کلما مرت الاعوام وماتتمخض عنها من أحداث وتطورات، کلما شهدنا حالتين لامناص منهما أبدا؛ الاول هو حدوث تباعد وتضاد بين الشعب العراقي من جهة وبين ميليشيات الحشد الشعبي، والثاني هو على العکس من ذلك تماما أي حدوث ليس تقارب فقط وانما تطابق بين ميليشات الحشد الحشد الشعبي وبين النظام الايراني بحيث لايمکن لمس أي إختلاف بينهما، کما لو إنه هناك فرع مرتبط بأصل له!
عندما يٶکد المتحدث الرسمي، باسم تحالف الحشد”الفتح” ، احمد الاسدي، يوم الأحد الماضي في تصريح له، لا يمكن اختيار رئيسا للجمهورية خلال جلسة البرلمان المقبلة، مبينا انه لا يوجد اتفاق على أي مرشح. وقال الاسدي في تصريح صحفي له وبکل وضوح، “اننا بانتظار القرار الايراني الذي يحسم من هو رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء” ،واضاف، “ستبلغنا ايران قريبا من هم الانسب لرئاسة الوزراء والجمهورية .”! هذا التصريح المثير للإستفزاز يتزامن مع تصريح لوزير الخارجية الامريکي مايك بومبيو قال فيه بأن ايران تمول “الميليشيات” في العراق التي دمرت البلاد وما زالت وإن طهران تقوم بتمويل ميليشياتها الموجودة في العراق ولبنان واليمن وتجهزهم بالسلاح مبينا إن أمريكا بدأت بممارسة ضغوط اقتصادية ودبلوماسية على إيران لمنعها من القيام بذلك ومضيفا أن ايران أكبر دولة راعية للارهاب في العالم وهي تستمر ببرامجها الإرهابية، إضافة الى أنها على رأس الاتهام عندما يتعلق الأمر بخطر الانتشار. وبطبيعة الحال ومع تحفظنا على الموقف الامريکي لأنه بالاساس هو من ساعد على قيام هکذا وضع مأساوي في العراق، ولکننا مع ذلك نجده أفضل بکثير من تصريح ذلك الحشدوي الذي يتصرف وکأن العراق مقاطعة ضمن دولة ولاية الفقيه الآيلة للسقوط على يد شعبها.
لسنا بغافلين ولاجاهلين عن الحشد الشعبي والدور المناط به بعد إنتهاء مرحلة داعش التي هي بالاساس صناعة لها علاقة بصورة أو أخرى بالنظام الايراني، لکننا کنا ننتظر شيئا من الرصانة والرزانة والحياء عندما يتحدث مسٶول فيها عن مايربطها بالنظام الايراني ولکن وعندما يتحدث الناطق بإسمها بهذه الصراحة الفجة فإننا يجب أن نعلم بأننا أمام جهاز تابع للنظام الايراني من کل النواحي ولايربطه أية علاقة بالعراق والشعب العراق ولذلك فإن الحذر وکل الحذر منه واجب خصوصا وعندما يتکلم وبکل صلافة عن إنه”ستبلغنا ايران قريبا من هم الانسب لرئاسة الوزراء والجمهورية .”، وهو مايعني أن العراق کدولة يخضع لمنظومة ولاية الفقيه الفاسدة من أعلاها الى أسفلها، في حين إن النظام الايراني يعيش أيامه الاخيرة بموجب مختلف الادلة والمٶشرات وإنه على مشارف النهاية الحتمية بعد أن رفضه شعبه بکل وضوح وشکل مع المقاومة الايرانية جبهة ضده ستطيح به في أية لحظة.