مقدمة
هناك سياسيون فاسدون وعلماء منافقون في الدول الاستعمارية الغربية وعملاءهم في الدول الاسلامية يطرحون هذا الموضوع الحساس في نقاشاتهم مع المسلمين بين حين وأخر، ويتهمونهم بعدم وجود المساواة بين المرأة والرّجل. وينصحون المسلمين بالتساوي بين المرأة والرجل وبإعطاءهم حقوق المرأة كأنهم دُعاة ومصلحين مسلمين ويريدون مصلحة المسلمين. ومثلهم من السياسيين والعلماء الفاسقين من المسلمين يؤيدون أقوالهم، وهدفهم باتت معروفة بين المسلمين كوضوح الشمس، وهو محاربة المسلمين بشتى الطرق، ويهدفون من وراء هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة، زعزعة إيمان المسلمين وتصغير التشريع الإسلامي. وهؤلاء السياسيون الانتهازيون مصابون بمرض الجهل والحقد وعدم احترام حقوق وأراء الأخرين. وحتى بمرض قتل كل من لا يؤمن بهم وبأرائهم. سبق وأَن واجه المسلمون بمثل هذه الأسئلة، ففي أسئلتهم حقارة للقرآن الكريم والإسلام: فيتساءلون لماذا لايوجد مساواة بين الرّجل والمرأة في الإسلام؟ ولماذا سلب الإسلام حقوق المرأة؟ ولماذا أَباحَ الإسلام زواج الرّجل من أربعة دون المرأة؟ ولماذا خلق الله الانسان؟ وأنّ الله غير موجود، وأنّ القرآن الكريم كتاب قديم لا يصلح لعصرنا الحاضر، وأن القرآن ليس كلام الله تعالى، وإنما كلام محمد (ص)، ثم يقومون بالافتراء على النبي محمد (ص) فيدّعونه تارة أنه ليس بنبي وتارة أُخرى كونه بجهله أو أنه كاهنًا أو شاعرًا، ولكنهم يعرفونه كما يعرفون أبنائهم أنه نبي واسمه وصفته موجود في كتبهم وحتى علماء دينهم في العصر الحديث اعترفوا بنبوته ولكن السياسيين الأوروبيين منعوهم من نشرها. أو أنهم يدعون بتحريف الأحاديث النبوية وعدم صحّتها. وأَنّ الرسول (ص) قد تزوج من عدة نساء لأسباب شهوية! بالرّغم من أنّ المنافقين يعرفونه جيدًا أنه كان الصادق الأمين وأُرسل نبيًا ورحمة للعالمين. وكذلك يعرفونه أنه لم يتزوج في شبابه إلاّ مع أُم المؤمنين خديجة (رض) وكانت إمرأة مطلقة وفارق السن بينهما 25 سنة، وزواجها منها لم تكن لأجل طمأنينة النفس وإنّما تزوج لأجل مبادئ سامية، وتزوج مع عائشة رضي الله عنهما، بعد وفاتها، وكان عمر النبي (ص) الثاني والخمسين من العمر، وزواجه كان لأسباب دينية وسياسية واجتماعية ولعادة كانت موجودة في حينه، وهذا السن ليس بسن المراهقة، والزّوجات التي تزوج معهن كلهن كانت ثيبات وكبيرات في السن. ولو أَراد الزواج من أجل تطمين رغباته لتزوج في شبابه ومن الشابات والغير المتزوجات. وهؤلاء المنافقين يكررون مثل هذه الأسئلة دومًا وبدون اِستحياء، لأنهم يعرفون أن الدين الإسلامي وحده قد عاق منافعهم وأبطل نظامهم.
فالإسلام ما جاء إلاّ هاديًا ورحمةً للعالمين ولأجل أن يهدم عادات جاهلية قديمة كانت موجودة قبل الإسلام فحرر المرأة والعبيد وحرر الناس من عبدة الأوثان إلى عباد الواحد الرحمن. وهم يعرفون أَنّ القرآن قد طبق ل 14 قرنًا بالعدل والمساواة في جغرافية واسعة وفي تطبيقها نالوا العيش السعيد والرَّاحة والاطمئنان والآمان. ولكن حقد وبغض الأعداء والمنافقين للإسلام جعلهم أن لا يروا ولا يسمعوا كلّ جميل وحقائق عن الإسلام.
نظرة الأديان إلى المرأة مع أراء علماء الأديان في دول العالم:
1ـ أراء النّصارى حول المرأة: كانت كنيسة النصارى تعقدت مؤتمرات غريبة دورية لبحث أمر هذا الكائن (المرأة).
* ففي القرن الخامس عقد مؤتمر (ماكون) للنظر هل للمرأة روح أم لا؟ وقرر المؤتمر خلو المرأة عن الروح الناجية.
* ادّعى القدّيسون أن المرأة بدون روح. ونظرة العلماء إلى المرأة تعتمد عمومًا على العامل الديني. وعلماء الدين يستفيدون من الكتاب المقدس المحرّف والمكتوب من قبل القديسين أنفسهم فتحتقر النصوص المكتوبة النساء. لذا يتجراؤن على المرأة، فيقول قديسوا المسيحيبن ” لا يمكن لكافة النساء التخلص من عذاب جهنم إلاّ والدة نبينا عيسى (ع)”. وفي الديانة النصرانية تمثل المرأة الشر والشيطان، والمرأة تابعت الشيطان فشجعت الرّجل على إرتكاب الخطيئة، وهي التي أطعمت آدَمَ (ع) الفاكهة المحرّمة، وهكذا أصبحت المرأة هي السبب في اقتراف أنسال البشر الذنوب. لذا يرى النصرانيون أن الإتصال الجنسي في الزواج ذنب وقذارة، ولهذا السبب الرُّهبان لايتزوجون. وفي القرن السادس القديسون والرهبان عندما كانوا حكام في المجلس الماسوني، عقدوا مؤتمرًا وناقشوا على وجود أو عدم وجود روح المرأة، وقرروا بإجماع الأصوات على عدم وجود روح لها عدا صوتًا واحدًا. ونرى أيضًا رأي الرّاهب والعالم المشهور في الدين النصراني كلمنت إذ يقول ” على المرأة أن تستحي من نفسها لكونها إمرأة”، وأكثر الأشخاص الذين زهدوا في معابدهم، بسبب أنهم أذنبوا عند زواجهم من النساء وأنهم يؤمنون بارتكبهم المحرّمات.
* ويتساءل القديس أوغسطين لماذا خلق الله النساء؟ ثم يقول ” إذا كان ما احتاجه آدم هو العشرة الطيبة معها، فمن الأفضل أن يتم العشرة مع رجلين يعيشان كصديقين بدلاً من رجل وامرأة ، ولكن بعدها قد تبين للقديس أن العلة من خلقها هي فقط إنجاب الأولاد.
* ومنه استوحى لوثر فقال: ” إذا تعبت النساء أو ماتت فكل ذلك لا يهم، دعهن يمتن في عملية الولادة، فلقد خلقن من أجل ذلك “.
* وبعد ظهور البروتستانت في القرن السادس عشر عقد اللوثريون مؤتمرًا في ـ وُتنبرج ـ لبحث إنسانية المرأة. هذه هي منزلة المرأة في النصرانية فهل يمكن لنصراني أن يعترض على المرأة في الإسلام، ودينه المنحرف ينظر إلى المرأة بهذا الازدراء.
