البحث في قضايا الفساد في العراق مجهد للغاية ومتعب حد الموت ويورث المرض والوهن والتعاسة فمعظم الناس تعرف الفساد والفاسدين وتراهم يوميا على الفضائيات يتشدقون بمكافحة الفساد ويطاردون بشراسة من يفضحهم أو يكشف للرأي العام قضاياهم ويضحك العراقيون على مساجلاتهم واتهاماتهم لبعضهم ويتندرون بتصريحاتهم عن المفسدين وكأنهم اي الفاسدون من كوكب اخر بل يستمتعون كثيرا ولربما اذا انتهى الفساد في العراق بعد آلاف السنين سيخبو وهج الشعب الذي ارتبط اسمه قسرا بشلة اللصوص والفاسدين حتى أن من الغرابة أن ترى مفسدا واحدا في مكانه الصحيح السجن كما حصل للمناضل الدعوجي فلاح السوداني الذي خرج بالعفو قبل أيام قلائل متناسين ستة مليارات من قوت العراقيين سرقها بدم بارد فالفاسدون لايريدون تأسيس ثقافة محاسبتهم بل العكس يؤسسون انك أن سرقت فستنجوا بالتأكيد والاعجب من كل ذلك فالمسؤولين عن كشف سرقات السوداني وسواه مازالوا مطاردون ومعذبون في غربتهم القسرية ولم يصدر لهم عفوا أو لم يكلف اي مسؤول تصدى المسؤولية أن يجرؤ على التحدث ولو على سبيل الهمس حتى القضاء أصبح خائفا يترقب اذا ماذكر اسما القاضي رحيم العكيلي والمحقق محمد العقابي فقط اذا طالبهم اي شخص بإعادة التحقيق في القضايا المنسوبة إليهم و هي قضايا نشر وإعلام لا قضايا هدر أو اختلاس فهل سيكون السيد عادل عبدالمهدي اقوى من الفاسدين ورد الاعتبار لمن لاحقهم وزجهم في السجون ام يكون الفساد اقوى واولى ثمرات قوته إطلاق سراح عبد الفلاح السوداني