23 ديسمبر، 2024 2:58 م

فعلوها بصدام حسين ويفعلوها اليوم بالمالكي

فعلوها بصدام حسين ويفعلوها اليوم بالمالكي

تتجه الأنظار اليوم صوب الانبار المحافظة التي تشكل ثلث مساحة العراق ، محافظة تتصارع وتصارع منذ أكثر من عشر سنوات ، كانت مسرحا للأعمال المسلحة وملعبا لكثير من الأطراف وهي اليوم تحتضن نزاعات مختلفة ومن أطراف يختلف على تسميتها الكثيرون ، ساحات الاعتصام التي اكتظت بالمحتجين منذ عام باتت اليوم خالية ومنصات الخطب فارقت من كانوا يعتلوها للنداء بالمطالب والشعارات التي اختلف العراقيون على فحواها تلاشت ، كل هذه وغيرها أرقت العراقيين ووضعتهم في حيرة من أمرهم وما حل بالانبار اليوم من رعود مدافع واصوات قذائف الهاون والمجاميع التي أحاطت بالآليات المحترقة أذهلت العراقيين عامة ، اللقطات التي تبثها القناة الحكومية لطائرات تقصف مسلحين تمركزوا أعلى مبان سكنية لم يعرفوا ان كانوا مسلحي عشائر ام عناصر متطرفة من تنظيم ( داعش ) والآليات المحترقة في الطرقات لم يعرف مصير مقاتليها بعد ؟
لم يكن هذا متوقعا عندما أقدمت الحكومة على فض اعتصام الرمادي في الأيام الأخيرة من عام 2013 وما كاد ان يرحل ،الخطوة التي يتم دراستها جيدا  في وقت يتم فيه مقارعة تنظيم عالمي خطير يتمركز في صحراء الانبار ، كل العراقيون يتداولون خبر اقتحام ساحة الاعتصام ويمتعضون من إنهائه في هذا الوقت دون الأخذ بعيد الاعتبار ، مطالب المعتصمين لمنذ اكثر من سنة لم تلبى ، محاربة الإرهاب في صحراء واسعة ،انطلاق عملية ثائر القائد محمد ،اعتقال النائب احمد العلواني وقتل شقيقه  وأخيرا فض اعتصام الرمادي رغما عن المعتصمين  هذا ما ولد شداً كبيرا  وردة فعل اكبر في عملية سياسية عرجاء وأمنية رخوة أساسا وتزامنه مع قرب موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة كانت نتائجها وخيمة ووضعت الانبار وسكانها بين مطرقة العمليات الأمنية الحكومية وسندان الجماعات المسلحة المتطرفة ، ومازالت القنوات التلفزيونية تبث مشاهد تقشعر لها الأبدان من جثث لمدنيين وللقوات الأمنية دون التأكد من مصداقية انتمائها فتارة يقال انها لعناصر ميليشياوية ترتدي زياً عسكريا وتارة يقال انها لعناصر من (داعش) جعلت من الزي الحكومي اداة تمويه لها ، تقول القناة الحكومية ان العشائر تصطف مع القوات الأمنية في مقارعة القاعدة وتقول أخرى ان العشائر تحارب الجيش وتنتفض ضد الظلم والإقصاء وهذا ما وضع المواطن خارج الرمادي في حيرة من أمره لا يعرف إن كان المسلحون في الرمادي هم أبناء العشائر المنتفضون كما يقال ام انهم عناصر (داعش) وغيره من التنظيمات ، ولا يتفق العراقيون على ان (داعش ) هو ابناء العشائر الذين اعتصموا بطريقة سلمية لأكثر من سنة وطالبوا بحقوقهم المشروعة لكن اتفق العراقيون على ان المالكي اخطأ عندما أنهى الاعتصام السلمي للمواطنين في هذا الوقت الذي تشهد فيه صحراء الانبار عمليات عسكرية وكان من الأفضل ان يكسب ابناء العشائر او المعتصمين لرص الصفوف جنبا الى جنب مع القوات الامنية من خلال منحهم حقوقهم المطلوبة والت طالبوا بها علناً بدلا من خلط الاوراق والدفع بالجيش نحو المجهول ليلجأ البعض منهم الى دواوين العشائر وترك الآليات في حين يسقط البعض الآخر قتيلا لأسباب لا يدركها ، والسبب في كل ذلك هي القرارات الغير صائبة التي بنيت على معلومات غير مؤكدة نقلها محافظ الانبار  ” احمد الدليمي ” الذي تنصل عن معلوماته السابقة لرئاسة الوزراء بوجود عناصر إرهابية داخل ساحات الاعتصام وهذا ما شاهدته بأم عيني في إحدى القنوات الفضائية حيث اكد هذه الأخبار في القناة الحكومية في حين انكرها امام وسائل اعلام اخرى وهذا ما يذكرنا بما فعله حاشية صدام والذين كانوا ينقلون له اخبارا مزيفة ويعظمونه حتى ارتكب اخطاءا صوروها له صائبة وبعدها كانوا اول المطيحين به ، وان كانت كل هذه العمليات التي تعصف بالانبار اليوم بنيت أساساً على معلومات خاطئة فما هي النتائج التي ستضرب الانبار وغيرها من المدن العراقية التي لا تعيش أفضل منها في ظل قرارات بعيدة عن الحكمة من رجال السلطة اليوم وهم يعبثون بارواح ابناء الشعب والواحد بعدما يتقاتلون دون إدراك ما يحدث .