يبحث (رامبو ) عن اللغة القادرة الحديث من الروح للروح ، وهو قطعا يريد بذلك الوصول الى المعاني العميقة والى كل القدرات المخبوءة في النفس البشرية بواسطة أيما طُرقُ إكتشاف وقد أسمى واحدة من تلك الطُرق بالشعوذة الإيحائية والتي ينعدم فيها تقديرات الشاعر لأي توافق مُسبق على صعيد وظيفة المفردة في الجملة الشعرية ، وقد لخصَ ذلك بمفهوم العثور على الأبجدية السحرية الغامضة ،
أما مالارمية …
فهو يرى ضمن إجاباته لأسئلة الشعر بضرورة الإبتعاد عن تفسير الكون بل بمحاولة السيطرة عليه ومسخ مايمكن مسخه من ترتيباته وتشكيلاته وظواهره كي يتحقق السحر والتوافقات الخفيّة
أما بودلير ..
فأنه يرتقي بأسئلة الشعر الى مفهوم (مطاردة الجمال العابر )
أي البحث عن المفعم والمثير في أيما موضوع شعري للوصول الى مفهوم الجمال الأبدي والذي هو وسيلة ممكنة للقبض على العالم الخفي ،
إن مظهر الخراب يحقق الذات وطمر العقلاني بالفلسفي يعطي الخيال قوة أخرى للحركة خارج منظومته النفسية وموجوداته الآنية وعليه فلا خوف من قَلب الحقائق وازدراءها والتشكيك بها وقبول الإزدواج في العثور على الصورة الشعرية الحرة واللائقة لمضامين لم ولن تتكرر ، فالمُنتج أثناء عملية الإنتاج يمارس دوره في عملية الهدم المنظم وهو يسعى لحل العقدة بالمفاجأة للوصول لسخريته إزاء خفوت هلوستها ، لتأكلها في الغيبوبة وهي تظهر وتختفي كشيطان مرتبط بشيطان وهو السعي لخلق أنساق فوضوية جديدة للشعور بالحيوية والإستعداد للمغامرة فليس المهم التفكير في الموضوعات وليس المهم أهميتها ،
المهم مجهولها الذي يختبئ بها ..
المهم قدرات ذلك المجهول …
ذلك المجهول الذي عَرّفهُ رامبو بـــ (المجهول المسجون )
أسئلة …
أسئلة
فكرة طيبة في جحيم .. وبساطة في بشاعة
تلك أسئلة الشعر
التطواف من الإشراق
والعبث الذي يعبثُ بالإدراك لإدراك الأناشيد غير المسموعة ،