23 ديسمبر، 2024 1:32 ص

الحصول على المال الوفير والمسكن الثري والعمل المريح ذو الربح العالي ,,تلك امور تتصدر قوائم الاهتمام البشري ,,لأسباب عدة منها الخوف من المستقبل الغامض,,ومنها عدم الثقة باساليب الدولة الاقتصادية .
لكن البعض ممن لايمتلك كل ذلك ,,بسبب عوامل وراثية او بيئية او سياسية ,,يحاول الهروب الى البرية لاستشعار السكينة هناك ,,او لمشاهدة منظر غروب الشمس ,,الذي يعد بحد ذاته سعادة مجانية يستطيع الحصول عليها حتى اولئك المساكين الذين ينزحون تحت وطأة الفقر والحرمان .
وربما يجنح البعض الى حضور مهرجان شعري,,او التجول في اورقة معرض للفن التشكيلي.
ولعمري فان بعض الاشياء الجميلة المجانية قد تصل بنا ذروة البهجة والسعادة ,,ربما تفوق سعادة جمع المال او السكن في قصر منيف او الحصول على وظيفة سيادية كبرى في منظومة الدولة .
احد الملوك ,,كان يشعر بملل وكآبة ,,فطلب من الوزير ان يرافقه في جولة سرية بين ازقة المملكة ,,,
في منتصف الطريق ,,,سمع طرقات على الصفيح ,,بشكل متناسق وجميل ,,فاتبع الصوت ,,حتى وصل خربة قديمة ,,يبدو من رائحتها انها مجمع لنفايات الاهالي ,,فشاهد رجل يرتدي ملابس رثة ,,وهو يعزف على صفيح من النحاس,,وامرأة يبدو عليها الفقر والعوز وهي ترقص كانها حمامة ترقص في بستان ,,
تحسر الملك ,,وتمنى ان يعيش تلك اللحظة ,,ولو ليوم واحد من عمره ,,الذي قضاه في تدبير امور المملكة .

ربما تجد شخصا يعمل في الليل والنهار ,,من اجل ملبسه ومشربه ,,ورفاهية عائلته ,,تقول في سر نفسك ,,ما اسخاه من رجل يفني عمره في سبيل عائلته ,,وحينما تسأله “هل انت سعيد “؟؟؟
يجيبك على الفور “حينما اكون وحيدا “؟؟
لانني اعطي كل شيء لافراد اسرتي ,,ولااحد منهم يقدر ذلك ,,بل انهم كثيرا يتهمونني بالغباء والتقصير


وربما تجد شخصا آخر ,,يعمل في شركة لجمع النفايات وبأجر بسيط ,,وفي عصر كل يوم يرافق افراد اسرته الى الشاطيء ,,وهو يحمد الله على نعمة السعادة والسكينة .

اذن السعادة ,,يمكن الحصول عليها بسهولة ,,وربما لن نجدها حتى لو بلغنا في ثرواتنا واملاكنا اساطير المجد,,,فالامر يتطلب نفس ذواقة للطمأنينة ,,لا نفس تبحث عن المال والسلطة باساليب شاقة ومتعبة,,,وربما ملتوية
فتأمل,,,,