الكتابة اصبحت مهنة سهلة العمل عليها وفي متناول المفكر والجاهل ومن يدعي انه مفكر ، وافضل مصدر للكتابة هو التراث الاسلامي سواء بالمدح او القدح ، في اغلب ان لم تكن كل المكتبات تجد عناوين لكتب ما انزل بها الله من سلطان بل التلاعب بالمصطلحات والكلمات والمعاني وهناك من يتخصص بمصطلحات خاصة به ، والانكى من كل هذا ان اغلب الذين يكتبون لم يقدموا شيئا للبشرية ، على سبيل المثال هذا يتحدث عن الدين والتدين والاخر يتفلسف في الحضارة الاسلامية والعربية وثالث يستعرض عضلاته اللسانية بالحديث عن الحضارة المادية والمعنوية، واكثر المواضيع جدلا هي الية اصدار القانون ويعادله الحكم الشرعي في الاسلام، فلماذا لا يبحث ويكتب المفكرون عن القوانين التي تصدر من الغرب ومن منظماتها والية اقرارها ومافيها من مظالم ؟
والاستشهاد بهذه السفاسف كثيرة منها مثلا هناك من يغوص في سفسفته ليفرق بين الفكر الديني والدين ، والذي يبعث على الاحباط والاستغراب ان بعض هؤلاء ادعياء الفكر يعتمد على ادعاءات كاتب او شخصية محسوبة على ديانة معينة ولم يكلف نفسه للبحث عن المصادر وحتى المصادر المفروض به ان يكلف نفسه للبحث عن صحتها من عدمه .
اقرا كتاب عن هادي العلوي وما يدعيه من افكار غريبة منها مثلا يقول انا لا اؤمن بالمرجعية الدينية واؤمن بالحضارة الاسلامية ، لا اعلم ما هذه الفوضوية في التفكير؟ لانهم عاجزون عن مناقشة الخطاب الاسلامي بعد اخذه من منابعه الصحيحة السليمة فانهم يلجاون الى تصرفات زيد من الناس وماذا قال عمر من الناس .
جاء رجل للامام الباقر عليه السلام يساله قائلا من اين ناخذ الحكم الشرعي فقال له من القران ، قال وان لم اجد ؟ قال من السنة ، قال وان لم اجد . فقال له عليه السلام ما من شيء الا وله وجود في القران والسنة فلا تقل ذلك …
نعم عندما نزلت الاية اليوم اكملت لكم دينكم هي اية جامعة من ضمنها الامامة واما غير الامامة فان كل ما يحتاجه البشر من حكم شرعي او علم ينتفع به يجده في القران والسنة .
اما انكم تفسرون الايات والاحاديث حسب تفكيركم السفسفي فهذا شانكم مثلا علماني يقول ان الاسلام يحرم التبني بدليل الاية ( ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله )، بالله عليكم هل تفسير هذه الاية تحريم التبني ام ضبط النسب وليس كما في الغرب عندما يتبنون اللقطاء ولكثرتهم لانهم مجهولي النسب لذا تجدهم في فوضى خلقية عارمة
الانسان يبحث عن العدالة وهذه العدالة لا تتحقق الا بقانون عادل والقانون العادل يصدر من جهة عالمة بماهية الانسان وبطبيعته وهذا لا يعلمه الا خالقه ، ومسالة تجديد الخطاب الاسلامي فهذه عبارة على اساس فلسفية قائلها وهي حقيقية سفسطة كلام فالاصح هو البحث عن الجديد في الخطاب الاسلامي ، وكيفية تشريع القانون فانه علم وعالم كائن بحد ذاته وحقيقة البحوث والمناقشات في الحلقات الدينية لا يمكن لعقول الغربيين الذين يشرعون القانون ان يستوعبوها لدقتها وخصوصا لعمق اللغة العربية .
المستشرقون مع عدم الاخذ بنظر الاعتبار نواياهم السيئة في ما يرومون اليه من بحوثهم عن العرب والمسلمين فانهم لم يتجراوا للبحث عن ماهي الاصول والقواعد الفقهية في استنباط الحكم بل انهم يقراون الخطاب الاسلامي قراءة سطحية مع الجهل التام بمباني اللغة العربية ونحن من نقول عنهم مستشرقين والا ان تسميتهم في بلدانهم غير ذلك البعض منهم يسمونهم مبشرين وحتى جواسيس باسماء مستعارة ، وهذا لا يعنينا من شيء بل الذي يعنينا امرين ، الاول سرقة تراثنا وتهريبه الى دولهم وعلى هذا الشواهد كثيرة ويكفي ان مكتبة لينين الشيوعية الالحادية فيها اكبر عدد من المخطوطات الاسلامية اي اصحاب لا اله الا الله ، الامر الثاني وهو الذي يحز في النفس ان هنالك من جعل كتب المستشرقين مصدرا لمعرفة التراث الاسلامي دون الرجوع الى الينبوع الصافي الاسلامي .
انصح كل من يريد قراءة الخطاب الاسلامي ان يقرا منهاج الصالحين لمرجعية الشيعة العليا ومتابعة خطابها عن الوضع العراقي منذ السقوط وحتى يومنا هذا ولم اسمع قط ان هنالك علماني تطرق لخطاب السيد السيستاني سواء بالنقد او التاييد ، واما العاجز فانه يتناول الخطاب بالتنكيل والتكذيب والتهميش لانه لا يستطيع ان يناقشه علميا .