يروج من له مآخذ على الاسلام اليوم ما يطرحه الاخوة المسيحيون من اعتراضات على الدين الاسلامي فهم يقولون ان الاله في الفكر الاسلامي اله متغطرس يأمر بالعنف وبالقوة ويتلذذ بتعذيب العباد مما ادخل القسوة في قلوب المسلمين وجعلهم جفاة واغلاظ وعلى العكس يدعون ان اليسوع او إله المسيحية إله يمثل المحبة والتسامح ويدعو الى السلام ولذلك اكسبهم هذا حب الناس ومحبة السلام و هذه الامور ترد ايضا من جملة من الاعتراضات التي قدمها هؤلاء واخذها من لبس لبوس اللادينية لكي يتهم الاسلام بها …. ولكن هل هذا الامر صحيح بالنسبة لإله المسيحية ولإله الاسلام ؟ . حسب الكتب والنصوص المقدسة لكلا الطرفين سنحاول ان نثبت العكس من خلال فلسفة العذاب عند المسيحية والاسلام .
ان إله المسيحية بحسب النصوص الانجيلية إله له النار الابدية التي لا تنطفئ البتة يحرق بها كل من خالفه او كل من قال لأخيه كلمة أحمق وله ايضا بحيرة الماء والكبريت التي يبحر بها ابليس واعوانه في يوم القيامة إله اعلن الحرب على من خالفه وانذرهم بالعذاب الابدي السرمدي الذي لا ينقطع لان الله عندهم غير محدود وبالتالي فان عذابه ونعيمه يستلزمان انهم غير محدودين ايضا ,
وإليكم النصوص الانجيلية التي تدعم مقولتنا بخصوص إله المسيحية او فلسفة العذاب عند الانجيليين .
فقد ورد في سفر متى الاتي 18: 8 فان اعثرتك يدك او رجلك فاقطعها و ألقها عنك خير لك ان تدخل الحياة اعرج او اقطع من ان تلقى في النار الابدية و لك يدان او رجلان . وانظروا الى النار الابدية التي اشار اليها هذا النص المقدس وكذلك ورد في انجيل مرقس 9: 44
حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ , وكذلك ورد ايضا في إنجيل مرقس 9: 43وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ يَدُكَ فَاقْطَعْهَا. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَقْطَعَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ يَدَانِ وَتَمْضِيَ إِلَى جَهَنَّمَ، إِلَى النَّارِ الَّتِي لاَ تُطْفَأُ.9: 46حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ.َيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ النَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ
ويستمر انجيل متي يبين العذاب الألهي بالقول 25: 41 «ثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ
وفي رؤية يوحنا اللاهوتي ورد ايضا فيها 10وَإِبْلِيسُ الَّذِي كَانَ يُضِلُّهُمْ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ وَالْكِبْرِيتِ، حَيْثُ الْوَحْشُ وَالنَّبِيُّ الْكَذَّابُ. وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَارًا وَلَيْلاً إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ
كل هذه النصوص تشير بشكل قطعي الى ان عذاب الله لمخالفيه عذابا سرمديا بشعا لا ينقطع بأي حال من الاحوال وبالتالي فان الرحمة المزعومة لإله المسيحية لا تتجسد او لا يستحقها سوى من آمن بالمسيح وباقي البشر سيلقون غيا ومصيرا مدمرا وعذابا لا ينقطع
اما فلسفة العذاب في الاسلام فهي فلسفة مغايرة تماما لما عليه الحال في المسيحية فالاله عند المسلمين لا يهمه تعذيب الناس فيقول بحسب النص القراني {مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً }النساء147 اي ان الله لا يستفيد باي شيء من تعذيب الناس كما ان العذاب خصص من اجل ردع الانسان عن فعل المعاصي لقوله في النص القراني {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }السجدة21 ويذهب النص القرآني بعيدا ليفصح ان الغاية من خلق الانسان هو لكي يرحمه الله فقد قال ( لَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ{118} إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ{119} هود . فقوله لذلك خلقهم لا تعني انما خلقهم للخلاف والفرقة كما يظن البعض بل انه خلقهم ليرحمهم وقد أول المفسرون كلمة ليعبدون في اية {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56 اي ليرحمهم وبالتالي فان مقتضى الارادة الالهية كانت لا تفضل او لا تريد القاء الناس في العذاب المقيم انما هذا العذاب هو مرحلة ضرورية للتخلص من الاثام وما علق بالانسان من جرائها تمهيدا لرحمة الله في ادخالهم الجنة فالنار عند المسلمين نار منقطعة غير ابدية بالمرة فقد قال الله تعالى بحسب رواية القران الاتي {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ }الأعراف156 وان سعة رحمة الله بلغت او غطت كل شيء وان جهنم ومن فيها ستسعهم رحمة الله يوما من الايام كما سيرد بيان ذلك في الادلة التي سنسردها بعد قليل
يقول النص القراني { الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ }غافر7 فهنا ان علم الله ورحمته متساويان في انهما وسعا كل شيء فلا احد من المسلمين قادر على ان يقول ان علم الله لم يحط باهل النار لذلك فان رحمة الله ستحيط ايضا باهل النار بحسب مدلولات هذا النص الذي اتى فيه بان رحمتك وعلمك قد وسعا كل شيء
ان النص القراني ولكي يسهل على المؤمن المقارنة بين العذاب الاخروي والنعيم الاخروي جاء في هذه الايات ليضع تلك المقارنة امام المؤمن بقوله (وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ{104} يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ{105} فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ{106} خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ{107} وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ{108} هود فعذاب الاخرة سيستمر الى ما دامت السموات والارض اما النعيم فقد قال عنه الله تعالى انه عطاء غير مجذوذ اي غير منقطع وبالتالي فلو كان عذاب الاخرة عذابا غير منقطع لاستدل بنفس اللفظ الذي اتى به في وصف النعيم وما اتبع استمرارية العذاب باداة الاستثناء (إلا)
ولتوضيح فلسفة العذاب عند الاسلام والرد على بعض الاعتراضات المتعلقة بالخلود في النار والتي رافقتها كلمة ابد سنعمد الى قواميس اللغة لكي نفهم من عندها هذه المصطلحات
العذاب في معجمم لسان العرب هو مصدر للفعل عذب ويقول لسان العرب عن العذاب هو عَذْبُ من الشَّرابِ والطَّعَامِ: كُلُّ مُسْتَسَاغٍ.
