في هذه الأيام نعيش ليالي مباركة من ليالي شهر رمضان المبارك وهي ليالي القدر , وأيضا ليالي مؤلمه لمحبين وأتباع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام , ليالي كانت فيها انقطاع للإنسانية المتمثلة بشخص علي وانقطاع للعدالة التي رسمها علي في حياته , وانقطاع للصوت الرافض للظلم والاضطهاد , الصوت الذي رفض شروط سقيفة بني ساعده التي تشكلت لاخذ الخلافة منه والتي اوصى بها الرسول عليه الصلاة والسلام .
علي عليه السلام رفض مد اليد لعبد الرحمن بن عوف بعد انتهاء حكم الخليفتين حين قال له أبايعك خليفة لرسول الله على أساس كتاب الله وسنه نبيه وسيرة الشيخين .
رفضها بكل قوة وبدون أن يجامل على حساب الأشخاص رفضها وهو على علم بان رفضه لشروط عبد الرحمن ستحرمه من أن يتسلم الخلافة وإنها ستحرم الأمة من عطاءه . رفض سيرة الشيخين لأنها تختلف عن نهج علي لم يصالح ولم يجامل على حساب الحق .
كلمة الرفض جعلت علي عليه السلام يتجرع الألم الذي لاقاه من أعداء الإنسانية , كلمته جعلته يتضرج بدمائه في محراب صلاته , كما أوضح في خطبته الشقشقية : فصبرت وفي العين قذى وفي الحلقِ شجى “
وأيضا علي عليه السلام يرفض المشورة التي تبقي معاوية في الحكم حتى يستتب الأمر لعلي عليه السلام وبعدها يقوم بعزله من ولاية الشام , رفضها دون تردد وبسرعة لأنه صاحب هدف هو القضاء على الظلم . والمساواة بين الناس والقضاء على الطبقية التي أنتجتها سياسة الشيخين وسياسة الثالث وسياسة معاوية .
أين نحن ألان ممن يدعون الانتساب لعلي هل عرفوا سياسة علي أن لا مجامله على حساب الدين وعلى حساب حق الآخرين , هاهم ممن يدعون انتمائهم للتشيع ينادون بالمصالحة مع مصاصي الدماء ومع قتلة العراقيين .
يامن تدعون أنكم تسيرون على نهج علي عليه السلام وأنكم له مطبقون كذبتم والله , لان علي عليه السلام لم يبني القصور ولم يجمع الأموال لصالحة ولم يمتع نفسه بأموال الرعية ولم يدني الأقربون ويبعد الأبعدون ولم ينم شبعانا خوفا من أن يكون احد جائع من رعيته .
أنكم والله اقرب لسياسة عثمان الذي قرب ا ل آميه وجعلهم يتنعمون بأموال المسلمين وجعلهم يكنزون الذهب والفضة ,
وفيه انتشر الفقر والجوع والحرمان لدى المسلمين , وانتم ياسياسين لاتختلفون عنهم وعن سياستهم أنكم كنز توا الأموال في مصارف الدول وتملكتوا العقارات في مشارق الأرض ومغاربها وأنكم تنامون وبطونكم متخمة من قوت الشعب .