بإختلاف التوجهات والميول, نمر بنفس المراحل العمرية, أطفال, مراهقين, ثم شباب وكهول.
لكل منا رسالة, ولكل منا فلسفة خاصة, تلقي علينا بظلالها, مع كل مرحلة من مراحلنا العمرية.
وبإختلاف الأوقات, تعصف بنا الأزمات النفسية, لتزلزل ثوابتنا الفكرية.
تلك هي منهجية الحياة الإنسانية, خطرات من السعادة والأفراح, وساعات من الإنعصار والجراح.
مسيرة طويلة, تشتد فيها وطأة المشاكل والأزمات, بين الحين والأخر.
وعلى مقدار وقسوة مانواجه, يشتد عودنا, وتصنع عقولنا جهاز مناعي فعال, يقوى على مواجهة الإنكسارات والإحباطات.
الأم التي غمرتنا بعطفها, ولم نتصور يوماً أنفسنا خارج أحضانها, غادرتنا, وأصبحت ذكرى.والأب الحنون, الذي كان في يوم ما, مصدر قوتنا وسنداً لنا في الدنيا, غادرنا
وأصبح ذكرى.
إكتمل نضوجنا, وأصبحنا مستعدين لكل خسارة وربح.
أصبحت خياراتنا واقعية, وخطواتنا مدروسة.
ولايتصور البعض إن النضوج الفكري, بعدد السنين, للفكر عمر خاص, يعمل بإلية معقدة, ربما تكون من أسرار الكون والخلق.
فلا تستغرب أن يكون, وفق الحسابات العمرية الفكرية, أبن الثمانين في العشرين, وأبن العشرين في الثمانين.
العواصف الفكرية وحدها, تحدد أعمار العقول.
ولا يقتصر النضوج الفكري, على من يفقد أم أو أب, بعض العقول لها القدرة على التفاعل, مع موقف, مع سطر في كتاب.
فيؤدي ذلك التفاعل الى إنشطار فكري, نتيجته إبادة لكل الأفكار السلبية والصغيرة, والمحصلة قمة في النضوج.
فلسفة الأمل, تنص على إحتواء تلك العقول, التي وصلت الى مراحل متقدمة في النضوج الفكري.
فأصبح مشروع يقوم بإستقطاب الشباب, أولئك الصغار في الحسابات العمرية, وكهول في الحسابات الفكرية.
ثم يتم تغذية تلك العقول, بما يحمل المشروع من مبادئ, أقرب الى الكمال, ويترك لهم مقدار التفاعل الفكري معها, بغية الحصول على التغيير المنشود.
تجمع الأمل, كل من فيه قادة, شعار تم رفعه, بعد أن إستقطب كهول العقول, شباب الجسد.
فأصبح أقل عضو في هذا التجمع, قادر على قيادة دولة.ولكل فردٍ منهم رأي يُسمع, كما ويؤخذ على محمل الجد.
حتى أصبح للأمل فلسفة مع الأحداث, كونها لاتتعامل مع الحدث برمته, إنما تتعامل مع كل مفصل من الحدث, على إنه حدث بحد ذاته.
فضاء عقلي واسع, في سماء النضوج الفكري, تُعطي أفضلية ومساحة, لصياغة الأحداث, وصناعة الفوارق.
وإن كان تعريف الفلسفة, على إنها كلمة يونانية, تعني (حب الحكمة).
فإن فلسفة الأمل, صناعة حكيمية, تعني (حكمة الحب في التأثير لصناعة التغيير).