* وفي خصوص التعدد فنحن نرى أن الكتاب المقدس قد قص علينا حال رجال كانوا معددين بنسوة كثيرات وليس في مجمل الكتاب المقدس تصريح بتحريم التعدد وقد كان سادة أنبياء بني إسرائيل تعددوا بالزواج كسليمان عليه السلام، وسوف نذكر في هذه العجالة بعض النصوص التي تدل على إقرار التعدد، فمن ذلك ما جاء في سِفر أَخْبَارِ الأَيَّامِ الثَّانِي ( وَتَزَوَّجَ رَحُبْعَامُ مَحْلَةَ ابْنَةَ يَرِيمُوثَ بْنِ دَاوُدَ وَأَبِيجَايِلَ بِنْتَ أَلِيآبَ بْنِ يَسَّى، فَأَنْجَبَتْ لَهُ ثَلاَثَةَ أَبْنَاءٍ هُمْ يَعُوشُ وَشَمَرْيَا وَزَاهَمُ. ثُمَّ تَزَوَّجَ مَعْكَةَ بِنْتَ أَبْشَالُومَ، فَأَنْجَبَتْ لَهُ أَبِيَّا وَعَتَّايَ وَزِيزَا وَشَلُومِيثَ . وَأَحَبَّ رَحُبْعَامُ مَعْكَةَ ابْنَةَ أَبْشَالُومَ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ نِسَائِهِ وَمَحْظِيَّاتِهِ، وَكَانَ قَدْ تَزَوَّجَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ امْرَأَةً، وَكَانَتْ لَهُ سِتُّونَ مَحْظِيَّةً، أَنْجَبْنَ لَهُ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ ابْنًا وَسِتِّينَ بِنْتًا.) الإصحاح الحادي عشر الفقرات: 18-2 “.
* وفي نفس السفر يقول: (وتشدد أَبِيَّا قُوَّةً. وَتَزَوَّجَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ امْرَأَةً انْجَبْنَ لَهُ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ ابْنًا وَسِتَّ عَشْرَةَ بِنْتًا). الإصحاح الثالث عشر، الفقرة 21.
* وفي سفر صموئيل الأول:(كان رجل من رامتايم صوفيم من جبل أفرايم اسمه ألقانه بن يروحام بن أليهو بن توحو بن صوف. هو أفرايمي. وله امرأتان اسم الواحدة حنة واسم الأخرى فننة ” وحنة هذه هي أم صموئيل الأول .فهذه بعض مما في الكتاب المقدس من صور التعدد ليس بأربع فقط بل بأكثر من ذلك، فكيف يعيب علينا النصارى ما نص عليه كتابهم الذي يعظمونه !!). الإصحاح الأول الفقرات 1ـ 2.
* فالنصرانية ولعصور عديدة وإلى نهاية القرن الثامن عشر لم تنظر إلى المرأة سوى أنها شيطانة رجيمة وملعونة، فعقدت المجامع لتبحث هل للمرأة روح أو ليس لها روح !! فعجبًا لمن لم ير كل هذه هؤلاء الطغاة والمنافقين أينما كانوا. وكيف أنهم الآن انقلبوا عن آرائهم بسبب أخطاءهم الكبيرة، وبداؤا يبحثون عن فكر أخر لكي يحفظوا كرامتهن وشرفهن!!
* وأنظر أيضًا ماذا يقول دين النصارى، فقد جاء في سفر الخروج ( وإذا باع رجل ابنته أمةً لا تخرج كما يخرج العبيد (الخروج 21/7. فللوالد كما في هذا النص أن يبيع ابنته كما يباع العبد المملوك إلا أنها لا تخرج كما يخرج العبد بل تخرج بتقدير أكثر أو بإهانة أقل !!
* وفي العهد الجديد يحمِّل بولس المرأة خطيئة آدم، ويحتقرها تبعًا لذلك فيقول: (لتتعلم المرأة بسكوت في كل خضوع، ولكن لست آذن للمرأة أن تُعلّم، ولا تتسلط على الرجل، بل تكون في سكوت، لأن المرأة أغويت، فحصلت في التعدي) تيموثاوس1/2، 11–14.
* ومنذ أن ألبس بولس المرأة خطيئة الأبوين، والفكر النصراني يضطهد المرأة ويعتبرها بابًا للشيطان، ويراها مسؤولة عن انحلال الأخلاق، وتردي المجتمعات البشرية.
* ويقول القديس ترتليان: “إنها – أي المرأة ـ مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان، ناقضة لنواميس الله، مشوهة لصورة الله (الرجل) “، ويقول أيضًا بعد حديثه عن دور حواء في الخطيئة الأولى:” ألستن تعلمن أن كل واحدة منكن هي حواء ؟ ! أنتن المدخل الذي يلجه الشيطان. لقد دمرتن بمثل هذه السهولة الرجل صورةَ الله .
* ويقول القديس سوستام عن المرأة : ” إنها شر لا بد منه، وآفة مرغوب فيها، خطر على الأسرة والبيت، ومحبوبة فتاكة، ومصيبة مطلية مموه”.
* ويقول القديس جيروم في نصيحته لامرأة طلبت منه النصح:”المرأة إذن هي ألد أعداء الرجل، فهي المومس التي تغوي الرجل إلى هلاكه الأبدي، لأنها حواء، لأنها مثيرة جنسيًا”.
هذه هي مكانة المرأة عند النصرنية! الذي نجد عندهم مفهوم التصغير وإهانة المرأة، فكيف يمكن لهم أن يناقشوا موضوع المرأة عند المسلمين؟ المصدر إنجيل باللغة العربية والتركية الموجودة على مواقع الانترنيت.
2ـ وفي الديانة اليهودية كانت اهانة المرأة اكثر حدة مما هو في الديانة المسيحية:
وإليكم بعض نصوص التوراة والتلمود وأقوال الحاخامات عند نظرة اليهود إلى المرأة:
* المرأة عندهم لا ترث بل هي مجرد ميراث وتباع وتشتري.
* ووفقًا لشعائر التلمود إذا أرادت إمرأة أن تتهود (تصير يهودية) فعليها أن تؤدي ” شعيرة الحمام الطقوسى”، فتدخل الحمام عارية تمامًا بحضور ثلاثة من الحاخامات وتحت أنظارهم.
* وجاء فى التلمود: ليس للمرأة اليهودية أن تشكو من زوجها إذا ارتكب الزنا فى مسكن الزوجية.
* أوصى الحاخام لوب (ميلاميد من برودي) بأن يفكر الإنسان فى إمرأة عارية فى أثناء الصلاة حتى يصل إلى أعلى درجات السمو.
* قال الحاخام ” كام ” : إن الزنا بغير اليهود ذكورًا كانوا أو إناثًا لاعقاب عليه لأن الأجانب غير اليهود) من نسل الحيوانات). وأضيف أنه في اليهودية إذا حاضت المرأة تخرج من بيتها طوال مدة الحيض، ولا تشارك زوجها في مأكل أو فراش حتى تتطهر ثم تعود إلى منزل الزوجية .
* ويقول البابا بترة: ما أسعد من رزقه الله ذكورًا، وما أسوأ حظ من لم يرزقه بغير الإناث.
* في التوراة تعدد الزوجات شرعًا جائز وبدون حد.
3ـ وأنظر إلى نظرة قريش مكة إلى المرأة في الجاهلية: أنّها خزيٌ وعار على المجتمع بسبب عدم حماية شرفها، ولهذا ظهرت عندهم عادة وأد البنات.