والعَذْبُ: الماءُ الطَّيِّبُ. ماءةٌ عَذْبَةٌ ورَكِـيَّة عَذْبَةٌ.
وفي القرآن: هذا عَذْبٌ فُراتٌ.
والجمع: عِذَابٌ وعُذُوبٌ؛ قال أَبو حَيَّةَ النُّميري: فَبَيَّتْنَ ماءً صافِـياً ذا شَريعةٍ، * له غَلَلٌ، بَيْنَ الإِجامِ، عُذُوبُ أَراد بغَلَلٍ الجنْسَ، ولذلك جَمَع الصِّفَةَ.
والعَذْبُ: الماء الطَّيِّبُ.
وعَذُبَ الماءُ يَعْذُبُ عُذوبةً، فهو عَذْبٌ طَيِّبٌ.
وأَعْذَبَه اللّه: جَعَلَه عَذْباً؛ عن كُراع.
وأَعْذَبَ القومُ: عَذُبَ ماؤُهم.
واستَعْذَبُوا: استَقَوا وشَرِبوا ماءً عَذْباً.
واستعْذَبَ لأَهلِه: طَلب له ماءً عَذْباً.
واستَعذَب القومُ ماءَهم إِذا استَقَوهُ عَذْباً.
واستَعْذَبَه: عَدّه عَذْباً.
ويستمر لسان العرب في شرح هذا المصدر الى ان يقول وعَذَّبَه تَعْذيباً: مَنَعه وفَطَمه عن الأَمر.
وكل من منعته شيئاً، فقد أَعْذَبْتَه وعَذَّبْته.وأَعْذَبه عن الطعام: منعه وكَفَّه انتهى كلام ابن منظور
اي ان التعذيب هنا يأتي للمنع ونقول ايضا ان التعذيب هنا يأتي لأمرين اولهما للتنقية فقولنا استعذبت الماء اي جعلته عذبا وثانيهما للمنع كقولنا أعذبه عن الطعام اي منعه
اذا فالعذاب في الاسلام يهدف الى أمرين الاول كف الناس عن اتيان المعاصي والثاني هما مرحلة يدخل الانسان في جهنم كي يتعذب ويصفى ويكون مؤهلا لتقبل التجليات الالهية التي ينعم بها عند دخوله جنة النعيم . فهو في حاله السقيم هذا لن يشعر بنعيم الجنة ابدا كالسقيم العليل الذي تقدم له اشهى انواع الطعام وهو لا يستطيع ان يمد يده الى الطعام ليتناول منه ما يريد وان تناول فان هذا الطعام ودخل الى جوفه سيسبب له الالم وامراض لا تحتمل لذا وجب ان يصفى هذا الانسان وان يتعذب لكي يعذب ويصفى ويتنقى لكي يصبح قادرا على التمتع بالنعم الالهية في الجنة
اما قول بعض الاخوة في ان كلمة الخلود تعني الازلية او الديمومة غير المنقطعة فهذا غير صحيح بالمرة فكلمة الخلود تعني المكوث الطويل في حال ما فعند قولنا أخلد الى النوم هل هذا يعني انه سيستمر الى ابد الابدين بالنوم نعم ان الخلد يقتضي طول المكث غير انه لا تعني الازلية باية حال من الاحوال فالعرب تقول عن الخوالد هي : الجبال والحجارة والصخور لطول بقائها بعد دروس الأَطلال فهل هذا يعني ان الجبال ستدوم الى ابد الابدين الجواب طبعا كلا لذلك هنا نرى ان الله لم يطلق على نفسه لقب الخالد انما اطلق ذلك على اهل الجنة والنار لطول مكثهم فيها .
