23 ديسمبر، 2024 5:37 ص

فعلها العم سام ثانيةً

فعلها العم سام ثانيةً

أنه تساؤل مشروع , اذا كانت السعودية تنهل من ابن تيميه والوهابيه والاخيران هما المعتمدان لدى داعش , لماذا السعودية لم تعلن  دولة الخلافة الاسلامية وفيها منبع الرسالة  و بيت الله ومسجد الرسول , او لماذا لم تعلنها القاعدة قبل داعش , هل ابوبكر البغدادي اكثر علماً وقوة من بن لادن والظواهري في ذلك الزمان ,  اذ كانت الظروف مهيئة لهم في افغانستان اكثر مما هي في سوريا والعراق , الملا عمر وبن لادن كانوا على وئام ,  حتى و ان كانوا شخص واحد فلم نشاهد الملاعمر بوسائل الاعلام مطلقا , يعني الارض والرجال والمال  متوفرة والوضع العالمي اكثر استقرار وهدوءً

 . تأسيس دولة اسلامية في أفغانستان ليس لها معنى ولاتأثير على الدول العربية, فهي بعيدة جغرافيا اولا وثانيا من غير المعقول ان تقام الخلافة في دولة غير عربية .
السعودية لاتريد ان تلعب هذه اللعبة حتى لاتكون في عين العاصفة لانها لعبة محدودة غايتها تفتيت الدول العربية ولكنها ستكون ضمن الفريق الذي اعد اللعبة لآن السعودية لاتريد تدخل ايران في المنطقة العربية مثلما ماتدخلت في العراق وسوريا واليمن ولبنان.

 لغرض ان نقترب اكثر للحقيقة يجب ان نعرف اولا طبيعة الظروف السياسية والمصالح التي تحدد الاهداف والغايات , ان قيام هذه المنظمات الارهابية التكفيرية جاءت على شكل مرحلتين وكل مرحلة لها اهدافها :

المرحلة الاولى

  في عام 91 من القرن الماضي حدث مايشبه ( الربيع العربي !) الذي تضررت منه الامة العربية, حدث ( الربيع الروسي!)  الذي تضررت فيه الامة السوفياتية  اذ عملت امريكا على تفتيت الاتحاد السوفياتي  وحولته من قوة كبرى الى دول ودويلات صغيرة وحدثت حروب مابين هذه الدول من اجل الحصول على غنائم الاتحاد السوفياتي  السابق ومازالت هذه النزاعات قائمة ليومنا هذا , مثال  ( روسيا واوكرانيا ) .  الاسباب الرئيسة للانهيار تعود لثلاثة امور :
1-  امريكا صنعت القاعدة لكي تحارب الاتحاد السوفياتي في افغانستان , وفعلا تم هزيمة الاتحاد السوفياتي هزيمة الجيش السوفياتي في افغانستان عام 89.
2-انهيار الوضع الاقتصادي وهو انهيار مفتعل قادهُ غورباتشوف  بمساعدة (CIA) في عامي 90 و91
3- سمحت للضباط المغامرين امثال (يلتسن المخمور) الذين فقدوا   استولوا على السلطة بانقلاب عسكري عام 92.
هذه المرحلة الاولى  كان هدفها تفكيك المعسكر الاشتراكي . ولو قال قائل في منتصف الثمانينات ان  الاتحاد السوفياتي سيتفكك لقالوا عنه مجنون .

المرحلة الثانية :
  حققت الولايات المتحدة هدفين , تخلصت من عدو عنيد وقوي هذا اولا وثانيا اصبحت الدول المحمية من قبل الاتحاد السوفياتي بلا حماية مما سهل الانقضاض عليها الواحدة تلو الاخرى , الدول المحمية هي دول عربية ,  السودان الجزائر الصومال ليبيا سوريا العراق اليمن مصر , والمتتبع للوضع الجيوسياسي سيجد ان هذه الدول هي من تعيش الفوضى اليوم وليس غيرها  . اما الدول التي كانت ومازالت تعيش تحت مظلة امريكا فهي مستقرة وامنة , اذاً قيام الدولة الاسلامية مُوجه للدول التي  هي خارج المظلة الامريكية,  الدول التي فيها حركات ثورية وغنية بالثروات الطبيعية .

المرحلة الثانية هي تفتيت وتفكيك هذه الدول لغرض السيطرة على ثرواتها الطبيعية اولا , ثانيا حتى لاتهدد امن اسرائيل  حاضرا ومستقبلاً. لقد جربت امريكا الاستعمار المباشر والغير المباشر ولم تفلح في تحقيق مآربها واهدافها كاملة , فلم تجد غير تجربة تفكيك الاتحاد السوفياتي
فعملت على مايلي :
 
1-  صنعت داعش وهذه المرة اكثر وحشية من سابقتها (القاعدة) لكي تكون ذراعها القوي.
2- دمرت الدول العربية اقتصاديا من خلال هبوط سعر برميل النفط وهو هبوط مفتعل امريكيا .
3- سمحت للاسلام السياسي  بالاستقواء في المنطقة لكي يكون هنالك غطاء ديني لعمل داعش  وليس مجرد قوة شبيهة للقاعدة بل جعلت لها شريعة دينية اخذت بتعاليم ابن تيمية ومسلم والوهابية وما اعلان الخلافة الا لمزيد من الاكشن .

وهكذا تكون العملية قد اكتملت لتفتيت الدول العربية وتقسيمها .

يبقى أن نؤكد هنا , لولا تدخل ايران في العراق لما تدخلت امريكا والسعودية , ايران تدعمها روسيا والاسلام السياسي الشيعي تدعمه ايران  , وتركيا والسعودية يدعمان الاسلام السياسي السني وخلفهما تقف امريكا , اذاً روسيا وايران من جهة وامريكا والسعودية وتركيا من جهة اخرى  في سباق مستمر لتحقيق الاهداف التي تتلائم ومصالحهم الخاصة , أما العراق فلاحول ولاقوة له في هذا الصراع .
اما آن الاوان ان نعرف مصلحتنا نحن العراقيون اين تكمن , هل تكمن مع روسيا وايران ام مع امريكا والسعودية وتركيا ؟ أم مع اوربا ؟ هل من حقنا ان نختار الاقوى لكي نحمي ارضنا وشعبنا ؟