4ـ وأنظر إلى نظرة الشعوب الهندية والصين والفرس وبعض الأمم الأخرى: كانوا ينظرون إلى المرأة أنّها خدّامة ومصدر التجارة يبعونها ويراهنون عليها في لعب القمار، وأباحوا زواج الأقارب من الدرجة الأولى ورأوها مصدرًا لمتاعهم الشهوي.
هكذا عاشت الأمم التي لم تَستَنِر بنور الإسلام: فغرق شعوبهم في بحور الجهل والظلم والشهوات التي أردتهم المهالك، واستعبد بعضهم بعضًا، وصاروا في دركة أحط من الحيوانات.
وهكذا بدأ السياسيون الماكرون وعلماء الشّر بعرض فكرة المساواة بين الرّجل والمرأة على الاطلاق من دون الأخذ بالاعتبارات الناحية النفسية والبدنية والاجتماعية (فزادوا الطّينَ بِلَّةَ)، وفي كل أعملهم ماكرون وخادعون يريدون أن يخدعوا الناس (وَقد مَكرَ الّذين من قبلهم فللهِ المكرُ جميعًا).
5ـ وعندما جاء الدين الإسلامي كرم المرأة وأعطى لها حقوقها وعلا شأنها، وحفظ عفتها: فقال الله تعالى )وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)، (قُل إنْ كَانَ آباؤكُم وَأبنَاؤكُم وَإخوَانِكُم وَأزوَاجِكُم وَعَشيرَتكُم وَأمْوَالٍ إقتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَة تَخْشَونَ كَسَادَهَا وَمَساكِنَ تَرْضَونَهَا أحَبُّ إليكُم مِنَ اللهِ وَرسُولِهِ وَجِهَادٍ في سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا). وقال نبينا محمد علية الصلاة والسلام في حق المرأة ( الجنَّةُ تَحْتَ أقدَامِ الأمَّهاتِ). رواه أحمد والنّسائي والحاكم. (إنّ خيركم خيركم لأهلهِ، وأنا خَيركُم لأهْلي) رواه ابن ماجة والحاكم. (أكمل المؤمنون إيمانًا أحسنهم خُلقًا وألطفهم بأهله) رواه الترمذي والنسائي والحاكم. (جاء رجل إلى النّبي فقال: من أحقّ النّاس بصُحبتي؟ قال أمك، قال ثم مَن؟ قال أمك، ثم مّن؟ قال أمك ثم مّن؟ ثمّ أبوك) رواه البخاري ومسلم.
واهتم الإسلام أيضًا بالمساواة بين الرّجل والمرأة، منها كونهما أكفّاء في طلب الرّزق والعمل والعبادة والثواب والجزاء ونحو ذلك: (إنّ المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصّادقين والصّادقات والصّابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدّقين والمتصدّقات والصّائمين والصّائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذّاكرين الله كثيرًا والذّكرات أعدّ الله لهم مغفرةً وأجرًا عظيمًا). (ومن عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فأولئك يدخلون الجنّة) (ومَن يعمل من الصّالحات من ذكرٍ أو اُنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنّة ولا يُظلمون نقيرًا)، (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعضٍ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويُقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة ويُطيعون الله ورسوله ، أولئك سيرحمهم الله إنّ الله عزيزٌ حكيمٌ). (ياأيها النّاس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم). (فمن يعمل مثقال ذرّة خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرّة شرًّا يره). (وما أرسلناك إلاّ رحمة للعاملين).
وأخيرًا نقول لدول الغرب الذين يحاربون المسلمين، بالرَغم من وجود تعدد الزوجات، وحرمة زواج المرأة من عدة رجال في دينكم كما في الإسلام، فلماذا أنتم وراء المكر الجديد والحيل الكبيرة؟ كنتم تذلون المرأة في السابق وتعبرونها أنها بدون روح وشيطانة ولماذا تعطون للمرأة حقوقها أكثر من الرّجل فتذلّون الرّجال؟ ولماذا تمنعون الزواج الحلال من أربع وتبيحون زواج المرأة بعدة رجال، عن طريق تشجيع الدولة التعايش الثلاثي والزنا باسم الحرية؟ ألم تستحوا من الله والناس جمعين حتى أكثر شرفاء دول الغرب لا يقبلون هذا الفساد الخلقي؟
لماذا لا تستطيع المرأة في الإسلام الزّواج من عدة رجال؟
1ـ السبّب الأول لأنّها أمر الله تعالى وحرّم على النساء مثل هذا الزّواج، إلاّ بعد الطلاق وبعد انتهاء أيام العدة. وبعدها يمكن الزواج من الثانية والثالثة والرابعة، ومدة العدَّة اربعة أشهر وعشرة أيام، وفي هذه الفترة يمكن معرفة كون المرأة حاملة أم لا؟ وفي هذا الموضوع طاعة أوامر الله تعالى بشكل مطلق فلا يجب فيه نقاش. كما في حرمة أكل لحم الخنزير وشرب الخمر والتقرب مع المرأة عند الحيض ونحو ذلك. فحرّم كذلك زواج المرأة في آن واحد من عدة رجال. وما على المرأة إلاّ السمع والطّاعة لأوامر الله والرسول وأولي الأمر، إلاّ في معصية الخالق.
2ـ لو أنصف الأعداء والمنافقون وتعقلوا وتدبروا وتفكروا قليلاً في حكمة خلق الله تعالى من الناس إناثًا وذُكورًا؟ وكذلك لو تدبّروا في مخلوقات السّموات والأرض وما واجباتهم كلّ منهما تجاه الله تعالى؟ لاستطاعوا من معرفة الجواب. نحن نعلم أنّ الله قد خلق الإنسان في أحسن تقويم وجعله أحسن المخلوقات. وربط علاقة الرّجل مع المرأة بعلاقات غزيزية فطرية طبيعية، والغاية منها بقاء واستمرار الجنس البشري، وبتحقق العلاقة الجنسية بينهما سوف تتحقق الإنجاب واستمرار الحياة البشري. وكل هذا معروف عند الناس. ولكنَّ هؤلاء صمٌ بكمٌ عمي فهم لا يعقلون أو أنهم لا يريدون أن يعقلوا. وهم أباحوا الغريزة بلا حدود من أجل إحلال الفساد بين الأفراد والأسر وإلحاق الضّرر بالمجتعات الإنسانية والبشرية.
3ـ نحن نعلم أنّ أكثر النساء عندما تفقد زوجها عملاً بفطرتها التي فطر الله بهن، لا ترغب بالزّواج عمومًا؛ وسبب عدم زواحها لأنّ في تكوين المرأة ليست الشهوة بالدرجة الأولى بل عملها الأصلية هي الأُمومة وتربية أولادها وتكوين الأسرة السعيدة كما أراد الله تعالى.
وعند تحقيق المرأة كسبت كافة حقوقها من زوجها، فلا ترغب في الزواج من الثانية. ونسبة الاتي يرغبن الزواج قليلات جدًا. وهؤلاء يطلبن الزّواج عمومًا لأجل حماية أنفسهن من الفتن أو رعاية أطفالهن اليتامى، أو لأجل تأمين العيش السعيد من الناحية المالية.
