23 ديسمبر، 2024 8:17 م

فلنتأمل …لعله ينفع تأمل ….!

فلنتأمل …لعله ينفع تأمل ….!

أن التأمل العميق وبصفاء الذهن لما وراء ضباب الأحداث المرعبه لمايحدث في هذه المنطقة من العالم وتأثيراتها على حياة البشر يدفعنا نردد الحديث الصحيح للرسول الكريم محمد (صل ألله علية وسلم ) : [ …وألله لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً وضحكتم قليلاً ] ‘ أن مايحدث للانسان في هذه المنطقة وهو في  داره ودياره ويواجه تدمير منظم لفكره وحياته ومن نتاجه خسارته لصفاء الروح لصالح الاقلية في اكثر ديار المنطقة تدفعه الماديات الخاليه من الروح و الإنسانية وعدم الإهتمام بتحطيم ما يحطمه إصراره على السير على هذا النهج الخطير يدفعنا لقلة حيلتنا ‘ نبكي على هذا الإنحدار   المؤلم نحو الهاوية وبعض الاغبياء يعتبرونه صعوداً للتغيير نحو الأفضل ! وخطورة المشهد الأن ‘ أن مايحدث من الصراعات الدموية وفي أكثر من جوانبها تتم تغطية مساراته بغطاء الديني .
كان في هذه المنطقة مسألة إنتماء للإسلام غير قابل للنقاش والصراع ‘ لذا كان الصراع المجتمعي من اجل ضمان العيش الكريم يأخذ اسماء اليسار واليمين والرجعي والتقدمي والنضال الوطني من أجل الحرية وبناء الدول ذات السيادة ‘ وكنا نسمع ونرى أن رسالة الدين إن دخلت في الصراع كانت دائماً نصير حلم حرية الحقيقية وتقوية إرادات الداعية لهذا الهدف ‘ ولكن اليوم نرى المعادلة مقلوبة بشكل رهيب والصراع ‘ صراع ديني ومذهبي ‘  يشارك فيه ويقوده المعممين  ( إضافة إلى الإنتهازين بملابس العصر وروح الإنتقام الأعمى ) لايملكون مشروعاً بل يتوجهون لفرض ما يعتقدونة شرعاً ملكاً لهم فقط وعند وصول ‘ أو حتى الإقتراب منه يبداء بإستخدامه للانتقام ‘ ولكن أخطر من كل ذلك هو التوجه الإنتقامي ضمن المجتمع كله أو أكثريته الساحقة منتميه للاسلام ولكن منشطر إلى طرفين متصارعين تحت نفس العنوان بعيدين في مواقف وتصرفات عن أبسط متطلبات هذا العصر الذي تعيشه الإنسانية ‘ بحيث لاترى فيها اي قوة عدوانية  خارج إرادة أهل المنطقة بل اخذ دور المتفرح المرتاح جداً  ! لذا أن مايحصل هو صراع ضد إسلام الرسالة .
دين المسيح ‘ الرسالة الثانية المنزلة من الله عزوجل للانسانية ‘ إنشطر بعد صراعات فكريه وإجتهادات في القمة بين حاملي الرسالة بعد المسيح ‘ الى ثلاث طوائف ‘ حتى أنكرت طائفة منهم بعض أسفار الكتاب المقدس والعديد من العقائد  ‘ ولا نرى اي خبر(على أقل منذ أن دخل البشرية القرن العشرين من حياة الحضارة الحديثة) عن دعوات تكفير وفتاوي لسفك الدم ‘ إذا نظرنا الى عمق التاريخي والروحي لرسالة الإسلام ‘ لا نرى إلا إسلاماً واحداً في ثوابته الديني المقدس : الإيمان   بألله والرسالة التي كلف (محمد إبن عبداللة صل الله عليه وسلم ) بإبلاغها للبشرية والمسلم الحقيقي حسب هذا المفهوم هو من تشيع للرسالة وحاملها والتزم بسنته ‘ فمن أين تم إختراق الروح الحقيقيه لهذه الرسالة بحيث يدعو بعضهم لقتل البعض الاخر بأبشع طريقة ؟ ويصدر فتاوي من الطرفين كأنهم يحاربون الكفار في بدايات ظهور الرسالة …!!ولايزال ونحن في العام ثالث عشر من لألفية الثالثة نرى ونسمع من متمسك بالقتل بحجة (قميص عثمان ملطخ بالدم !) ونرى من يتمسك بأن عالمنا الإسلامي كله كربلاء وايامه عاشورا ! نمزق تاريخ الرسالة الناصعة لتماسك عدل عمر وشجاعة والفكر علي النيرثنائية التي الذي اسس بنيان حضارة الإسلام ونقدمهم كألد اعداء و يصرون على إستدعاء كل ثارات تأريخية ويسدون كل الطرق لاندمال الجراح بل ينبشون القبور حتى لوكان قبر اصحاب الرسول ويقدسون هكذا العمل بالجهاد (لا حول ولا قوة إلا بألله) ‘ وعندما يقترب كل شيء ليحترق نلوم أعداء الامة !! من (الكفرالغربين !!) فتأملوا .. عن قريب … لايبقى لنا مكان تحت الشمس !! ولا تلوموا الا انفسكم .