النهب والحرق والخراب ممارسات يرفضها الشرع ويحاسب عليها، وتمجها الفطرة، ويستقبحها العقل، وتدينها الأخلاق، ولكي تستمر هذه الممارسات البربرية لابد من إسنادها إلى منظومة فكرية تستقطب من خلالها العناصر الضالة، ولم يجد فقهاء القتل والإرهاب أفضل من إلباسها لباسا شرعيا، وتصديرها تحت عناوين وفتاوى إسلامية معتمدة على الكذب والتدليس والتزييف وإثارة الفتن، فصدرت الفتاوى التي تبيح النهب والحرق والخراب، وسبيت العباد ودمرت البلاد في كل زمان، حتى أصبح واقع حال ومنقبة يتبجح بها الجهال من أتباع أولئك الفقهاء،
وقد ألفت المحقق المهندس إلى أن ما يصدر من نهب وحرق وخراب من قبل أئمة المارقة الدواعش في كل زمان حتى صار واقع حال أنما هو بتشريع فقهاء القتل والإرهاب لهم ولقادتهم ووسوستهم المستمرة لهم ومن الشواهد التاريخية على هذا السلوك الإجرامي الوحشي الإرهابي الداعشي ما نقله المحقق الأستاذ عن ما جاء في الكامل لابن الأثير 🙁 سَائِرُ الْفِرِنْجِ قَدْ لَزِمُوا طَرَفَ بِلَادِهِمْ، خَوْفًا مِنَ الْعَسْكَرِ الَّذِي مَعَ وَلَدِهِ الْأَفْضَلِ، فَتَمَكَّنَ مِنَ الْحَصْرِ وَالنَّهْبِ وَالتَّحْرِيقِ وَالتَّخْرِيبِ، هَذَا فِعْلُ صَلَاحِ الدِّينِ)، حيث علق المحقق الأستاذ :
((لا أجد تعليقًا أنسب مما قاله ابن الأثير{ هَذَا فِعْلُ صَلَاحِ الدِّينِ}، ولكن يا تُرى هل فعلَ صلاح الدين ذلك من ذاته أو أنّه تشريع فقهاء القتل و الإرهاب في ذلك الزمان؟!).
وما نشاهده اليوم من فساد وسرقات وسلب نهب وحرق وتخريب لهو من مخاض فتاوى فقهاء القتل والإرهاب الداعشي، والذي أصبح منهج يسير عليه الفقهاء الانتهازيون ووعاظ السلاطين وساسة الفساد الذين وفَّروا الغطاء الشرعي لكل ما جرى من فساد وسرقات ونهب وسلب وخراب وتدمير أعادت العراق وشعبه إلى العصور المظلمة، وسيستمر هذا الواقع مادامت فتاوى الإمضاء والشرعنة تصدر وتغذي تلك الممارسات المرفوضة شرعا وأخلاقا….