أمّا الرّجال ليسوا هكذا بل طلباتهم الجنسية تكون في المقدمة ويستمر لسنوات طويلة وكذلك أنهم عاجزون عن تربية الأطفال وإدارة البيت وهذه هي فطرة الرجال. ولهذا السَّبب كافأ الله تعالى الرّجال بحور العين في الجنة لأجل تشجيعهم على أداء واجباتهم نحو الأفضل. وكافأ الله تعالى المرأة في الأخرة بما تناسب فطرتها من ذهب وفضة وحرير واطمئنان وزوج صالح ونحو ذلك.
4ـ لقد ذكرنا آراء الأديان السابقة والسياسيين حول تهميشهم لحقوق المرأة، وكيف أنّهم أهانوا المرأة. والآن نرى هؤلاء السياسيين والعلماء الفاسقين في الدول الأوروبية قد غيروا أرائهم السياسية. وبدأوا يدافعون عن مساواة المرأة والرّجل على الإطلاق من دون أن يُراعوا ظروف وطبيعة المرأة الجسمية والرّوحية (الفسيولوجية والبيولوجية). وكلّ عاقل يعرف غاية هؤلاء ونواياهم العدوانية الخبيثة، بسبب تقلب أرائهم حسب الوضع يريدون تدمير القيم الأخلاقية والمبادئ السامية ثمّ السيطرة عليهم وعلى ثرواتهم ومعادنهم.
5 ـ السبب الأخر وقد أثبتها العلم أخيرًا. وهي أنّ الله تعالى قد كرّم للرجال بميزة حب الشهوات كما قال الدكتور محمد أوز الإخصائي التركي الكبير في أمريكا أن نسبة اثنان من ثلاثة من النساء لايأخذن الحظ، وبتعبير أخر أنّ أكثر النساء لا ترغبن في الاستمتاع الجنسي، هذه من ناحية، ومن ناحية أخرى فعند الحيض والولادة والنفاس وانقطاع الطمث كذلك تقل الرغبة، وبسبب الخوف واضطرابها النفسي تفقد الاستمتاع الجنسي أيضًا. وعند السّؤال عن سبب ذلك فالله أعلم بذلك. ويمكن أن نقول كذلك أنّ الله قد كرمها بصفات أخرى حبها للأطفال والأمومة وتربية أطفال صالحون ومتميزون، وكرمتها بتكوين الأسرة الصّالحة والسّعيد، والاعتناء ببيتها وعملها في البيت. فلو عملن ذلك لأسعدن وأفلحن في الدنيا والأخرة ونلن جنةً ونعيمًا.
وهذا لا يعني أنها لا تستطيع العمل في خارج البيت، بل تستطيع أن تعمل في أعمال تلائم قدراتها الجسمية والنفسية ففي كتب التاريخ نجد في كافة العصور أنهن قد برعن في الكثير من الوظائف والمهن سواء في التعليم والطب والهندسة والبحوثات العلمية وحتى في إدارة حكم الدولة والتصوف والتجارة. كما نرى في التاريخ زوجة الرسول خديجة رضي الله عنها كانت تعمل في التجارة وعائشة تعلم الناس الأحاديث النبوية وبعض النساء كن يعملن في تضميد الجرحى في الحروب وحتى أنهن كن يساعدن الخلفاء في إدارة الحكم الاسلامي.
* ملاحظة: أتدرون قوانين دولة يابان تعتبر مهنة ربة البيت مهنة تعطى لها الأجر أو الراتب. وإنكلترا تبحث في إعطاء المرأة راتبًا على مهنتها كربة البيت من دون أن تعمل في خارج البيت. وفي الدول الأوربية بدأت تشجعهن على ذلك، وهذا لا يعني أنهن يحرمن من كسب العلوم والعمل. ولكن الدين الإسلامي قد سبقتهم قبل أربعة عشر قرنًا ، وحدّدت لها واجبها وحقوقها وساوتها مع الرَجل في معظم الأمور.
6ـ وهنا يجب أن نذكر أيضًا موضوعًا أخر ولو كانت فيها اختلاف الآراء وهو: أنه إذا ولدت للمرأة بعد العلاقة الجنسية كيف يمكن لها أن تثبت وتحدد أنّ الابن من أبيه فلان؟ لأنها عندما تحمل من رجل عليها العدة وأن تنتظر حتى يتبين لمن الطّفل، فهل تستطيع المرأة في هذه الفترة وفي فترة الحيض أن تقي نفسها من عدم الاقتراب من الرّجال؟ لقد اكتشف الاطباء طريق نظام D.N.A تحليل الحمض النووي (تحليل البصمة)، في اثبات أب الطّفل. ولكن هناك قول للأطباء ويقولون أن المرأة المصابة بالأمراض الخطيرة، وفي حالة الحمل لا تفيدها تحليل D.N.A. هذه من ناحية ومن ناحية أخرى أكثر الرّجال أو النساء يعجزون ولا يرغبون بالذهاب إلى المستشفى، ولا يصبرون على مشقات وأذى التحاليل ولا على ضياع الوقت ونحو ذلك، وحتى أنهم يستحون من كشف نتاج التحاليل وسماع الناس قصصهم. لذا إجراء هذا التحليل ونجاحه صعب جدًا.
ويقول فضيلة الدكتور الشيخ محمد فتحي محمد راشد الحريري حول هذا الموضوع:
أنه هناك شفرا وكود خاص في رحم كل امرأة لا يتكيف إلا مع السائل الحيوي لزوجها فإذا ما اختلطت فيه سوائل متعددة تعرض للسرطان، وهو إحدى حكم العدة للمرأة في الإسلام، حتى تستعيد بطانة الرحم قدرتها على تكييف الكود الخاص ليتواءم مع زوج جديد”، وتابع:” إضافة إلى أن المرأة مستودع ومكان مأوى – حاضن – للجنين ، والزوج حارث زارع ، وكما تفضلتم تضيع الأمور وتختلط إذا ما تعدد الأزواج ، ولا ينفع تحليل الـ DNA في هذه الحالات”.
7 ـ موضوع معجزة في جسد المرأة . فسر العلماء فترة (العدة) للنساء، والمحددة في القرآن، عقب الطلاق أو وفاة الزواج بأنها للتأكد من خلو الرحم من الجنين، وأنها قد تكون مهلة للصلح بين الزوجين ولكن هناك سبباً آخر اكتشفه العلم الحديث وهو أن السائل الذكري يختلف من شخص إلى آخر، كما تختلف بصمة الإصبع، وإن لكل رجل شفرة خاصة به وأن كثيراً من ممارسات مهنة الدعارة يصبن بمرض سرطان الرحم وأن المرأة تحمل داخل جسدها ما أشبه بالحاسوب يختزن شفرة الرجل الذي يعاشرها وإذا دخل على هذا الكمبيوتر أكثر من شفرة، كأنما دخل فيروس إلى الكمبيوتر حيث يصاب بالخلل والاضطراب والأمراض الخبيثة ومع الدراسات المكثفة للوصول لحل أو علاج لهذه المشكلة تم اكتشاف أن المرأة تحتاج نفس مدة العدة التي شرعها الإسلام، حتى تستطيع استقبال شفرة جديدة بدون إصابتها بأذى كما فسر هذا الاكتشاف، لماذا تتزوج المرأة رجلاً واحداً فقط، ولا تعدد الأزواج. وهنا سأل العلماء سؤالاً: لماذا تختلف مدة العدة بين المطلقة والأرملة؟ أجريت الدراسات على المطلقات والأرامل فأثبتت التحاليل: أن الأرملة تحتاج وقت أطول من المطلقة لنسيان هذه الشفرة، وذلك يرجع إلى حالتها النفسية، حيث تكون حزينة أكثر على فقدان زوجها.
