قال محمد حسنين هيكل:” وقائع التاريخ الكبرى عائمات جليد، طرفها ظاهر فوق الماء، و كتلتها الرئيسية تحت سطحه، و من يريد استكشافها عليه أن يغوص”.يمر العراق الجديد بانعطافه تأريخية, لجمع الكلمة بين قوائم التحالف الوطني, وصدور قانون الحشد الشعبي, وتحرير ما تبقى من الأراضي المغتصبة, وصولا للتسوية الوطنية, ومد يد التعاون الإقليمي, بتأييد دولي واضح لمشروع المأسسة, بزرع الثقة للانطلاق نحو بناء العراق, على أسس رصينة.
الاصطياد في الماء العكر لبعض الساسة, مضافاً لهم تجار الأزمات, للرقص على جراحاتٍ, التهبت من كثرة الإهمال, وعدم محاسبة المسببين لتلك الجراحات, جعل المتضررين لقمة سائغة, بمتناول الأفكار الهدامة, لكل عمل يقوم به حكماء السياسة, وما زيارة المالكي الأخيرة, للمحافظات الجنوبية إلا خير دليل, حيث تم استغلال عوائل سبايكر, بالتصدي لتلك الزيارة, ورفع شعارات أدنى ما يقال عنها, أنها أسلوبٌ دنيء, لضرب مأسسة التحالف, وتهديم ما قام به زَعيمهُ من بناء.
قائمة دولة القانون, هي الأكبر عددياً داخل التحالف, هذا واقع حالٍ لا يختلف عليه اثنان, وإهانة زعيمها يُعتبر إهانة, لحزب الدعوة الذي من جانبه, أصدر بياناً متسرعاً مُشبعاً بالتهديد, للتيار الصدري وتذكيرهِ بصولة الفرسان, حيث كان هو المُستهدف حينها, ومما يزيد الطين بلة, تصريحا بعض الساسة من الطرفين في الفضائيات؛ وتأجيج الموقف بدلاً من تهدئته.
استبشر الشعب العراقي, والمخلصين من الساسة, عندما اختير السيد عمار الحكيم, زعيما للتحالف الوطني, وبانت أول بذرات هذا النبت الطيب, وهذا لا يروق للبعض, كونهم يُفكرون من جانب الفائدة الضيقة, فحساباتهم تتوقف عند نقطة واحدة, وهي كيف يحصلون على أصوات, للفوز بالانتخابات القادمة, حتى وإن حدثت حرب أهلية.
وكما قال الشافعي: “احفظ لسانك أيها الإنسان_لا يلدغنك إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه _كانت تهاب لقاءه الأقران, فمتى يفهم بعض الساسة, أن الكلمة قَد تسفك الدماء؟