23 ديسمبر، 2024 2:54 م

فقدان -المهارة- في الكرة العراقيّة

فقدان -المهارة- في الكرة العراقيّة

لا يوجد فارق ذي بال بين لاعبون يمثّلون النخبة في أيّ منتخب يمثّل بلاده من ناحية الأداء العام كاللياقة أو التكنيك العام لكن يوجد فارق في درجة الاستيعاب المؤثّر في درجات الذكاء الميداني , لكن هناك “ميزات من فوارق مهاريّة” بين الفروقات بوظيفة تؤدّى في موضع معيّن أثناء اللعب في الوسط في الدفاع في الهجوم أو في اختراقات دفاعات الخصم .. بشكل عام  يبدو فريق كهذا لابدّ وجوده وبدرجة متساويّة من حيث القاعدة العامّة لجميع منتخبات الدول , لذا يقابل كلّ فريق كروي “يتقابلان” بمواجهة كرويّة ستبدأ من “نقطة الشروع” ووفق القاعدة العالميّة الكرويّة العامّة حيث لابدّ ويكونان الفريقان المتقابلان متساويان في الأداء من حيث المبدأ الكروي على أساس تكون النتيجة “التعادل” في المباراة , وهو ما ينطبق على جميع فرق العالم سلويّاً أو كرويّاً أو أيّ لعبة فِرَقيّة تتطلّب تداخل لاعبوا الخصمين أثناء اللعب , والفوز في مثل هذه الحالة صعب لقلّة الفرص “لخضوعهما” للقاعدة العامّة والفوز على هذا سيعتمد على لحظات انهيار لاعب أو أكثر لأسباب لا دخل لها في فشل الاختيار كأن تكون أسباب نفسيّة أو ارتفاع درجة حرارة جسم اللاعب فجأة أو اختلاف المحيط المناخي كالارتفاع عن مستوى سطح البحر بمسافة تتعدّى أو أسباب ممثالة .. هنا يبرز دور اللاعب المهاري المتميّز “اللولب” في مثل هذه الحالة “والّتي كسرها الفريق الألماني حين توزّع اللاعب “المهاري” على الجميع ففاز بكأس العالم الأخيرة عوّض ـاللولبيّة” أو المهاريّةـ العامّة لفريق إسبانيا” لابدّ ويتميّز الفريق المؤهّل للفوز كمرشّح وفق قاعدة “التصويت المهاري الفائق” إن صحّ التعبير بلاعب واحد أو أكثر “منتخب العراق نهاية سبعينيّات القرن الماضي” ولو أنّ لاعب لولبي واحد أفضل وأجدى يناسب قدرات مدربّو بلداننا المتواضعة ومؤسّساتها العلميّة الرافدة المتواضعة هي الأخرى لمصاعب استيعاب معقّدة في السيطرة على أداء أكثر من لاعب مهاري , إذ الشكوك في مدى قابليّة الاستثمار وفي “بايوميكانيكا” التدريب إن صحّ تصريف المصطلح هنا , إذ أنّه وفي أثناء ما تنتقل الكرة للفريق الخصم تكون الكفّة متعادلة كما تفترضه “القاعدة العامّة” في الانتشار وسط الملعب , تبرز في مثل هذه الحالة الحاجة للّاعب “اللولب” كما يطلق عليه جمهور الملاعب , مهمّة هذا النوع من اللاعبين استخدام مهاراته من وضع الثبات داخل منطقة “الجزاء” أو قبلها , فالدوران أو “المغنطة” بتوازن تام والاحتفاظ بالكرة بخفّة وبإيقاع تمويه سريع بالجسد تربك محيط المدافعون مهما كانوا يصعب اختراقهم ومهما امتلكوا قدرة دفاع عالية إذ سيلجئ كلّ مدافع منهم إلى التركيز على رأس الاختراق في محاولة “فكّ لغز” نيّة اتّجاه المهاجم اللولب الصحيح هنا سيُحيّد الدفاع فتحين الفرصة للمهاجمين  بالحركة المريحة في ساحة الخصم للوصول للمرمى أو عبر التهديف المباغت .. ترى هل بالإمكان إيجاد مثل هذا اللاعب “اكتشافه” عندنا في وضعنا الكروي المتراجع ؟ .. هنا تبرز “المهاريّة الاداريّة” في سبل الاكتشاف ومدى درجة نضجها في اختزال الروتين الوظيفي وتبنّي الأرجحيّة الخبراتيّة في شخص يمتلك “خاصّيّة التلذّذ أو التذوّق” والتنبّؤ الميداني في جولات مدروسة أو عشوائيّة للملاعب الشعبيّة “حقول المواهب” إذ هكذا تمّ اكتشاف بيليه أو أوزيبيو أو بوشكاش أو مارادونا أو سقراط أو جارنيشا أو عمّو بابا أو كريستيانو أو ياشين أو زيدي زيدان أو مسّي أو جلّيمار .. حين لعبو , كلّ منهم يمثّل بلده حقّق الفوز لأنّ ما أن يهجم فريق في ساحة الخصم تسلّم الكرة لمثل هذا الّلاعب فيشتّت بمهاراته الهجوميّة دفاع الخصم فيترك في ساحة المدافعين فراغات واسعة يستطيع زملاءه التحرّك بينها بحرّيّة للتهديف .. “أسعفني الحظّ فرسخت في الذاكرة لليوم المرّة الوحيدة الّتي شاهدت فيها عمّو بابا بعينيّ كلاعب من ضمن فريق , كان لولباً شتّت فريق الخصم أكثر من مرّة رغم تفّوق الخصم عامّة من واحدة منها ناول كرة مريحة للمهاري هشام عطا عجاج سجّل منها هدف .. لو لاحظنا مباراة الامارات والعراق خليجي 22 نكتشف غياب “صاحبنا” أي اللولب دون عذر واضح ..  أعيدوا رؤية المباراة مرّة اثنتين ستلاحظون الصعوبة الّتي تتملّك مهاجمينا وهم يحاولون جهدهم اختراق دفاعات الخصم لضيق مساحات التحرّك للوصول للهدف رغم وصولهم ملعب الخصم أكثر من مرّة ..