8ـ والآن لنسأل سؤالاً أنّ المرأة التي لا تستطيع أن تفي متطلبات زوج واحد، ولا تريد المباضعة مع الزوج الواحد، فكيف يمكن لها أن تتحمل طلبات وعبأ عدة رجال؟ ثم لو تزوجت المرأة من عدة رجال فهل لها قابلية تحديد المنام مع الرّجل الذي تطلبها؟ وهل تستطيع أن تصير على مقاومة الاختلافات والمشكلات الصّعاب التي قد تخرج بين الأزواج؟ ونسأل ونقول أين العدالة والمساواة التي تدعونها؟
9ـ النفقة ودفع المهر في الإسلام من حق الرّجل على المرأة، والمرأة غير ملزمة على ذلك. ولو أصبح عكس ذلك فهل تستطيع المرأة بأن تنفق أو تتكفل أربع رجال؟ ولكن الرّجل قد تستطيع بقوة بدنها وصبرها على العمل الشاق وفي اصعب الظروف من جلب رزق الأسرة؟ ولنقل أنّ كل واحد منهم مسؤول عن تلبية نفقاتهم. ألم تصعب على المرأة أن تعمل في بيوت الأزواج مع تربية وتلبية طلبات كافة أولادها وأزواجها؟
10ـ للمرأة ميّزة خاصة وهي قابليّتها على مقاومة الأمراض، ومتوسط عمرها أكثر من الذّكور، ولو أضفنا إلى ذلك كثرة وفاة الرّجال في الحروب وكذلك كثرة تعرضهم إلى الوفاة بسبب أعمالهم الشاقة. مما يؤدي إلى زيادة عدد النساء. أليس من العدالة لكي لا تكثر الأرامل سببًا أخر لإباحة زواج الرّجل دون المرأة!. لأن التعدد معالجة للنقص الطبيعي الذي قد يحصل في بعض المجتمعات فيقضى على عنوسة النساء.
لماذا رغبة المرأة للجنس أقل من الرَّجل؟
أـ لو دققنا حال وظروف المرأة في المجتمعات، لشاهدنا تفكيرها وحبها الشديد تكون للأطفال والزّوج، وسبب حب زوجها لكونه رئيس الأسرة وله مميزات وصفات قد تنمتها أن يكون فيها كالرجولة والشهامة والغيرة والأخلاق الفاضلة، ولها أن تسعدها بالرّاحة والمال والشهرة والمناصب ونحو ذلك. وللمرأة ميزات أخرى فهي تحب الاعتناء بالزّهور والورود واستعمال الحلي والذّهب والفضّة والحرير وأنواع الزّينة وشراء حاجيات البيت وغير ذلك. أمّا حال الرّجل يعشق المرأة ويُفكّر بالزواج منها أكثر منها. وهو يقرأ الكتب والأشعار الغرامية من أجلها. ويفكّر كيف يمكن له أن يخرج مع خليلتها إلى المطاعم والأماكن الترفيهية ومتى ستتم الزواج منها ونحو ذلك. والدّليل على أن الرجال هم أكثر رغبة من النساء. حيث أمر الله عز وجل الانسان بالزواج وخاطب به الرجل دون أن يخاطب النساء بقوله عز وجل (فأنكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع). كما نرى في كل المجتمعات أن الرّجال هم الذين يطلبون الزواج دون النساء عمومًا. باستثناء فترة المراهقة، لحكمة إلهية بالغة، حتى لا ترفض الزواج.
ب ـ لو فرضنا أن رجلاً ما أصبح مسؤولاً عن وظيفة مهمة، فعند التوسط عنده لأجل تمشية معاملة عمل ما، نرى أن الوسيط عمومًا يفضل إرسال النساء أو النقود الكثيرة له. أما إذا كانت المرأة هي المسؤولة عن هذه الوظيفة، نرى أن الوسيط عمومًا يفضل إرسال الهداية من الحلي والذهب والكعكات والزّهور وحتى السيارة ونحو ذلك. وأنا استثني هنا الصالحين من الناس.
ج ـ المرأة تتزوج بالدَرجة الأولى من أجل تكوين أسرة سعيدة وتنشأة أطفال عظام وصالحون، وإرضاء زوجته. أمّا المواضيع الأخرى للمرأة تأتي بالدّرجة الثانية عمومًا. ولهذا السّبب أجبر الاسلام الرّجل بالنفقة عليها (فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ). (وآتوا النّساء صدُقاتهنّ نِحلة).
وهناك أقوال الرّسول عليه الصلاة والسلام في وصف أحوال الرّجل وتحمي معها حقوق المرأة فخاطب الرجال وقال (يظل أحدكم يضرب زوجته ضرب العبيد ثم يدعوها الى فراشه فيقبلها ويعانقها ولايستحي) رواه التّرمذي والنّسائي والبزّاز. وقال الرسول الأكرم (إنما إمرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنّة) رواه ابن ماجة والحاكم. (والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو زوجته الى فراشه فتأبى عليه إلاّ كان الذي في السّماء سخطًا عليها حتى يرضى عنها). وخاطب المرأة بقوله (إذا دعا أحدكم إمرأته إلى فراشهِ فلم تأتهِ لعّنتها الملائكة حتى تصبح) وأضاف قائلاً (لعنّ الله المسوفات) متفق عليه لفظ البخاري. مالم يكن لديها عُذر مُعتبر من مرضٍ أو إرهاقٍ أو مانع شرعي أو غير ذلك، وعلى الزّوج أن يُراعي ذلك . ونلتمس هذا في حياتنا اليومية ونرى أنّ الرَّجل لا يستطيع أن يبقى بدون زواج لفترة طويلة لأسباب ذكرناها. والرّجل من أجل الزواج يعطي كل امواله وثرواته إلى الزوجة الجديدة من أجل قبولها هذا الزواج، لأن الرّجل يعرف أنّ النساء لايرغبن في الزواج بعد سن معين وخاصة إذا كانت أرملة، ومتمكنة ماديًّا إلاّ إذا كانت مجبورة على الزواج وهؤلاء يطلبن ضمانات من أجل الزواج. وإنْ دلّ كل هذه الأحاديث على شيء فإنما تدل أيضًا على زيادة شهوة الرّجل على المرأة. لأنّ الزّوج بمقتضى الفطرة والعادة هو الطّالب للناحية الجنسيّة والمرأة هي المطلوبة.
د ـ أنظر إلى الإحصائيات والتي تثبت أنَّ أكثر الذين يذهبون إلى أماكن الدَّعارة والفحش هم الرجال ومن المتزوجين. أما المرأة التي تذهب إلى هذه أماكن الدّعارة أكثرهن يذهبن كرهًا، إما بسبب فقرها واحتياجها إلى المال وتأمينها العيش السعيد أو بسبب الجهل، باستثناء القلة القليلة منهن يذهن لأجل الشهوة.
