هاهو القدر يستجيب لثورة الشعب المكبوت ولصيحة الجياع والمحرومين والمظلومين…. والمخدوعين ضد الظالمين والمخادعين والمفسدين والمتسلطين على رقاب الشعوب والصوت لعراقنا الحبيب من شماله الى جنوبه من شرقه الى غربه ولشعبنا الفقير الصابر المحتسب والمنكوب بأزماته وصراعاته ….. وإيحاؤهم الهام الشاعرالعربي التونسي العظيم ((أبو القاسم ألشابي )) بعد هذا العناء… وهذا العناد من زمر التسلط والبغي التي عاثت في كل مقدراته ….. نعم أيها الشاعر العظيم ….يا من قراناك يوما أدبا حرا راقيا وامتحنا بك في مدارسنا القديمة الأصيلة وتعلمناك..درسا راسخا في الإباء والصمود والتحدي … وها أنت تمتحننا في وجودنا وحياتنا وأمالنا وآلامنا ….فها هو صوتك الهادر يعلو من جديد ((إذا الشعب يوما أراد الحياة ….. ..))….. كانت هذه الكلمات الموزونة بميزان الذهب الخالص والمكتوبة بالدم وبالدمع وحرارة القلب المشتعل بنيران الثورة …..حقا أنها وزنت بإتقان حافل بالإرادة الحرة النقية وبحساسية مرهفة نابعة من الصميم ومدركة كل أبعادها دون خوف أو تردد ورهبة إيقاعها صوت الإنسان ونبض الشارع العربي من المحيط إلى الخليج ومن شمال إفريقيا السوداء إلى جنوبها وجنونها الأبيض وجنوحها نحو الحرية الحمراء …..الحرية التي قصدها الشاعر ..صوت يتقمص جراح الشعب وعنفوانه…. أجل ..ليست كلمات رمزية تخشى سلطان او مارد او تخاف الطغاة ولم تكن أسطورة تبحر في خرافة الأشياء …او مواطن الأشباح التي تريد أن تكون شعرا دون ديمومة أو جماهيرية او جدوى ….أنها صدحت بالأمس بحنجرة ام كلثوم وغنتها الأجيال وأغناها الصدق والحماس فكان صداها قلوب الملايين العرب ..في غناء أزلي خالد وموسيقى دائمة …وجحافل من جموع حافلة … ..((إذا الشعب يوما أراد الحياة …فلا بد ان يستجيب القدر .))…وهي اليوم تتجسد تواصلا وعشقا وإرادة عبر أجيال وأجيال مع روح الكبرياء العربية الشامخة كالجبال ….
وها أنتم أيها الحاكمون المتسلطون على رقاب شعوبكم اللاهثون وراء سطوتكم وعبثكم يا من تحكمون وتتحكمون بمصائر البشر بالقوة والخداع والزيف والإدعاء ….يا من تحكمون عالمنا العربي الجميل بالسيف والنار والحديد ….يا ليتكم تأخذون العبرة من(( ثورة الياسمين))
في تونس الخضراء وتتقنون الأمر جيدا فربتما سيكون الدرس بليغا هذه المرة فالعبث بمصائر الشعوب لم يعد واردا وانتهى زمن الصمت والخنوع ولا يجدي نفعا هذا التشبث بالكراسي …..وانتبهوا لجياعكم وحرمات رعاياكم … ولسجونكم التي امتلأت بالأبرياء …وللشوارع التي ملها العاطلون ….وللبيوت التي يعزفها النواح ….وللنساء ….للأرامل…..للأطفال… لفضاء ات المدن التي يملئوها التراب….لفقراء النفط في مدن النفط الذين يتكاثرون مع ازدياد أسعار النفط ويا لها من معادلة صعبة لئيمة أربكها سعيكم الضال وراء انتصاراتكم و مع ازدياد العنف والفقر والجور والحرمان في بلدانكم وهي النيران التي توقد الثورة وتشعل الحماس أينما كان ولأن العالم يركض في تطوره وانتم واقفون ولأن الكرة الأرضية صارت قرية صغيرة ولم يكن بمقدوركم التجاهل او التنصل او الانحسار ….فثمة عالم يتربص بكم وليس أمام الشعوب سوى الانتفاضة والثورة……. ولا بد للقيد ان ينكسر ….ولا بد للزيف ان ينحسر…