22 ديسمبر، 2024 8:33 م

فلنصلي لا كما دعانا الاسدي ولم نستجب

فلنصلي لا كما دعانا الاسدي ولم نستجب

الأمر اكبر من ان نعده عدم تمكن الحكومة على سداد مرتبات الموظفين بدءاً من شهر نيسان ففي بلد لا شركات استثمارية فيه ولا مصانع ولا مزارع عالية الإنتاج والتسويق يُعد الشعب فيه عمالاً في شركة كبيرة عناوينها الفرعية متعددة إلا أن العنوان الرئيسي الذي يضمها هو مفهوم اقتصاد الريع الذي في ظله تصبح الدولة هي الفاعل الرئيس في استمراريته قيادةً وإدارة وفي ظل هذا المفهوم تتحرك مفاصل اقتصاده من سيولة نقدية وعرض وطلب وناتج قومي ودخل قومي وانبساط وكساد وركود وغيرها من المفاهيم الاقتصادية وهذه بمجموعها تشكل الدورة الاقتصادية وهي أشبه ما تكون بالدورة الدموية في جسم الإنسان الذي بتوقف القلب فيه عن النبض يكون موت الإنسان محققاً فبتوقف ضخ الأموال من قبل الحكومة والذي في حالة العراق يساوي أكثر من 90% من إجمالي الضخ في السوق المحلية يكون من الصعوبة بمكان استمرار جسد العراق بالحيوية وفي حالة العراق هذه سنشكو جدب أسعار النفط المنخفضة وما تم سرقته من الأموال لا جدب السماء الممطرة الآن حد الإشباع وليكون بلدنا رغم فيض السماء مهدداً بالجوع والحرمان وفي ظل هذا سأطلق مبادرة لعل الله ان يمنَّ علينا بفضل تطبيقها بفيضه وليجنب موت بلدنا بتوقف دورة الاقتصاد فيه وما يترتب عليه من تفكك اجهزته الحكومية وما يترتب عليه أيضا من مخاطر جمة في ظل الإرهاب الداعشي الأخطر في العالم الذي نواجهه وما أدعو إليه ان نخصص ساعة معينة في يوم معين بلا تعيين لمكان محدد ان كان في دائرة او شارع او مسجد او كنيسة لنصلي فيها جميعاً من كان لا يصلي او تاركاً للصلاة سيان واحد في هذا اليوم فالكل يجب ان يصلي كتف الشيعي سابلاً يديه يلامس كتف السني كاتفاً يديه وليلامسهما كتف المسيحي ملوحاً بصليبه وليسمع الجميع عُرباً كانوا أم كُرداً أو وتركمان دندنة الصابئي في زبوره لتصدر الحكومة قرار إقامة هذه التظاهرة الجماهيرية الإنسانية أمام الله سبحانه وتعالى ندعوه فيها صاغرين طالبين عطفه وهو الذي آل على نفسه وصفها بصيغة المبالغة (الرحيم) ليصدر اي رجل دين قراراً بتحديد هذه الساعة من ذاك اليوم المنشود لإقامة هذه الفعالية الكرنفالية الإلهية لعل فيها خلاصنا ولتكون صلاتنا فرادا مجتمعين لا يأُمنا شيخ لئلا يقال انه من هذه الطائفة دون تلك او هذه الجهة دون هذه او هذه الديانة دون أخرى ولعل من شواهد التاريخ التي لم توثق للأسف الشديد ما يشير إلى دعوة مماثلة ذهبت ادراج الرياح دون ان تتم تلبيتها فقد توارد إلى مسامعي عن والدي (رحمه الله) أكثر من مرة ان رجل دين مشهور في مدينة مسقط رأسي الكوت (180 كم جنوب بغداد) يدعى الشيخ هادي الاسدي (رحمه الله) قد أوفدته المرجعية الدينية في النجف الاشرف اليها لنشر التعاليم الإسلامية وكان من عادة هذه الشيخ الجليل ان يقوم بعد اتمام فرض صلاة الفجر في جامع الكوت الاْكبر في منطقة الشرقية وبزوغ خيوط الصبح الاولى بالسير بمحاذاة نهر دجلة مع بعض الخُلص من محبيه وفي يوم ما وكعادته سائراً بمحاذاة النهر وقف لبرهة وإذا به وبصره شاخصاً لماء النهر وهو يصيح بصوت عالٍ مكرراً ذلك (الله اكبر , الله أكبر ….) فقال الذين كانوا برفقته (شيخنة شنو القضية) فقال مجيباً وقد انعقد لسانه وتلعثم فليصلي الجميع في الشوارع في الساحات في البيوت في الجوامع في كل مكان فأني ارى ان غضباً سيلحق بنا , وعلى ما يبدو ان هذا الشيخ قد كشف الله عنه الحجب ليستطلع مستقبل ما سيحصل وهذه الواقعة كانت في اواخر الستينات وربما انه قد تنبأ بقدوم حزب البعث وما رافق قيادته للبلاد من حروب ومآسٍ بدءاً بحرب الشمال ضد الاكراد مروراً بحرب السنوات الثمان ومن اجتياح الكويت وما رافقها من حصار اقتصادي ظالم طال الشعب العراقي بالدرجة الأساس , وقد اخبرني والدي بأن دعوة الشيخ المذكورة لم تلقى آذاناً صاغية إلا ما رحم ربي وانا إذ لا ادعي بأن الله كشف عن عيني الحجب إلا اني انظر إلى الأمور بواقعية وارى ضرورة الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى في ظل تكالب الأعداء علينا ظلماً وتفرقنا عن حقنا بالعيش الكريم وتشير كل الوقائع التي نراها بأم عين من خفض لأسعار النفط وإقدام الولايات المتحدة الامريكية وهو ما لم تقم به طيلة ثلاثة عقود تقريباً ببيع النفط بأننا مستهدفون شعباً وأرضا بكرامة وشرف وجودنا فلنصلي إذاً ورجاؤنا قوله تعالى في سورة الأنفال : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ).