(أكون أو لا أكون)، مقولة شكسبير هذه، حق أن تقال عن شعب عظيم، دافع بماضيه وحاضره، من أجل مستقبله، أنهم الأبطال في فلسطين، ولكن السياسة تقول قولتها، وتصول صولتها، في ظل تطاحنات الداخل، وإملاءات الخارج الى أصحاب الفخامة والسيادة، من حكام العرب الأجلاء.
التأريخ النضالي للشعب الفلسطيني المظلوم، وإرادة الشباب الحديدية، يوماً بعد يوم تثبت، أنها أقوى حتى من (أوليانوبونديا)، الذي حارب الحكومة الكولومبية وقيادته، بـ (32) إنتفاضة، وتعرض الى (14) محاولة إغتيال، ونصب له (73) كميناً، وقتلت الحكومة (14) من أولاده، و(17) من نسائه، ورغم ذلك لم يتمكن أحد متابعة تحركاته، وإستمر بكفاحه، وعجزت السلطة الحاكمة آنذاك في القبض عليه.
الممارسات الصهيونية الآن أمست بشعة أكثر من السابق، فإن كانت الأيام الغابرة حافلة بحرق البساتين، والبيوت، والمدارس، والإغتيالات القائمة على قدم وساق، لكن ما تشهده الأراضي الفلسطينية واقع في مفردات ومعاني الإبادة الجماعية، والإرهاب الصهيوني، والعنف المتزايد، لذا كان يوم القدس العالمي دعوة سنوية، لرفض الإحتلال وتحرير فلسطين من الظلم، فشعبها يعاني القهر والجور والقتل لأكثر من قرن مضى.
الشعب الشجاع والمكافح، من أجل الحرية والإستقلال، ليس بيده حيلة، وهو مَنْ يدفع الثمن غالياً، لكنها دروس مهمة في النضال، يتعلمها أطفال فلسطين، من ثوراتهم بالحجارة و العصي، وحقيقة الإصرار على الحق المغتصب، ويدركون أحقية الشعب بأرضه، والموت في سبيل قدسه، فأعجبوني بقولهم: لن تكسروا أعناقنا، حتى لو أغلقتم مدارسنا، فنحن دعاة الحق في الغد القريب!
كان ممكناً للعرب، أن يكون لهم دوراً أكبر، بدلًاً من التنازل عن حقهم، بالكرامة والإكتفاء بالتنديد، والطلب من أمريكا، الحليف التؤام للكيان الصهيوني، ضرورة التدخل، وكان رد إسرائيل سريعاً بالقضاء على هؤلاء الشباب، وزجهم في السجون، أو قتلهم، والعجيب أن العرب يدركون، حجم مظلومية هذا الشعب المغلوب على أمره، ولكن الأعجب أنهم ساكتون، ويستميلون تحالفهم، لعدم المساس بمصالحهم مع اليهود، كونهم تجار للمال وللحروب، وصناع للإرهاب في العالم، إن هذا لشيء عجاب!
يوم القدس العالمي بحاجة الى رجال أكفاء، حكماء، أحرار، للنهوض بمسؤولية هذه المهمة، التي تعني المضي بإتجاه الأقصى المبارك، مسرى الرسول الكريم محمد (صلواته تعالى عليه وعلى أله) إذن هو محفل للنداء صوب الجهاد، الذي من المفترض أن يتجه نحو دواعش اليهود، ومَنْ يتعمد تطبيع العلاقات العربية معهم، كأن هؤلاء الحكام الخونة يسعون لتشتيت جهود الأمة، لتبقى دولة إسرائيل بمأمن من أحرار المنطقة.
ختاماً: عندما يتعلق الامر بصهيوني واحد، فإن ذلك يعني إستصراخ العالم، لتخليص المدللة إسرائيل، من ظلم العرب، وما يجري على الأرض المحتلة، فهو مجرد مفاوضات، وقرارات أممية لا طائل منها، سوى إستنزاف الدم الفلسطيني، لكي تصادر الأراضي، أكثر من ذي قبل، والعرب والغرب يتفرجون!