23 ديسمبر، 2024 6:03 ص

فقدان الاشياء معانيها

فقدان الاشياء معانيها

ترتسم على الوجوه هذه الايام حالة من الحزن والخوف في ظل الاحداث المفجعة والازمات الموجعة  التي صنعتها الصراعات السياسية
في عصر الزيف الذي يطبق على الافئدة ,
عصر التقدم العلمي والحضاري المادي الذي يتحرك بسرعة نحو الهدف , بل نحو الهاوية كما لو انك في مترو فائق السرعة ليصل بك الى المحطة الاخيرة دون ان تشعر بالاشياء من حولك اوحتى تميزها من خلال النافذة ,
وهكذا تتحطم المناظر والمشاهد مثلما تتلاشى الاخلاق والقيم وتنتهك المبادئ في زمن السرعة فتشاع الرذيلة ويصبح البشر في ضيق وضنك بعد الاصابة بالسأم والملل لان الواقع المتقدم هو واقع غير حقيقي وهو ينذر بالخطر والحالة التي نعيشها في هذا العالم تدعو للشفقة لاننا اهدرنا ايماننا فأنتكست فطرتنا وفقدنا الطمأنينة واحاطت بنا الحجب المادية دون ان تترك لنا نافذة نور  ليطل عليها الفرد فيجد نفسه وحيدا بالرغم مايحيط به من ملايين البشر والوحدات الالكترونية المتطورة ,
 ليس هناك من اشراقة امل او صلة رحم او بسمة صدق او لذة احسان , كيف تهدا النفوس وهي تلهث في سباق ليس له  اخرفي انتاج اسلحة الكترونية تدميرية مفادها القتل والدمار المادي والمعنوي ؟
اي استقرار معرفي مع هذا الكم الهائل من الاعلام المضاد المدعوم بالافكار السوداء والاكتشافات الجديدة التي تقتل الانسان والحيوان والنبات حيث الاسلحة الالكترونية والاسمدة الكيمياوية   ؟
 اي قلق يفزعنا ويلتف من حولنا في وحدة ووحشة حولت الحياة الى رتيبة ليس لها معنى غير تضخم الجانب المادي والذي يفقد فيه البشر مشاعرهم الانسانية وبالتالي تزداد الامراض النفسية والعصبية وتدعم حالات الرعب والفزع وتكثر حالات الاجرام والاغتصاب والانتحار وتتكاثر حالات التشرد والادمان ,
المعروف ان اكثر الناس قالقا وضيقا هم المحرومون من نعمة الايمان والالتزام بالقوانين والتشريعات , هؤلاء من يبحثون عن الطمانينة الزائفة في المال والمناصب وفي الشهرة والانغماس في اوحال الشهوات فلم يهنؤوا ولم يشبعوا ولم تطمئن نفوسهم , لان الطمانينة التي نبحث عنها هي ثمر الايمان والحب والتعامل الطبيعي مع ابناء البشر فتستريح النفوس في كلمات رضا تسر المسامع وتحيي القلوب فتستريح النفس المتعبة وترتوي من الظما وتامن من مخاوفها  .