4 نوفمبر، 2024 9:28 م
Search
Close this search box.

فلسفة الفلسفة ألكونية – ألقسم الأول

فلسفة الفلسفة ألكونية – ألقسم الأول

(ألفلسفةُ آلكونيّة) هي أمّ ألعلوم .. و ليست (ألفلسفة) ألكلاسيكية كما قال الفلاسفة خطأً, لأنّها – أي الفلسفة الكونية – تُفلسف (ألفلسفة) للوصول إلى إيبستيمولوجيا كونيّة (أي معرفة ألمعرفة) بشكلٍ أعمق و أرحب و أشمل و أكثر إطمئناناً للقلب من أجل آلخلود في هذا آلعالم, مع إحترامنا لكلّ النظريات ألمعرفيّة للفلاسفة, بإعتبار كلّ فيلسوف له نظريّة معرفيّة تُحدّد نظرته للوجود.

ألفلاسفة ألألاهيون – وهم أقلّ من عدد ألأصابع في تأريخ الأسلام – كما الفلاسفة ألوجوديّون؛ لم يُحّدّدوا حتى زمن أعلان نظريّتنا ألكونيّة قبل عقدين .. أيّ تفسير جامع و شامل في نظرياتهم المعرفيّة(1) لأصل و مكونات الوجود, بل ملاحظات شخصية لتحديد الأتجاهات بإعتمادهم على تقريرات من سبقهم كآلمعلم الأول و الثاني و قبلهما آلأنبياء و آلمرسلين, لذلك ما إستطاعوا و لن يستطيعوا إحياء الأنسان بعد تخليصه من العبودية و آلظلم ألذي يزداد بإضطراد و كأنه مُتَجَذّرٍ في أصله و الوجود, لهذا وبفضل الله و كدحي آلدّائم منذ آلصّغر في طريق ألمحبّة وآلتّسامح وآلعطاء رأيتُ من آلواجب خصوصاً في هذا العصر ألمُضطرب الذي كثر فيه المنافقون والأنتهازيين و المزوّرين و المفترين وبعد التوكل على الله؛ طرح فلسفتنا الكونيّة ألشّاملة للفلسفات والنصوص بعد تطهيرها من آلأخطاء وآلخرافات التي سادت في الفلسفات ألأرضية كما الرّسالات ألسّماويّة!

خلاصة ألأهداف في (فلسفتنا الكونيّة) تنحصر في إحياء روح الرّسالات السّماوية آلتي ماتت و ليس شكلها و ظاهرها آلذي تطور لوحده وكما نشهده الآن في المجالس و المنابر و آلحوزات التي عَرَضَتْ و تعرض إسلاماً مشوّهاً سبّب تخريب البشريّة و أنحرافها و نفاقها, بعد خلطه مع المصالح و هوى النفس و مطامح الناعين على منبر الأسلام ثمّ إصابتها بنيران آلذّات ألبشريّة ألمُتجذرة بآلشَّر و آلخبث و الظلم بآلأضافة إلى تأثيرات التكنولوجيا و الأتصالات الحديثة ألّتي ترافقت لفناء و محو القيم الأخلاقية, و كما نشهده في آلمُجتمع الغربيّ الذي يقوده أصحاب(المنظمة الأقتصاديّة العالميّة) بحيث بدأ يحترق لإصابته بالمسخ و الفناء و كما تَنَبّأ بذلك ألفيلسوف ديكارت رينيه ثمّ الصدر(1), بحيث وصل الحال بعد عمليات القتل و الجرائم و الأغتيالات ألمُتكررة في أوساط مجتمعهم حتى بين المعلمين و طلاب الأبتدائية و المتوسطة؛ وصل الحال لأن يتدارسوا الآن تشريع قانونٍ يُجيز للمعلم حمل السلاح داخل حرم ألجامعات و المدارس و الصفوف, هذا التقهقر يمثل رجوع أمريكا إلى أصلها حين كانوا رعاة للبقر في عصر(الكابوي) و لك أن تتصور أيّ جيل سيتخرج من هذه المدارس ألمُسلّحة؟

