17 نوفمبر، 2024 7:28 م
Search
Close this search box.

فقط إذا أمرت طهران بذلك!

فقط إذا أمرت طهران بذلك!

الجدل و المخاوف المثارة بسبب ماقد کشفت عنه ميليشيا كتائب حزب الله المنضوية تحت الحشد الشعبي، يوم الاحد الماضي، عن حقيقة توجيه عدد من الصواريخ صوب السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، لقصفها، ردا على استهداف عناصرها داخل الاراضي السورية. لايستحق هذا التضخيم و التهويل أبدا، ذلك إن حال هذه الميليشيا کأي قوة أخرى منظمة تحت أمرة الحرس الثوري لايمکن أن تبادر الى القيام بعملية تعرض لمراکز أمريکية حساسة إلا بعد صدور أوامر إليها من جهات عليا في قيادة الحرس الثوري.
والذي يثير السخرية و التهکم هو تلك التصريحات التي صدرت عن المتحدث باسم ميليشيا الكتائب جعفر الحسيني، والتي قال فيها بأن”المقاومة لها الامكانية من استهداف السفارة الأميركية وسط بغداد” مضيفا أنه”حال صدور مثل هكذا قرارات لا يمكن العزوف عنها بسبب ضغوطات من قبل جهات سياسية او صديقة للمقاومة، فما تقرره المقاومة تنفذه ولا رجعة عنه”! ولاريب من إنه صادق في کلامه لأن هذه الميليشيا و غيرها من الميليشيات المماثلة لها لاتأخذ أوامرها من قبل(جهات سياسية أو صديقة)لها بل إن الامر يأتي إليها من قيادة الحرس الثوري المسٶول عنه تنظيميا و عقائديا و عسکريا.
من الواضح جدا أن هکذا خطوة لو أقدمت عليها هذه الميليشيا و ضربت السفارة بالصواريخ فإنها ليست تفتح أبواب الجحيم على نفسها فقط وانما على أولي نعمتها في إيران الغارقة في بحر من المشاکل و التي تتردى أوضاعها من الاسوأ للإسوأ ومحاصرة بأوضاع صعبة و معقدة جدا، وکما هو معروف و واضح عن هذا النظام إنه يفعل المستحيل من أجل البقاء وهو مشهور بإنبطاحاته في اللحظات الاخيرة کما في الحرب مع العراق و في الاتفاق النووي، وإن مزاعمه الفارغة بإمکانياته في مواجهة الولايات المتحدة الامريکية والشعب يرفض النظام ويعيش أزمة إقليمية و دولية، هو مجرد ضحك على ذقون المخدوعين و المنبهرين به کهذه الميليشيات و من لف لفها.
الاوضاع المتوترة في المنطقة و وصول النظام الايراني الى واحد من أصعب و أخطر المنعطفات منذ تأسيسه، تجعل منه في وضع لايحسد عليه أبدا خصوصا وإنه يعلم في حال حدوث أية مواجهة کبرى تنتقل الى داخل أراضيه فإنه لن يخرج منها سالما أبدا لأنه مطلوب من جانب کافة مکونات الشعب الايراني دونما إستثناء وإن تلقيناته الواهية بشأن إنه وفي حال سقوطه ستصبح إيران کسوريا، لاأهمية لها أبدا لأن هناك بديل سياسي فعال و قوي جاهز له لکي يأخذ بزمام الامور في أية لحظة وإنه وفي کل الاحوال إيران ليست کسوريا أبدا.

أحدث المقالات