ولهذا يجب من خلال هذا الفهم ان نأتي ونفحص كلام الله ونمحصه فقد قال في موضع آخر من القران الكريم ِ (إن جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً{21} لِلْطَّاغِينَ مَآباً{22} لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً{23} سورة النبأ اي ان المكوث في جهنم سيكون لأحقاب زمنية طويلة ولكنها منقطعة ايضا ستنتهي بانتهاء تلك الحقب لا بد .
اما كلمة أبدا فهي لا تعني الازلية بالمرة فقد ورد في النص القراني قوله {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور4 فهنا ابدا هي ازلية في عدم قبول الشهادة للنظر الى الاية التي بعدها ماذا تقول . ( إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيم)ٌ{5} فهنا قُبلت الشهادة بِوجود التوبة فانتفت ابدا كذا الحال مع العذاب اذ تنتفي أبدا بعد تحقيق الغاية من العذاب
ويا ليت الامر يقتصر على النصوص القرانية انما يتعدى هذا الامر الى اقوال سلف وعلماء هذه الامة حتى من اكثر المتشددين منهم كابن تيمية حيث يقول: وأما القول بفناء النار ففيها قولان معروفان عن السلف والخلف والنزاع في ذلك معروف عن التابعين ومن بعدهم ، وهذا أحد المأخذَين في دوام عذاب من يدخلها فإن الذين يقولون : إن عذابهم له حَدّ ينتهي إليه ليس بدائم دوام نعيم الجنة، قد يقولون : إنها قد تفنى، وقد يقولون: إنهم يخرجون منها فلا يبقى فيها أحد، لكن قد يُقال : إنهم لم يريدوا بذلك أنهم يخرجون مع بقاء العذاب فيها على غير أحد بل يفنى عذابها وهذا هو معنى فنائها .نفي الشيخ عن الصحابة القول بدوام النار وأن المنقول عنهم القول بفنائها وللمزيد الاطلاع على هذا الرابط الذي عالج مسالة فناء النار عند السلفية وشيخهم ابن تيمية
http://www.anti-rafeda.com/sunna/book/ibntaimia/pg_127_0001.htm
وقد قال ابن مسعود وهو احد الصحابة : (ليأتين على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد وذلك بعد ما يلبثون فيها أحقاباً) وقال : ثنا محمد بن حميد الرازي، ثنا جرير عن بيان عن الشعبي قال : (جهنم أسرع الدارين عمراناً وأسرعهما خراباً رواه الطبراني في معجمه ,
اما ما ورد في حديث ورد في صحيح مسلم وغيره في نفس المعنى في البخاري فانه يقطع اي شك باليقين الثابت إذ ورد عن النبي قوله رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدتم حتى لقد رأيتني أريد أن آخذ قطفا من الجنة حين رأيتموني جعلت أقدم وقال المرادي أتقدم ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا حين رأيتموني تأخرت … رواه مسلم في صحيحه وتقول قواميس العرب ان جهنم سميت بالحطمة لان بعضها يحطم بعضها الاخر لذلك سيأتي يوم وتفنى النار لا بد من ذلك .
والان لننتقل الى حديث مشهور اخر لدى المسلمين عن دخول الجنة والخروج من النار جاء فيه بحسب رواية مسلم ما قوله فيقول الله شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر الحياة فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل ألا ترونها تكون إلى الحجر أو إلى الشجر ما يكون إلى الشمس أصيفر وأخيضر وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض فقالوا يا رسول الله كأنك كنت ترعى بالبادية قال فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم يعرفهم أهل الجنة هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه ثم يقول ادخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم فيقولون ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين فيقول لكم عندي أفضل من هذا فيقولون يا ربنا أي شيء أفضل من هذا فيقول رضاي فلا أسخط عليكم بعده أبدا .
وهنا لا بد ان يستوقفكم امر مهم هي ان الله يقبض قبضة من النار فيخرج من اهل النار ما يشاء ويدخلهم الجنة فقد ظن البعض ان هذه القبضة تكون عشوائية او انها تصيب احدا وتخطئ احدا ومعاذ الله من هذا الامر فقبضته بصريح القرآن وسعت كل شيء وسيخرج الناس من نار جهنم بعد ان يعذبون فيها لأحقاباً زمنية طويلة وممتدة وعلى الانسان ان لا يتفكر انها ربما ستكون قصيرة كلا انها طويلة جدا وليست كايام كما ادعى اليهود انها فترة طويلة جدا ولكنها ليست طويلة اذا ما قارناها بالديمومة الالهية فيوم عند ربك كخمسين الف سنة مما تعدون لذا ان الفترة التي سيقضيها الانسان في جهنم ليست فترة زمنية قصيرة بل هي طويلة جدا ومرحلة حرجة يلاقي فيها اشد انواع العذاب لكي يعذب ويَصفو
هكذا اذا هذهِ هي فلسفة العذاب عن الاسلام فلسفة تقتضيها صلة الرحمة الالهية التي وسعت كل شيء لا عذاب اله المسيحية الذي اوجب العذاب السرمدي الدائم على اتفه الامور اذ قال في إنجيل متى 5: 22
وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.
هذا هو إله المسيحية وهذا هو إله الاسلام الرحيم الرحمن فاي الفريقين اهدى واحق بالامن يا سادة يا منصفين .