لماذا جوّز الإسلام للرّجل بأن يتزوج بعدّة نساء؟
1ـ السّبب الرئيسي التي لايمكن النقاش فيها كما ذكرنا أعلاه لأنّ الله يأمرنا على ذلك وأنه طاعة لأوامر الله، ولكن بشروط بعد توفر متطلبات الزواج. كما نرى هذا في جواز أكل لحوم بعض الطيور والحيوانات المحرّمة، أو شرب الخمر عند الضّرورات (والضّرورات تبيح المحضورات). وزواج الرَّجل بأربعة كذلك أمر من أوامر الله تعالى وقد أباحه الله على كافة المسلمين. وهم مخيرون في طاعة أوامر الله وعدم طاعتهم. وهم يتحملون نتائج عملهم، لأنّ الله تعالى أمرنا بذلك (فانكحوا ما طاب لكم من النّساء مثنى وثلاثة ورباعى فإن خفتم الاّ تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألاّ تعولوا). بالرّغم من بيان تعدد الزواج، فيتوضح أيضًا أنّ الله تعالى لايُشجّع الزّواجَ الكثير فيقول (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النّساء ولو حرصتم، فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة)، بالرّغم من أنهم يعرفون أن التعدد في الإسلام مباحًا دون أن يكون واجبًا، والاسلام يشجع الزوجة الواحدة وكتب الفقه موضحة لهم، ولكنهم يستمرون على نقاشتهم الغير العدالة.
لأجل توضيح الموضوع يمكن أن نقول: عندما تشرع العظماء ومشرعي قانون الدولة دستورًا لأجل دولتهم، وهؤلاء بقدر الإمكان يراعون فيها مصالح المواطنين والوطن، وعند إرساء القوانين هل تُجبر الدولة على أخذ أراء الناس فيها؟ طبعًا لا. وهل الشعب يكونوا ملزمين بتنفيذ أحكام الدستور من دون أن يناقشوا عن سبب تشريعها؟ طبعًا نعم. وعند مخالفتهم أحكام الدّستور هل يعاقب الشعب عند عدم الالتزام بها ؟ طبعًا نعم. ولله المثل الأعلى، عندما شرّع الله تعالى لهم القوانين عليهم بالطاعة أو الجزاء.
2ـ كما ذكرت في أعلاه، لقد أَثبت الأطباء الأمريكيون ومنهم الدكتور محمد أوز الإخصائي التركي الكبير الذي يعمل في مستشفيات أمريكا، أثبت أن نسبة اثنان من ثلاثة من النساء لايأخذن الحظ، وسبق أن تطرقنا إلى هذا الموضوع والتي تدخل من ضمن غريزتها الفطرية والنفسية. التي أقرّ الله بها. وللرجل عكس ذلك. هذه حكمة الله وحكمة الله لا يُسأل؟
3ـ كما ذكرنا سابقًا أنّ للمرأة المتزوجة واجبات أخرى كزوجة كالطبخ والتنظيف واستقبال الضيوف وتربية وتنشأة الأولاد الكثيرة ونحو ذلك. فلو تزوجت من عدة رجال، فكيف يمكن لها أن تلبي كل هذه المتطلبات؟
4ـ وزواج الرجل في الاسلام من إمرأة أُخرى تكون إما بسبب وجود تقصير في المرأة كمرض مزمن أو عقم أو سوء أخلاقها وشدة كراهيتها للزوج لأسباب ما، أو بسبب زيادة القوة الجنسية عند الرجل ونحو ذلك. كما ذكرنا أنّ لتعدد الزواج شروط من العدل والمساواة والقدرة على الوفاء بمتطلبات الزوجة من الناحية المالية والنفسية. ومع الأسف الشّديد نرى أنّ أكثر المسلمين المتزوجين من عدة نساء لم يراعوا العدالة بينهن.
5ـ هناك أسباب فطرية غريزية ونفسية تسمح من زواج الرجل من أربعة من زيادة شهوة الرجل على المرأة، كما ذكرنا والعلماء والأطباء قد أقرّوا على ذلك.
6ـ وقد كرّم الله تعالى الرّجل بصفات منها أنه يحب العمل في خارج البيت وبأعمال قد تتطلب إلى مشقة وبميزة الصبر أكثر من المرأة لتحمل العبء الثقيل عليها وبميزة سعة أفقها أكثر من المرأة حتى تفكر في كيفية خروجه من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية لأنه مكلف بمعيشة الأسرة وبإعطاء مهر المرأة وبإعالة الأطفال ونحوها.
7ـ سبق وأن ذكرنا أنه على الرّجل تطبق العدالة والمساواة بين الزوجات سواء من الناحية المادية أو المعنوية.
ختام
لو كنا نؤمن بالله تعالى وبكتابه الكريم لآمنا بقوله الله تعالى (مافرطنا في الكتاب من شي)، ولعرفنا قوله تعالى (فانكحوا ما طاب لكم من النّساء مثنى وثلاثة ورباعى فإن خفتم الاّ تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألاّ تعولوا)، فالذين يعارضون آيات الله تعالى كما نعلم إمّا أنهم جهلاء لايفهمون ولا يعقلون أو أنهم منافقون لهم غايات سياسية واقتصادية أو مصابون بمرض نفسي أو جسدي ويريدون نشر الإباحية والفواحش بين الناس. وحتى أنّ موضوع حور العين في الجنة، السّبب يرجع أيضًا إلى حالة الرجل النفسية والبدنية فهو يطلب الشهوة أكثر من المرأة، وأقل صبرا إليها، والمرأة هي المطلوبة كما نعلم، ومن أجل أن لا يقترب الرجال إلى الزنا يشجعهم الاسلام على ذلك، ومن أجل الجهاد يشجعهم لأن المرأة لا تقاتل في الحروب، والجيش بأمس الحاجة للرجال في الحروب، لولا هذا الوعد لما جاهد حنظلة بن أبي عامر وأمثال حنظلة من أجل الاسلام، وقد دخل عريسا ليلة الجمعة فما أصبح الصباح حتى سمع منادي رسول الله ينادي للجهاد في معركة أُحد، واستشهد فيها وكان جنبًا وغسلته الملائكة. فبدلاً من نساء الدنيا وعدهم الله بأزواج كثيرة في الأخرة ومن حور عين (وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) الطور 20. ولهذا شجّع الرّجل بحور العين في الجنة لكي يصبر عليها في الدنيا ويكافىء عليها في الأخرة. أما مكافأة المرأة أهدى كل نعيم الجنة من رؤية الله تعالى وزواج من الرجل الصالح أو من زوجه التي عاشت معه في الدنيا ونحو ذلك بالاضافة إلى الحلي والذهب والحرير لأن حالة المرأة النفسية والبدنية تتطلب بذلك.
لقد ذكرنا بالتفصيل حال وقابلية وفطرة المرأة من الناحية الفسيولوجية والبيولوجية بشكل واضح، ونقول للذين يسألون عن تعدد زواج المرأة، لو لم تكونوا تؤمنوا بأقوالنا وأقوال العلماء فأنتم مع الذين قال الله تعالى فيهم (سواء أأنذرتهم أم لم تُنذرهم لا يؤمنون) .
