7 أبريل، 2024 11:32 ص
Search
Close this search box.

فقط في العراق الأزمة تلد أزمات

Facebook
Twitter
LinkedIn

العراق الجديد كما يقال جاء غريب على العراقيين ، كونه يتأثر بالخارج بشكل كبير وسريع بل ومخيف هذا من جهة ، وتم بناءه على الانقسام والعداء و المحاصصة الطائفية التي أصبحت ماركة عراقية بامتياز للعملية السياسية المرضية فيه .
فكلما حدثت مشكلة يتوقع العراقيين حلها من قبل النخب السياسية ، التي ظهرت لنا بعد عام 2003 مع تحفظنا على طريقة ظهور تلك النخب ، ومع احترامنا لبعض الشخصيات المحترمة منهم ، المهم تظهر لنا مشكلة جديدة من جراء المشكلة الأولى ، واغلب الأحيان تكون المشكلة اكبر من الأخرى يعني حسب المثل العراقي القديم ( كنت بوحدة صرت باثنين ) ، والمضحكة تكبر وتتضخم تلك المشاكل إلى أن تصبح سلسلة طويلة لها أول وليس لها أخر .
العراق اليوم يمر بمجموعة من الأزمات التي تعصف به ، ويتصدى لها سياسيين في تصورهم أنهم (محنكين) ويحملون عقول تحل جميع شفرات الأزمة في حكومتنا اليوم ، وهم بالحقيقة عامل من عوامل ولادة أزمة جديدة ، العجيب في الأمر انه يصمون أذنهم لكل طرح من شانه أصلاح الأمور ، ويفتحون أذانهم وعيونهم وأفواههم وأحضانهم لحلول عرجاء دولية أو إقليمية يعني ( خارجية ) أما أن تكون (وارد أمريكي متضرر أصلا ولا تنفع في أي بلد أو رديئة الصنع من إيران ) .
المهم الاحتلال الأمريكي ولد لنا ابن كبير اسمه التدخل الخارجي بشؤون العراق ، وله أخوة صغار عاثوا بالعراق فساد ومنهم أزمة حل الجيش والمحاصصة الطائفية والقضاء المسيس والدستور المستعجل وغيرها الكثير ، إلى أن ولدوا لنا أزمة اسمها الإرهاب المتمثل بالقاعدة التي تم القضاء عليها في زمن حكومة الدكتور إياد علاوي ، ومن ثم اليوم داعش الذي ضرب أرقام قياسية بعدد الشهداء والمآسي من اختطاف وتفجير وتهجير وسلب ونهب واحتلال مدن ، كل تلك الأزمات كبيرة أو صغير ولدة أزمة جديدة إلى أن وصلنا اليوم لأخر العنقود من المشاكل وهي الإصلاحات التي يتمنى تحقيقها ألعبادي لكن سرعان ما يصاب بخيبة أمل ومن ثم يهرب لازمة أخرى ، ويفشل باتخاذ القرار كونه أسس خلية أو لجنة أو منظمة سرية لا نعرف من هم لكن نعرفهم أساس الكارثة والأزمة اليوم بالعراق ، وذلك من مقترحاتهم الفاشلة على رئيس الوزراء .
أذن كيف نوقف ولادة المشاكل والأزمات التي أصبحت بالجملة ، هناك حكماء عقلاء اثبتوا لنا ذلك من خلال عملهم ومنهم ( الدكتور أياد علاوي والسيد مقتدى الصدر) الذين يرفضوا أي تدخل أجنبي في الشأن العراقي ولولا ذلك لكان عام 2010 عام خير على العراق وأهله ، ولكان نهاية لعدد كبير من المشاكل ، لكن أجهض هذا الحلم بالتدخل الخارجي ( الايراميكي ) وحال دون ذلك ، مما ولد أزمات بعدها .
أذن اليوم .
علينا أن نقف وقفة جادة حكومة وقادة حقيقيين وشعب ، لإنهاء ولادة المشاكل من خلال اختيار أشخاص بعيدا عن الطائفية السياسية والمحاصصة المقيتة وتسييس الدين ، حتى يتحملوا المسؤولية لإدارة الحكومة وبناء دولة مدنية من خلال مؤسسات مهنية ناجزه ، لإنقاذ العراق أسد البوابة الشرقية للوطن العربي .
لنرفع ( شعار وحدتنا سر قوتنا )
تلك الخلطة من شانها القضاء على ولادة الأزمات ……..فقط في العراق .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب