18 ديسمبر، 2024 8:23 م

فقراء العراق حاربوا داعش فعاقبتهم أمريكا بتجويعهم

فقراء العراق حاربوا داعش فعاقبتهم أمريكا بتجويعهم

عند دخول داعش للعراق في حزيران عام 2014 و إحتلت كامل المناطق السنية، أصدرت المرجعية الدينية في النجف فتواها للجهاد الكفائي لمحاربة داعش. و لقد كان لزاماً على أهالي المناطق الشيعية التطوع إن لم يكن لطرد داعش من العراق فعلى الأقل الدفاع عن مناطقهم، و على نفس النهج تطوع أهالي المناطق السنية لطرد داعش من مناطقهم. أغلب المتطوعين من الشيعة و السنة كانوا من الفقراء فالفقراء دائماً في المقدمة للدفاع عن الوطن فعلى العموم فإن الأغنياء و المتمكنين مادياً لا يسلكون مثل هذا المسلك فأموالهم وطنهم.
على لسان منتسبين في الحشد الشعبي خلال الحرب على داعش بأن القوات الأمريكية كانت تساعد داعش بشكلٍ و بآخر على طول خطوط المواجهة، و هذا ليس غريباً حيث أن داعش هي إمتداد للقاعدة التي أنشأتها أمريكا لمحاربة الإتحاد السوفييتي و أخذت تستغلها فيما بعد لتمرير مصالحها، و هذا يعني بأن إنتصار فقراء العراق على داعش قد أزعج أمريكا. و الحقيقة فإن أمريكا لم تصرف مليارات الدولارات و تضحي بحياة الآلاف من جنودها لتحتل العراق من أجل سواد عيون العراقيين، بل لأجل مصالحها و مصالح الصهيونية التي تتحكم بالسياسة الأمريكية، و منها إنشاء إسرائيل من النيل للفرات. و عليه فإن أمريكا ستنتقم من الشعب العراقي لهزيمة داعش بطرقها الخاصة.
كشف وزير المالية في ندوة اقتصادية بتاريخ 3 تشرين الأول 2020 على قاعة دار الضيافة لرئاسة مجلس الوزراء بأن الفساد الإداري أضاع على العراق أكثر من 250 مليار دولار، و أيضاً قال في هذه الندوة إن صرف هذه الأموال كان إستفادة مالية لبعض الجهات مما أدى إلى تراجع قدرات الدولة. الوزير بكلامه هذا فإنه يعرف هذه الجهات و لكنه لم يتخذ أي إجراء ضدها لإسترداد هذه الأموال لإعادة قدرات الدولة التي يتباكى عليها، و في الحقيقة فإن هذا التصريح هو تهديد مبطن لهذه الجهات التي تمسك بزمام السلطة لإجبارها على قبول تخفيض قيمة الدينار العراقي أمام الدولار الذي يطالب به صندوق النقد الدولي (اليد المالية الضاربة لأمريكا) أو أن يكون مصيرها مثل مصير النظام السابق. و أمام هذا الخيار قررت هذه الجهات التي تمسك بزمام السلطة أن تضرب مصلحة الشعب العراقي عرض الحائط و أن تقبل بتخفيض قيمة الدينار أمام الدولار، و بهذا القبول حققت أمريكا هدفها بالإنتقام من فقراء الشعب العراقي بتجويعهم، و هذا ما تحقق حيث زاد عدد الفقراء و شكوى الفقراء من إزدياد العوز المادي. أما السبب الرئيسي لهذه المأساة فهو إستهانة الشعب بالإنتخابات و ترك العراق بيد هذه الجهات التي سرقت 250 مليار دولار من أمواله حسب إعتراف وزير المالية، و ما خفي كان أعظم، مصداقاً لقوله سبحانه و تعالى “وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ” (هود 117)