وأخيرًا يمكن أن نقول لدول الغرب الذين يحاربون المسلمين، بالرَغم من وجود تعدد الزوجات، وحرمة زواج المرأة من عدة رجال في أديانكم كما في الإسلام، فلماذا أنتم وراء المكر الجديد والحيل الكبيرة؟ كنتم تذلون المرأة في السابق وتعتبرونها أنها بدون روح وشيطانة ولماذا تدعون بمساواة الرجل والمرأة، ولكن في الحقيقة تعطون للمرأة حقوق أكثر فتذلّون الرّجال، فمثلاً عند إساءة المرأة للرجل ليست لها عقوبات، وعكس ذلك للرجل عقوبات كبيرة؟ وتمنعون الزواج الحلال من أربع، ولكن تبيحون زواج المرأة من عدة رجال، عن طريق تشجيع التعايش الثلاثي والزنا باسم الحرية؟ فأين المساواة التي ترددونها؟ ألم تستحوا من الله والناس أجمعين لأن أكثر شرفاء دول الغرب لا يقبلون هذا الفساد الخلقي؟
وهنا يمكن أن أقول أن المجتمع لا يستفيد شيئا من نظام تعدد الأزواج للمرأة بعكس نظام تعدد الزوجات للرجل الذي يتيح فرص الزواج أمام كثير من العانسات والمطلقات والأرامل. هذا إلى جانب أنه لو أبيح للمرأة أن تتزوج ثلاثة أو أربعة رجال لزاد عدد العانسات زيادة كبيرة وأصبح النساء في وضع اجتماعي لا يحسدن عليه وهكذا فإنه ليس من العدالة في شيء أن يباح للمرأة أن تعدد أزواجها بحجة مساواتها بالرجل . وليس عدلا كذلك أن يحرم الرجل من صلاحيته في أن يعدد زوجاته بدعوى مساواته بالمرأة في حق الزواج . والله أعلم.
ندعو الله تعالى لجميع أمتنا الهداية والصلاح.
إليكم بعض الأقوال المؤيدة للمقالة
تقول الشاعرة نسرين حمدان:
قصر الله تعالى إباحة التعدد على الرجال دون النساء لحكم واضحة لا يماري فيها إلا مكابر أو جاهل، منها أن طبيعة المرأة الفسيولوجية والبيولوجية لا تصلح للتعدد، فالمرأة هي التي تلد، فلمن ينسب ولدها إذا كانت تحت أكثر من رجل؟ والمرأة يُقعدها الحيض والنفاس عن الاستمتاع الجنسي الكامل بها، فهل يقعد معها أربعة من الرجال عن الاستمتاع؟ ثم إنه إذا اجتمع أربعة من الرجال على امرأة واحدة، أليس معنى ذلك شيوع العنوسة بين النساء؟ فأي فائدة للمجتمع في هذا؟ كرم الإسلام المرأة وجعلها في منزلة لا تحظى بها أي امرأة في أية ديانة وذلك ابتداء من وصايا الرسول بالاهتمام بالمرأة والرفق بها ثم منع تعدد الأزواج والسبب كالتالي إذا تعدد الأزواج للمرأة فهذا تنزيل من كرامتها وجعلها مثل أنثى الحيوان وإنما خصها الله بزوج واحد حفاظا على كرامتها وليجعلها خاصة لزوجها فقط وثاني شيء حفاظا على النسب إذا رزقت بمولود يكون نسبه معروف فلو كان العكس فلمن انسب أنا أو أنت َ أو أنتِ لأن الآباء متعددين وهذا عكس تعدد الزوجات الذي تكون فيه الأم واحدة والأب واحد.
لماذا يحرم على المرأة تعدد الأزواج في وقت واحد؟ فتوى الشيخ سعد الحميد
الحمد لله… هذا مربوط أولا بالإيمان بالله سبحانه، فجميع الديانات متفقة على أنه لا يجوز للمرأة أن يطأها غير زوجها ومن هذه الديانات ما هو سماوي بلا شك كالإسلام وأصل اليهودية والنصرانية. فالإيمان بالله يقتضي التسليم لأحكامه وشرعه، فهو سبحانه الحكيم العليم بما يصلح البشر، فقد ندرك الحكمة من الحكم الشرعي وقد لا ندركها.
وبالنسبة لمشروعية التعدد للرجل ومنعه في حق المرأة هناك أمور لا تخفى على كل ذي عقل، فالله سبحانه جعل المرأة هي الوعاء، والرجل ليس كذلك، فلو حملت المرأة بجنين (وقد وطئها عدة رجال في وقت واحد) لما عرف أبوه، واختلطت أنساب الناس ولتهدمت البيوت وتشرد الأطفال، ولأصبحت المرأة مثقلة بالذرية الذين لا تستطيع القيام بتربيتهم والنفقة عليهم ولربما اضطرت النساء إلى تعقيم أنفسهن، وهذا يؤدي إلى انقراض الجنس البشري. ثم إن الثابت الآن ـ طبيا ـ أن الأمراض الخطيرة التي انتشرت كالإيدز وغيره من أهم أسبابها كون المرأة يطأها أكثر من رجل، فاختلاط السوائل المنوية في رحم المرأة يسبب هذه الأمراض الفتاكة، ولذلك شرع الله العدّة للمرأة المطلقة أو المتوفى عنها زوجها حتى تمكث مدة لتطهير رحمها ومسالكها من آثار الزوج السابق وللطمث الذي يعتريها دور أيضا في هذه العملية. ولعل في هذا إشارة تغني عن إطالة العبارة فإن كان المقصود من السؤال البحث العلمي لمرحلة جامعية أو غيرها فعلى السائل الرجوع إلى الكتب التي ألفت حول موضوع تعدد الزوجات والحكمة منه، والله الموفق .
قول فضيلة الشيخ جاد الحق علي جاد الحق ـ شيخ الأزهر السابق ـ رحمه الله:
قال الله تعالى (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ) النساء 3، ولقد كان تعدُّد الزوجات معروفًا وسائدًا في الشرائع الوضعية والأديان السماوية السابقة، والإسلام أقرَّه بشرط ألا يَزيد على أربع، وألَّا يُخاف العدل بينهن. وفي مشروعيته مصلحةٌ للرجل، فمن المقرَّر أنه بحكم تكوينه مستعِد للإخصاب في كل وقت من سنِّه العادي، وتتُوق نفْسه إلى المُتْعة ما دام في حال سويَّة، أما المرأة فبِحكم تكْوينها لا تستعدُّ للإخصاب مدةَ الحمْل، وهي أشهُر طوال، ومدة الدورة وهي في الغالب ربع الشهر طيلة عمرها حتى تبلغ سِنَّ اليأس، كما أنها تعزِف عن المتعة مدة الإرضاع التي قد تبلغ حولين كاملين، ولا ترغب فيها غالبًا، أو تلُحُّ عليها إلا في فترة قصيرة جدًّا كل شهر حين تنضج البويضة، فكان من العدل والحكمة أن يُشرع التعدُّد ما دامت هناك قدرة عليه وعدل فيه. فالزوجة قد تكون غير محقِّقة لمتعته كما يريد، إما لعامل في نفسه أو نفسها هي، ولا يريد أن يطلِّقها، وقد تكون عقيمًا لا تلد وهو يتوق إلى الولد شأن كل رجل، بل وكل امرأة، فيُبقى عليها لسبب أو لآخر، أو قد تكون هناك عوامل أخرى تحقِّق له بالتعدُّد مصلحة مادية أو أدبية أو عاطفية يحب أن ينالها في الحلال بدل أن ينالها في الحرام. كما أن في تعدُّد الزوجات مصلحة للمرأة أيضًا إذا كانت عقيمًا أو مريضة، وتفضِّل البقاء في عِصمة الرَّجل، لعدم الاطمئنان عليها إذا انفصَلت، وقد تكون محبَّة له يَعزُّ عليها أن تُفارِقه لشرَف الانتساب إليه أو نيل خيْر لا يوجد عند غيره. وفيه مصلحة للمجتمع بضم الأيامى ورعاية الأيتام، وبخاصة في الظروف الاستثنائية، وبالتعفُّف عن الفاحشة والمخاللة، وكذلك بزيادة النَّسل في بعض البلاد، أو بعض الظروف التي تحتاج إلى جنود أو أيدٍ عاملة. وإذا علمنا أن الرجل مستعدٌّ للإخصاب في كل وقت، وبتزوجه بعدَّة زوْجات يكثُر النسل. جاز له أن يعدِّد الزوجات، لكن المرأة إذا حمَلت أو كانت في فترات الدم أو الرَّضاع لا تكون مستعدَّة للحمْل مهما كثر اللقاء الجنسي بينها وبين زوجها الواحد، فما هي الفائدة من كثرة اللقاء بينها وبين أكثر من رجل؟ إنها ستكون للمتْعة فقط، تُتداول كما تُتداول السلعة، وفوْق أن هذا إهانة لكرامة المرأة: فيه اختلاط للأنساب وتنازُع على المولود من أي هؤلاء الرجال يكون، وتلك هي الفوْضى الجنسية والاجتماعية التي تَضيع بها الحقوق، ولا يتحقَّق السكن بالزواج . إن تعدُّد الأزواج للمرأة الواحدة صورة من صور النكاح في الجاهلية التي أبطلها الإسلام، كما ثبت في صحيح البخاري. فقد كان عندهم نكاح أخْبرت عنه السيدة عائشة بأن الرَّهط ما دون العشرة من الرجال يَدخلون على المرأة، كلُّهم يصيبونها، فإذا حملت ووضعت ومرَّت ليالٍ بعد أن تضَعَ أرْسلَت إليهم فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع، حتى يجتمعوا عندها فتقول لهم: قد عَرَفْتم الذي كان من أمركم، وقد ولدْت، فهو ابنك يا فلان ـ تُلحقه بمن أحبَّت ـ فلا يستطيع أن يمتَنِع. كما كان هناك نِكاح البغايا الذي يَدخل فيه كثير من الناس على المرأة فلا تَمتنع ممن جاءها، فإذا حملت إحداهن ووضعت حمْلها جمعوا لها القافة ـ الذين يَعرفون الأثر ـ فألْحقوا ولدها بالذي يرون والتاط به ـ أي لحِقَه ـ ودُعيَ ابنه لا يمتنع منه، والإماء هنَّ في الغالب اللاتي يحترفْن هذه الحِرْفة، ويَنْصبن الرَّايات على بيوتهنَّ.
لقد أُثير مثل هذا السؤال بالنسبة للجنة حيث يزوِّج الله الرجل بكثير من الحور العين، ولا يجعل للمرأة إلا زوجًا واحدًا، ومع الاعتقاد بأن قانون الآخرة ليس تمامًا كقانون الدُّنيا، فإن الغَرَض من نعيم الآخرة هو إمتاع المؤمنين الصالحين بكل ما تشتهيه الأنفس وبخاصة ما حُرِموا منه في الدنيا، والإمتاع معنى يقدِّره الله ويُكيِّفه حسب إرادته، فكما يجْعل مُتْعة الرجل في الحور العين، يجعل متعة المرأة بمعنى آخر؛ لأن مهمتها الدنيوية في الحمل لا لزوم لها في الجنة، وسيضع الله في قلبها القناعة بحيث لا تَغار من زوجات زوجها من الحور، كما جعل الحور أنفسهن قاصرات الطرف على من خُصِّصْنَ له من الرجال، لا يَمِلْن ولا يشتهين غير أزواجهن (وعِنْدِهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَاب) ص 52، وقد منع الله عن أهل الجنة عامةً الغلَّ والحسد، والهمَّ والحزن، فقال (ونَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ) الحجر 47، وقال على لسانهم (الحَمْدُ للهِ الذِي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغُفُورٌ شَكُورٌ. الذِي أَحَلَّنَا دَارَ المُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ) فاطر 34، 35.
الفتاوى السعودية في مجلة البحوث الإسلامية التي تصدرها الرئاسة العامة لإدارات البحوث العالمية:
إن المساواة بين الرجل والمرأة في نظام الزواج لا ينبغي أن تكون مساواة مطلقة لاختلاف طبيعة كل من الرجل والمرأة، والمساواة بين مختلفين تعني ظلم أحدهما، فالمرأة خلق الله تعالى لها رحمًا واحدة، وهي تحمل في وقت واحد ومرة واحدة في السنة، ويكون لها تبعا لذلك مولود واحد من رجل واحد. أما الرجل فغير ذلك: من الممكن أن يكون له عدة أولاد من عدة زوجات، ينتسبون إليه ويتحمل مسئولية تربيتهم والإنفاق عليهم، وتعليمهم وعلاجهم وكل ما يتعلق بهم وبأمهاتهم من أمور. أما المرأة فعندما تتزوج بثلاثة أو أربعة رجال، فمن من هؤلاء الرجال يتحمل مسئولية الحياة الزوجية ؟ أيتحملها الزوج الأول؟ أو الزوج الثاني؟ أم يتحملها الأزواج الثلاثة أو الأربعة؟ ثم لمن ينتسب أولاد هذه المرأة متعددة الأزواج؟ أينتسبون لواحد من الأزواج؟ أم ينتسبون لهم جميعا ؟ أم تختار الزوجة أحد أزواجها فتلحق أولادها به؟ وفي الحقيقة إن سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه جعلت نظام الزوج الواحد والزوجة الواحدة يصلح لكل من الرجل والمرأة. وجعلت نظام تعدد الأزواج لا يصلح للمرأة، بينما جعلت نظام تعدد الزوجات مناسبا جدا للرجل ؛ فالمرأة ـ كما هو معروف ـ لها رحم واحد، فلو تزوجت بأكثر من رجل لأتى الجنين من دماء متفرقة، فيتعذر عند ذلك تحديد الشخص المسئول عنه اجتماعيا واقتصاديا وقانونيا. بينما صلحت طبيعة الرجل لأن يكون له عدة زوجات، فيأتي الجنين من نطفة واحدة، وبالتالي يكون والد هذا الجنين معروفا ومسئولا عنه مسئولية كاملة في جميع الأحوال . وتقوم المسئولية الاجتماعية في نظام تعدد الزوجات على أساس رابطة الدم وهي رابطة طبيعية متينة، بينما يفتقر نظام تعدد الأزواج إلى أساس طبيعي تبنى عليه الروابط الاجتماعية، لأن الإنسان بغير اقتصار المرأة على زوج واحد لا يستطيع أن يعرف الأصل الطبيعي له ولأولاده. كما أن تعدد الأزواج يمنع المرأة من أداء واجبات الزوجة بصورة متساوية وعادلة بين أزواجها سواء أكان ذلك في الواجبات المنزلية أو في العلاقات الجنسية، وبخاصة وأنها تحيض لمدة خمسة أو سبعة أيام في كل شهر، وإذا حملت تمكث تسعة أشهر في معاناة جسدية تحول دون القيام بواجباتها نحو الرجال الذين تزوجوها. وعند ذلك سيلجأ الأزواج ـ بلا شك ـ إلى الخليلات من بنات الهوى أو يطلقونها فتعيش حياة قلقة غير مستقرة.
والله الموفق.