23 ديسمبر، 2024 4:10 ص

فقيه السياسيين وسياسي الفقهاء

فقيه السياسيين وسياسي الفقهاء

دائماً ما أقف مشكلاً امام المثل القائل (خالف تٌعرَف)، وارى ان تشريعه لم يك بالصورة الدقيقة، ولو كان (تَمَيَز تٌعرَف)، لكان أكثر صواباً والا ما فائدة ان تعرفك الناس وانت مخالفاً لهم، مما يشكل حقد وبقع سوداء في قلوب من تنتظر منهم ان يعرفوك.السياسة وما أدراك ما السياسة في العراق، لها قصة ألف ليلة وليلة مع التميز والمخالفة، حتى راحت تستخف في عقول البسطاء محولتها الى مكائن تسقيط ضد من يتميز، لذا نرى المتميز يتعرض الى موجة قارصة من الاتهامات، التي تتحول سريعاً الى تخوين وبيع للوطن.
عمار الحكيم نموذجاً حي ذاق ألم التسقيط وجرع مرارة فقد الشراكة، حتى خٌون لمرات عديدة، واتهم بسوق دماء شهداء الوطن هدية لأعدائه، وشٌبه للجماهير على انه خائنّ! اه للسياسة الساقطة، الحقيقة المرة التي يضللها اعلامهم الاعمى الذي لا يمت للمهنية بصلة، ان الحكيم فقيه السياسيين وسياسي الفقهاء يا سادتي.
فقه الحكيم السياسي جعله محط انظار دول إقليمية ودولية، واعتمد عليه كثيرون وان ركنوا له الحقد والحسد خلسة، فبدى قطب رحى العملية السياسية، يجتمع اليه من افترق، ويؤلف قلب من تخاصم، وها هي تحركاته الأخيرة زعيماً للتحالف الوطني، تمثل شاهدا لفقهه السياسي وحنكته الوطنية، التي انبثقت منها مبادرات الوطنية.
مما يحتم ان يتلقى هجمة شرسة ضد مشروع التسوية، الذي أطلقه التحالف الوطني وسار عليه الحكيم واثق الخطى، عمار الحكيم ها هو جيشهم انسحب خائباً من معركة الحق، واختبئ خلف لوحات التسقيط لحرق مشرع تسوية المرجعية الدينية، لكنه نداء مواطن جثم عليه كابوس الحقد لثلاثة عقود ثم تنفس قليلاً حتى جاءه كابوس التخبط والجهالة السياسية: لا تفقدونا التسوية والا لم يبقى من أصابع الندم شيئاً لنعظه فجميعها ذهبت مع انبارنا الصامدة.
سياسي الفقهاء: لا ينكر صاحب انصاف التقارب الواضح بين الحكيم وبيوتات المراجع والفقهاء، كيف لا وقد صرخ الشيخ النجفي بأنه ابنه وابن المرجعية، كيف لا وان ما يقوله الحكيم في ملتقاه الثقافي يوم الأربعاء يتلى متطابقاً على منبر الجمعة في كربلاء، وكأنه استنسخ ورقة المرجعية وهي في طريق نجف – كربلاء، وما تلميح المرجعية لمشروع التسوية في خطبتها الأخيرة، الا دليلا صارخا لأصحاب العقول الراجحة.
خلاصة القول: الحكيم فقيه السياسيين وسياسي الفقهاء بما تحمل العبارة من معنى، شاء من شاء وابى من ابى، كيف لا وقد رضع من زعيم الطائفة عبق الفقه وعنفوان السياسة، وقد أهدي الوطن قرابين غالية.
سلام.