، ألغي بأوامر عليا، في حين الحقيقة، هي ان السيارات (الفضيحة) وزعت على ديوان ومديريات وزارة الداخلية، على الا تستعمل، لحين هدوء الضجة الاعلامية بشأنها.
هل رأى الشعب العراقي مسؤولين يطمطمون بهذه الـ … لا حول ولا قوة الا بالله، هو مولانا فعليه نتوكل، بعد ان أخلى بنا قادة هذا الزمان، الذين شغلونا بفسادهم عن شتم إجرام ذاك الزمان.. زمان الطاغية المقبور صدام حسين.
“أشيعوا بطلان صفقة تمت، وتريثوا بإستعمال السيارات، ريثما ينساها الإعلاميون” أهذا هو راعي الأمن الداخلي، في بلد مكتظ بالإرهاب من أمام ومن خلف ومن الجنبين ومن بين يديه ومن تحت القدمين..
“ألا هبي بصحنك وأصبحينا.. ولا تيقي خمور الأندرينا” حتى بات الشعب يتلظى “على قلق كأن الريح تحته” ولا نملك إزاء ما عرضناه على الشعب العراقي، في هذه السطور، الآ أن نردد بيت الشعر القائل:
“نزف البكاء دموع عينك فأستعر
                    عينا لغيرك دمعها مدرار
من ذا يعيرك عينه تبكي بها
                    أرأيت عينا للبكاء تعار”
فالأوطان تبهج شعوبها، والعراقيون ذلوا لأنهم عراقيون، طوال عقود تداولتها أحزاب وأيديولوجيات و… حتى لعن العراقي وجوده، تلفظه مخالب مجرم الى فساد مختلسين.. أفلا تحق له المطالبة بإعدام ظالميه الجدد، كما أعدم ظالموه القدامى؟

أحدث المقالات