في الشرق لا يختلف الأمر عما هو عليه في الغرب .. هذا إنْ لم يكن أسوء حالاً, ليس لبعدهم عن الدِّين و العلم و إن كانت حقائق واقعية و نتيجة طبيعية كتحصيل حاصل؛ بل آلعكس تماماً, ذلك أنّ كلّ شرقيّ أصيب بآلأزدواجية نتيجة ألتّمسك الظاهري بآلدِّين وآلتّستر بآلدّعوة لله وإدّعائه بتأريخ و بطولات و جهاد من اجل إظهار نفسه بين الناس لا إظهار الحقّ, و إنّ المشكلة الأساسية ألّتي نحنُ بصدد حلّها من خلال (الفلسفة الكونيّة) تكمن في كشف ماهيّة هذا الدِّين الشائع و الغير المعروف و آلأحكام المُشوّهه التي ليس فقط أبعدت معتنقيها في الأمة عن الله و عن قضايا الأسلام المصيرية؛ بل باتت مصدراً للشك و للأرهاب و الظلم و التسلط و الشهوة و النفاق و آلأنتهازية, لعدم وضوح أهداف و روح آلأسلام و الأحكام ألّتي يتمسك بها ألمُقلِّد, ناهيك عن عدم بيان العلاقة الثالوثية المقدسة بين آلأنسان و الكون و الخالق و التي تعتبر أحد أكبر ألرّكائز والأركان الكونيّة للبدء بآلأسفار التي نحن بصدد بيانها لاحقاً إن شاء الله!؟

في الشرق أيضاً وللأسف؛ ما زال الفهم السائد .. أو هكذا إقتنع علماء ألدّين التقليديّون؛ بكون الدِّين لا يتدخل في سياسة الناس وإقتصادهم وكرامتهم وحقوقهم و إستقلالهم, وإنما الأمر متروك للناس و للحكومات لئن يختاروا ما يصلح شؤونهم!
كما لا أدري كيف و متى فهم الناس العوام شؤونهم و حقوقهم التي إغتصبت على طول التأريخ من قبل الحكام و لحدّ هذا اليوم و بعناوين شتى آخرها الدّيمقراطية و مشتقّاتها, و لا أدري كيف إقتنع آلخطباء و المراجع بأنّ آلدِّين .. كل الدِّين هو خطبة تقليدية أو إصدار فتوى عند السؤآل منهم و كفى الله المؤمنين شرّ القتال؟

و هكذا و بسبب ألفهم الخاطئ للدِّين ألذي بات مصيدة لسرقة أموال ألناس من قبل المُدّعين .. و إنسلاخ إنسان ألعصر من الضمير و الوجدان و المحبة بآلمقابل؛ صار آلكلّ يلهث وراء المال و الشهوة فقط كمعيار للتعالى من دون الألتفات للرّوح و آلأسرار و آلمحبة و الكدح لله تعالى لبلوغ مدينة العشق و آلسلام الأبدية, لهذا باتت الحروب و قتل الأطفال و الشيوخ و حرق منابع الطاقة و الزراعة و الصناعة مسألة عادية, بحيث صار الأنسان يُدمّر و يحرق نفسه بنفسه بعد ما أُهينت كرامته و إنتهى الحياء من وجوده وأصبح مجرّد آلةً و عبداَ ذليلاً للمسؤوليين و آلحاكمين في آلأحزاب و آلحكومات لملأ بطنه و تأمين شهوة جسده, و لم تعد الفلسفات ألسّماوية كما الأرضية الناقصة التي شُوّهت و فُسّرت بآلخطأ من قِبَل مُدّعيها من إنقاذ الأنسان في الجهة المقابلة .. بل سبّب آلأتجاهان؛ ألمآسي و آلحيف و تكريس الظلم و العبودية لغير الله! يتبع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أشار الفيلسوف الصدر إلى حتميّة أنهيار النظام الرأسمالي كما الأشتراكي في بحثه حول المهدي(ع), فيرجى مراجعته.

مرفقان (2)

أحدث المقالات