عندما يفقد المُوظف المُؤتمن بريقه وإنسانيته وعندما يُعطي ضميره إجازة ويكون ديدنه التكشير والتذمر والتكاسل وقلة الإنتاجية والعصبيّة وسلاطة اللِسان تأخُّر وغياب أحياناً ويكون فظ التعامل فإن ذلك يدعونا إلى الحيرة وطرح مزيد من التساؤلات أين الخلل؟! وهذه فئة من المُوظفين خُصوصاً في القطاع العام ولو تفحّصنا الأسباب فسندخل في جدلٍ واسع لعل أبرزها الكادِر الوظيفيّ وضغط العمل وبيئة العمل وفُقدان الرقيب وطبيعة المُوظف وحالته النفسيّة وغير ذلك ولكِن كُل هذا لا يُعطي للمُوظف القيادي في الجامِعة المُبرر أن يكون طبعه ما ذكرته. (الرياض: 21 نيسان 2016). القياديين في المناصِب الإداريّة في الجامِعات يستوجِبُ عليهِم أن يكونوا قدوةً حسنةً في التعامِل مع المُراجعين وقدوةً حسنةً في حلّ مشاكِل المُراجعين وقدوةً حسنةً في إزالة العوائق عن كاهِل المُراجعين بدلاً من خلقِهم المشاكل وسدّ طُرق الحُلول بِوجوهِهِم كما هو الحال في عمادة كُلّيّة اللغُات جامِعة بغداد فلأصدِقاء والأحباب الذين تسنى لنا اللِقاء بِهِم والذين لديهِم مُعاملات في كُلّيّة اللغُات جامِعة بغداد وهم تدريسيين في الجامِعات العِراقيّة الأخرى يشكون من تصرّفات عميدة الكُلّيّة آنفة الذكر التي صرفت النظر عن مُعاملاتِهم وهم ضيوف الرحمن من المُحافظات الشِماليّة والوسطى والجنوبيّة عليها وعلى العاصمة الحبيبة بغداد. والله أقولها بلا تردّد لو تسنى لفِخامة وزير التعليم العاليّ العِراقيّ الذي يجلسُ على كُرسي رئاسة جامِعة بغداد وكالةً زيارة عمادة كُلّيّة اللغُات خلسةً بعباءة المُراجع لندِم طوال حياته لإبقائِها في منصبِها ليس لأشهر بل لثواني كعميدة للكُلّيّة – التي تركت بصمتِها في تاريخ الكُلّيّات العِراقيّة لِما لها من دورٍ رياديّ في تخريج كوكبة من المُترجمين الذين ساهموا ومازالوا يُساهِمون في إغناء واقع العراق السياسيّ والثقافيّ معاً ببحوثِهم وكتاباتِهم وترجماتِهم القيّمة – لإهمالِها المُراجعين بحجة الاجتماعات وإهمالِها إلقاء التحيّة على المُراجعين الجالسين في كوريدورات عمادة الكُلّيّة وفي قسوة حرارة الصيف وهي تمر أمامهُم بين الفينة والأخرى وتُحدّق إليهم وبِتكبُّر وكأنها هي التي أسست الكُلّيّة وما عليها دون الاكتراث لمُعاناتِهِم ووجوهِهِم التي تحملُ علامات عتبٍ تنطق بها عُيونيهم قبل السِنتِهِم بدلاً من توصية أحد المُوظفين بتقديم قدح ماء بارد لهُم وهم ينتظرون تمشيّة مُعاملاتِهِم بصورةٍ أصوليّة دون الحاجة لوساطة مِن الشخصيّة الفُلانيّة أو الحزب الفُلانيّ رغم عِلمها علم اليقين أن المُراجعين الجالسين أمامها هم أيضاً كوادِر تدريسيّة في الجامِعات العِراقيّة الأخرى وهم لا يقلّون عنها كفاءةً وإبداع في مجال اختِصاصِهِم دون سؤالِهم عن عدد ساعات انتظارِهِم؟ ومن أي المُحافظات جاءوا؟ وكم يوماً مضى على مجيئِهِم إلى بغداد؟ وهي تتسبب بِبقائِهم في العاصمة بغداد لمُدة أسبوع لحين توقيعِها على مُعاملاتِهم!. نُذكِرها كعميدة قبل أن تكون قياديّة وفي موقعٍ مرمُوق فهي إنسانة والجالسين خارج مكتبِها هم أناس مُثلها ومنصِبها يحتم عليها أن تكون مُتواضِعة وضليعة في فن التعامُل مع الناس وحافِظة لقصيدة أبو العتاهيّة حيث يقول: أقض الحوائِج ما استطعت/ وكُن لهم أخيك فارِج/ فلخير أيام الفتي/ يوم قضى فيه الحوائِج. وبِدورِنا نرفع شكوى أصدقائنا وأحبابِنا من عميدة كُلّيّة اللغُات إلى معاليّ وزير التعليم العاليّ قصي السهيل ونقول له: إن كان جامِعتُك يا معاليّ الوزير من الزُجاج فلا ترمي الجامِعات العِراقيّة الأخرى بالحِجارة وننتظر مِنك البِدء في اصلاح جامِعتِك وكُلّيّاتِها أولاً وبدءاً من عمادة كُلّيّة اللغُات ونحن مُقبلين على شهر آب اللهّاب حيثُ يتخلّق فيها الغيم والسحاب.