23 ديسمبر، 2024 6:00 ص

فلكس.. يبعث اشارة بذيئة في اصبعي الوسطى

فلكس.. يبعث اشارة بذيئة في اصبعي الوسطى

· حين يكون المالكي رأس حربة للعراق فإن الإصبع الوسطى للشعب هي رأس الحربة المقابل

ثمة فلكس، عالي ومبالغ بابعاده، طولا وعرضا وعمقا، تنتشر نسخ كثيرة منه، في شوارع بغداد ومحافظات العراق، يحمل دعاية انتخابية، تذكر الشعب بالطاغية المقبور صدام حسين.

يقف فيه نوري المالكي.. رئيس الوزراء، رأس حربة، وخلفه صفان، من أفراد، يمثلون مجموع الوان الطيف العراقي.. بمكوناته الاجتماعية كافة.

ولأن هذا الاعلان، لا يمت بأية صلة، الى واقع العراق المحتقن بأزمات تلقائية ومفتعلة، يكتظ محتشدا بالموت، حد الشعور باللعنة تطوف بيننا؛ فأنني أجد بذاءة همجية تستجمع من فطرة اسلافي.. نوامة الاشجار، قبل الدخول الى الكهف واكتشاف الزراعة والتدجين، تظهر في نتوء اصبعي الوسطى، من بين الاربع الاخرى، مشيرا الى الفلكس “وهذا اضعف الايمان”.

أي شعب موهوم يصطف وراء المالكي، الذي استفز فئات العراقيين كافة، بما فيهم.. بل وخصوصا الشيعة، الذين لحظناهم في الانتخابات السابقة، لم يختاروا “دولة القانون” انما تقدمت عليها القائمة “العراقية” برئاسة أياد علاوي، بمقعدين، والتي تحولت في هذه الدورة الى إئتلاف “الوطنية”.

ما كانت أصبعي لتحتج مستعيرة بذاءة الاسلاف عبر الجينات الوراثية، لو لم نشهد التفاف المالكي على الاستحقاق الانتخابي لعلاوي برئاسة الوزراء، في الدورة السابقة؛ ما يدل على انها قضية سلطة وكرسي وحكم وصولجان وأبهة، ليس تفانيا في سبيل الوطن.. المتفاني علاوي؛ إذ تنازل عن حقه؛ كي لا يظل الشعب معلقا، بانتظار حكومة تحميه من الارهاب وتوفر الخدمات.

لكن حكومة المالكي طوال دورتين من ثماني سنوات، لم تحمِ الشعب من الارهاب، ولم توفر له الخدمات؛ إنما أهملته وعنيت بالفساد.. سرقات صارخة تطمطم، بلوي ذراع القضاء، الذي فضت بكارته، حين اصدرت المحكمة الاتحادية امرا بالسماح للمالكي بتحالفات ما بعد الانتخابات، في سابقة حولت القاضي الى واحد من خصيان الخليفة، لن تنتصب بعدها رجولته.

رأس حربة، في بلد أجهز رئيس الوزراء بنفسه على الشظايا الى تبقت منه، تنبض في موات ذاوٍ، اقرب للجفاف، منها لبارقة انتعاش مستحيلة قد ترتجى.. بعد ان اقعده صدام، كسيحا لا يقوى على الجلوس متدافعا في كرسي مدولب.

حين يكون المالكي رأس حربة في اعلان انتخابي؛ فإن اصبعي الوسطى، هي رأس الحربة، في فريق الناخبين، ضمن مباراة السلطة، على ملعب العراق، وكرامتنا هي الكرة المهانة، التي اجبرنا المالكي، على تبادل ركلها معه، بغية الانتصار للشرفاء؛ على أمل ان نجد شريفا ويفوز.. ناجيا بفوزه.. لا يلتف عليه المالكي بمعونة القضاء ضد الديمقراطية.

شريف يفوز ولا تسفح الديمقراطية التفافا عليه، يتحول الى بطل لمدة اربع سنوات، من دون طمع بـ “12” يعيد لكرامتنا المهدورة، بين أمن هش وخدمات مفقودة وحكومة لا تعنى الا بنفسها على مدى ثمانية اعوم، تريد “مطها” لإتنثي عشرة.. صلى الله على الإثني عشر المعصومين.