مدينة المساجد وأهلها أهل الكرم العربي المتجذر في النفوس ، أباة على الضيم لا يقبلون بالمحتل ، رخصت عندهم الأرواح في سبيل الوطن ، فبقيت مدينة الفلوجة مرفوعة الرأس بين المدن لأن الاحتلال عانى منها الأَمَرَّينِ ، فصرح الرئيس الأميركي في إحدى المعارك ( لقد واجهت قواتنا أسبوعاً قاسياً ، وأنا أصلي كل يوم من أجل أن تتراجع الخسائر ) ، ومثل هذه المدينة المقاومة العنيدة لا عجب أن يكيد لها أعداء العراق ويسعون إلى تدميرها بالكامل لكي تكون عبرة للآخرين ولكي لا تصبح أسوة وقدوة حسنة تقتدي بها المدن الأخرى ، ولكن الغريب هو وقوف أبناء العراق في المدن الأخرى وأبناء شعبنا العربي موقف المتفرج من المأساة التي تقع في هذه المدينة من قبل المليشيات وكل القوى الطائفية وغيرها من قوى دولية إستكبارية فيتركون الأهالي يواجهون مصيرهم وحدهم بلا سند ولا معين فريسة لبراميل الموت وقذائف المدفعية والحصار الخانق الذي أكل اللحم ودق العظم حتى بدأ الموت ينتشر بفعل الجوع إضافة للقتل بالأسلحة ، فهل هذا المرتجى من العراقيين والعرب ؟ ولماذا أوصلنا المدينة إلى هذا الواقع المأساوي ؟ بينما كانت بأيدينا الكثير من الحلول وأهمها ما طرحه المرجع العربي السيد الصرخي عندما طلب أن يكون وسيطاً لإنهاء القتال في الفلوجة حيث قال ( نحن مستعدون أن نكون وسطاء لإنهاء القتال في الفلوجة والأنبار بما يخدم الشعب ويحفظ أمن الشرطة والجيش ) ولماذا لا ننتهز الفرص لتجنيب أبناء الشعب هذه الويلات ؟ ولماذا هذا الإصرار والتعجرف لسحب البلد إلى الهاوية ؟ وهذا ما يحصل الآن ؟ هل هي عقوبة لأهل الفلوجة لأنهم قاوموا الاحتلال بشراسة ، وكما وصفهم المرجع الصرخي في بيانه بتأريخ 7 / 4 / 2004والذي جاء فيه ( فلوجة الخير والمقاومة ) (( بسم الله الرحمن الرحيم ..إنا لله وإنا إليه راجعون … ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيمنُعزي سيدنا وقائدنا النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ومولانا ومنقذنا قائم آل محمد وبقية الله تعالى في أرضه (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بمصاب أهلنا وإخواننا وأحبائنا في فلوجة الخير والمقاومة والجهاد والصبر والإباء .ان العين لتدمع والقلب يقطر دماً على الدماء التي سُفكت والأرواح التي أُزهقت والنساء والأطفال والشيوخ التي رُوعت وشُردت والأرض التي زُلزلت والماء والهواء والسماء التي لُوثت بسبب الاعتداء البربري الغاشم الظالم الغادر اللئيم الوضيع القبيح الذي تقوم به قوات الاحتلال الأمريكي الصهيوني الملحد الكافر بحق شعبنا العزيز في الفلوجة , فعلى كل مسلم ومسلمة العمل بما وسعه لمساعدة الفلوجة الصامدة أهلها وتقديم المساعدة العينية والمعنوية من الماء والغذاء والكساء والدواء والصلاة والدعاء ونحوها .والسلام على الفلوجة المقاومة أهلها الصابرين ورحمة الله وبركاته وفرّج الله تعالى عنهم وعن المؤمنين والمؤمنات فرجاً عاجلاً كلمح البصر أو هو أقرب انه سميع الدعاء والحمد لله ربِّ العالمين والعاقبة للمتقين )) .ونحن نذكر أهل العراق والعروبة بقول الإمام علي عليه السلام{{ وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى المَرْأَةِ المُسْلِمَةِ ، وَالاُخْرَى المُعَاهَدَةِ ( الذمية ) ، فيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا ( الخلخال ) وَقُلْبَهَا ( السوار ) وَقَلاَئِدَهَا ، وَرِعَاثَهَا ( نوع من الخرز ) ، ما تَمْتَنِعُ مِنْهُ إِلاَّ بِالاسْتِرْجَاعِ وَالاِسْتِرْحَامِ ، ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرِينَ ، مَا نَالَ رَجُلاً مِنْهُمْ كَلْمٌ( جرح ) ، وَلاَ أُرِيقَ لَهُمْ دَمٌ ، فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِن بَعْدِ هَذا أَسَفاً مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً ، بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيراً . فَيَا عَجَباً ! عَجَباً ـ وَاللهِ ـ يُمِيتُ القَلْبَ وَيَجْلِبُ الهَمَّ مِن اجْتِماعِ هؤُلاَءِ القَوْمِ عَلَى بَاطِلِهمْ ، وَتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ ! فَقُبْحاً لَكُمْ وَتَرَحاً ( هماً وحزناً )}} فأين العراقيون وأين العرب وأين المسلمون وأين حقوق الإنسان والمنظمات الدولية ودول العالم المتحضر مما يجري في الفلوجة . فحقاً لو أن المرء المسلم مات حسرةً مما يشاهد ويسمع من ضيم وظلم يقع على أهل العراق وفلوجة الخير والمقاومة لما كان ملوماً .