22 مايو، 2024 1:49 م
Search
Close this search box.

فك الأرتباط بات مطلباً وطنياً

Facebook
Twitter
LinkedIn

شراكة العرب والكورد في المواطنة ليست بنت الساعة. ولم تكن من الصدف, بل هي قدر خطه الله تعالى على العراقيين .فكانت من أجمل الشراكات وأروعها حيث الأخوة والمحبة والتعاطف والتكافل والعيش المشترك , بما فيه من حلو ومر. ولم يكدر هذه العلاقة إختلاف لغة أو نزاع على أرض أو ماء او كلأ أو ثروة . فكل شيء  كان مشتركاً, وبدون حساب, ولا تفضيل, ولا ترجيح لأحد على أحد, حتى جاء القرن العشرون بما إتسم به  من أيدلوجيات ونعرات قومية. لم يكن لعموم الشعب يدٌ فيها, بل الحكام والساسة الشموليون والديكتاتوريون هم من أجج. وهم من سار وراء مخططات مشبوهة لتمزيق الوطن وزرع الفتنة فيه, لأغراض دنيئة بعيدة كل البعد عن المصالح الوطنية, وعمّا إعتاد عليه العراقيون من صفاء وألفة وتحابب.
ولم يسعَ حاكم جاهل أو ظالم لألحاق الأذى بإخوتنا الكورد حتى إنبرى له قادة المرجعيات الدينية فسفَّه مسعاه. وإستنكره. ولنا في موقف سماحة المرجع السيد محسن الحكيم بتحريم محاربة الكورد خير دليل ومصداقية لما نقول .ولا أحد ينكر إن الظلم كان يعمُّ العراق عامة بكل طوائفه بدون تمييز فلم يكن الظالمون يميزون بين كردي وعربي في ظلمهم.فقد طال الظلم الشعب كله.
ومن المذهل والمستغرب ما نراه اليوم من ظلم يلحقه الأخوة الكورد بإخوتهم العرب في إستخدام إسلوب لي الأذرع في كل حين .وما يمارسونه من إبتزاز كلما ألمت بنا أزمة أو حل بنا كرب . بمرارة وألم وحزن كبير نرى ونسمع ونعيش مع هؤلاء الأخوة ممارسات لا ترتضيها الأخّوة والمواطنة الحقّة .فهم يتصرفون معنا وكأنهم دولة إحتلال. وكما تتصرف إسرائيل مع الفلسطينيين فعندما يصل عراقي عربي حدود الأقليم(الدولة الكردية) يقف ذليلاً مهاناً ينتظر إذن الدخول الذي لو كان على حدود تركياً لكان أسهل وأيسر .وعندما تضطر قوات جيشنا العراقي لدخول أرض الإقليم(الدولة الكردية) تمنعها لا بل تطردها قوات البيشمركة (جيش الأحتلال) .ومع هذا فالأخوة الكورد يريدون من الحكومة الإتحادية(حكومة المحاصصة المستعضفة) دفع رواتب ومخصصات وأثمان أسلحة جيش البيشمركة(جيش دولة الأحتلال)
وعندما تحاول الحكومة الأتحادية تسليح جيشنا الوطني تعترض حكومة كردستان(حكومة الأحتلال) وتقول إن هذه الأسلحة تتعارض مع سلامتها, كما تعترض إسرائيل على قيام دولة فلسطينية لها جيش وقوات مسلحة ,فهي تريد دولة فلسطسينية بدون جيش وبغير سلاح كشرطة الفاتيكان .كذلك تريد دولة الأحتلال الكوردي للعراق تريده دولة غير مسلحة مستضعفة مستباحة الحدود تعبث بها دول الجوار السيء .تسرح بها قطعان الأرهاب والجريمة المنظمة.وحدودها مفتوحة لتهريب ثروة الشعب وإدخال الممنوعات والسموم والمخدرات والعبوات الناسفة وكواتم الصوت والأطعمة الفاسدة.
إحتلت قوات البيشمركة مناطق سموها متنازع عليها ظلماً وعدوانا. وهي مناطق مشتركة وغيروا ديموغرافيتها. وعندما تحاول قواتنا المسلحة  دخول هذه الأراضي لتدعيم الأمن الوطني تتصدى لها البيشمركة وتمنعها بالقوة.لا بل تطردها بوقاحة .
يمر العراقهذه الأيام بأزمة أمن حادة وإختراق لحدوده وأمنه بتسلل قوات داعش الى الأنبار هادفة الوصول الى بغداد وإسقاطها والبيشمركة لا يهمها الأمر أبداً وكأنها ليست قوات عراقية .كان من المفترض بالبيشمركة دعم الجيش العراقي و التوجه للحدود العراقية السورية وتأمينها ومنع تسرب الأرهاب للوطن ولكن يبدو إن الأخوة الكورد مسرورين لهذا ويصب بمصالحهم اللا وطنية.
تريد حكومة الأحتلال الكوردية حصة من ميزانية الدولة تفوق حصة الأقليم الحقيقية وتبتز البرلمان العراقي والحكومة العراقية بإنسحابها من جلسة التصديق على الميزانية لتعطل كل شيء.فلقد تعودت من ساستنا الرضوخ للإبتزاز والأستسلام للمطالب الغير مشروعة.
خلافاً للدستور والقوانين المرعية تهرب حكومة كردستان(حكومة الإحتلال) الى تركيا وإيران وتوقع عقوداً مع شركات أجنبية وتتفق مع دول كتركيا وغيرها دون الرجوع للحكومة المركزية. وكأنها دولة مستقلة ونحن التابعون لها, دون إحترام للدستور, وإحترام حكومة العراق الأتحادية ودون أدنى إحترام للشعب العراقي. فماذا يريد إخوتنا الكورد من كل هذا؟ هل يريدون إعلان دولتهم المستقلة ومن ثَمَّ إعلان إحتلالهم للعراق كما أعلن بوش هذا منذ عشر سنين؟
أنا أعتقد وأجزم بأنهم يريدون هذا ولكن ما يؤخرهم هو إتمام  سحق العراق وتمزيقيه تمريراً لمخطط عدواني صهيوني خليجي مدفوع الثمن,إنخرطوا فيه وأصبحوا جزءً منه .
فما الذي يجبرنا على هذا ولماذا نتقبله؟ فهل هو زواج كاثولوكي لا يقبل الإنفصال؟
إن كان الخير لنا في الطلاق فليكن, ومن جانب واحد. ولنفعل كما فعل الملك حسين عندما تخلى الأردن عن الضفة الغربية. فما لنا ولهذا الذل وهذا الأحتلال؟
لقد إرتضوا وإتفقوا مع النظام السابق أن تكون دهوك واربيل والسليمانية هي حدود كوردستان. فلماذا لا نتركها لهم ونفك هذا الأرتباط المضني والمدمر؟ ونريح بالنا ونتفرغ لبناء ما تبقى من العراق. ففك هذا الأرتباط بات مطلباً وطنياً يجب ألا نخجل منه. وعلى الله العوض ومنه العوض. والخير فيما إختاره الله.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب