العزوف عن الانتخابات من الأخطاء الكبيرة التي نعارضها باستهجان واستنكار، كون عدم المشاركة في الانتخابات سيمكن الكتل والأحزاب الكبيرة على تهيأت جماهيرها، للمشاركة بالانتخابات وهذا يبقي على نفس الوجوه، التي تعودنا رؤيتها دون الاقتراب من ثقافة التغير.
التغير الذي نقصده لا يعني اننا يجب ان نختار وجوه لم تدخل لمعترك السياسة بعد، لان هذا صعب المنال، وقد لا يتحقق في الظرف الحالي كون تسويق وجوه جديدة الان، يكلف وقتا ليس بالقليل لكي يتم الاعداد لهكذا مشروع، ولكون بديل هذه الوجوه الحالية لمن يكن موجودا فهذا لا يعني اننا نقاطع الانتخابات تحت هذه الذريعة.
هنا لابد ان نحفز الشارع على المشاركة، واختيار الوجوه التي تنضوي تحت رايات تلك الكتل الكبيرة، مصنفين كل كتلة وفق استحقاقاتها ونسبها التي حصلت عليها، مقارنين الإنجازات والاخفاقات التي حصلت عليها هذه الكتل وفق النسب التي حصلت عليها، لنتمكن من إيضاح فساد كل كتلة، وبهذا نتمكن من بيان شخصيات قد تكون مظلومة، لكن لغة التعميم قد شملتها مع جوقة الاعلام الفاسد.
لنأخذ مثلا كتلة المواطن حيث حصلت في الاستحقاق الماضي على (31) مقعدا في البرلمان، أي ما يعادل (10%) من مجموع مقاعد مجلس النواب، وهذا أهلها للحصول على ثلاث وزارات، شكلت فيها نفس النسبة في مجلس الوزراء، هذه الوزارات لو قورنت مع ما تبقى من وزارات الحكومة الحالية، لوجدنا انها تحظى بأقل فساد وأكثر انجاز، وهذا ضمن مصاديق ودلائل.
استطاعت وزارة النفط ان تقفز بمعدلات انتاج النفط، من ما يقارب المليوني برميل يومياً الى أربعة ملايين برميل يومياً، ولولا هذا المخطط البياني المتصاعد لما تمكنت الدولة من تسديد رواتب موظفيها، مع الهبوط الكبير في أسعار النفط، كذلك استطاعت ان تصدر اول وجبة للغاز السائل بعد توقف طويل من تاريخ العراق، كما تمكنت الوزارة من تقليل أسعار جولات التراخيص التي سرقت الثروة الطبيعية للبلد لسنوات، كذلك وضع حد للعلاقات النفطية بين المركز والاقليم، حيث لا (17%) للإقليم الا بتصدير نفطها عن طريق بغداد.
الحركة الدؤوبة والملفتة لوزارة الشباب والرياضة ووزيرها الشاب، وافتتاح الكثير من الملاعب والمنشأة الرياضية في وقت محدود، مع ما تمر به الوزارة من حالة تقشف كزميلاتها، وزارة النقل وكيف استطاعت ان تحول ثمان شركات مستهلكة الى منتجة، وكذلك الاستقالات الحقيقية المتكررة التي تقدمها هذه الكتلة، لفسح المجال امام من يتصدى لخدمة الوطن، كانت كفيلة بأن تكون الأنزه.
من هنا نستنتج ان بين أروقة هذه الكتلة، وجوه وان كانت مألوفة لكنها نزيهة ومؤثرة وكذلك تكنوقراط، ولو قمنا بمحاسبتهم على قدر النسب التي حصلوا عليها (10%)، لوجدنا انها ترتفع كثيرا عن غيرها في سلم النجاح وخدمة الشعب، ولهذا نجد أنفسنا مجبرون على الدفاع عن هذه الفئة التي يمضغها فك الاعلام الفاسد.
نحن كشعب لابد ان نسوق لمن يعزف عن الانتخاب، ان هنالك اشخاص وان تعودنا رؤيتهم لكنهم يمتلكون الرؤية والعلاقات الدولية والإقليمية، ويجمعون بين الخبرة والشباب، وقد شٌهدَ لهم بالنزاهة، كذلك نسبة مشاركتهم بالحشد الشعبي فاقت من روج لهم الاعلام وبشهادة قادة الحشد أنفسهم، كذلك يمتلكون المشروع والبرنامج.
خلاصة القول: عزوفنا عن اختيار الاكفأ والأنزه مدعاة لمشاركتنا بحملات الفساد، التي يسرقونها وسيسرقونها.
سلام.