23 ديسمبر، 2024 6:01 م

 فطورنا … على من؟

 فطورنا … على من؟

باستثناء عدس وزارة التجارة الذي لم نتسلمه بعد, وميغاواطات وزارة الكهرباء الرمضانية التي لم “تنتلنا” بعد فان من حقنا كعراقيين ان نتساءل .. على من سيكون فطورنا هذا العام لاسيما وان ساعات الصيام تتعدى الستة عشرة ساعة بالتمام والكمال؟ هل نقف مثل الهدهد بباب سليمان بـ “ذلة” مخاطبا اياه ..  ” مولاي عيشتي صارت مملة.. مت من حبة بر احدثت في الصدر علة .. لا مياه النيل ترويها ولا امواه دجلة”؟.. هل نكتفي بـ “منة” الفضائيات على طريقة “حزورة بدرهم” لمن تمويلها “نص ردن” او اربح معنا “نص ورقة” خضراء  لمن تمويلها “سفاري” او هدايا شركة زين للاتصالات لمن تمويلها “عندك الحساب”؟ وبالقياس الى ما سوف نعيشه ونتعايش معه خلال شهر رمضان المبارك فضائيا وعدسيا وميغاواطيا فان ارحم شئ  سيكون هو الحر. لاننا ببساطة تعودنا عليه وهو ايضا تعود علينا. نحن والحر صنوان لانفارق بعضنا لاننا نعشق الشمس ولهذا السبب دون غيره اسمونا “ولد الملحة”. هذا الحر الذي لن تتمكن محطة المسيب الحرارية ولا بيجي الديزلية ولا ميسان “المدري شنهية” من اطفائه. فساعات التجهيز تبدو وكانها ثابتة  منذ زمن المرحوم مدحت باشا مرورا بايام الباشا نوري السعيد حتى ايام دولة الباشوات الجدد. وكل الوقائع تدل ان “العلة” ستبقى حتى لو جاء الرئيس الكوري الجنوبي ليشرف بنفسه على نصب وتجهيز وتشغيل المحطات والمولدات والوايرات ماهو سحب منها وماهو مسحوب في كل مواقع العمل. كل ما يحتاجه الرجل لتمشية عجلة العمل  “كشيدة” بغدادية صينية الصنع يحمي بها راسه من الحر . هذا في حال لم يكن “اصلعا” .. اما فاذا كان اصلع القضية اقمش وربما تحتاج الى مبادرة اودعوة الى اجتماع وطني او لقاء يتم خلاله التداول بشان ما اذا كنا سنتفق على ان نقدم له غترة وعقال او يشماغ وعقال او صاية وعباية اوشروال كردي او نختم على طاقيته عبارة “الله اكبر” باللغات الوطنية العراقية مثل ما سوف نعمل بالنشيد الوطني. ومع ذلك فانه ليس الحر هو وحده من سيكون ارحم مما سوف تقدمها لنا الفضائيات التي تتسابق على دعوتنا للافطار يوميا بل حتى السيطرات ستكون ارحم من ضحك كالبكا مرة وعلى الذقون مرة اخرى وعلينا في كل المرات. وبوصفي طاهر .. اقصد مواطن صالح “احمل معي وين ما اروح” المستمسكات الاربعة حتى حين اذهب الى “المرافق الصحية” في الساحات العامة والكراجات لا اعرف على وجه التحديد لماذا تحاول الفضائيات “استمالتنا” اليها بشتى سبل الاضحاك الرخيص.. فنحن لانحتاج ابدا أي شكل من اشكال الاستمالة.. نحن نضحك بلا سبب ومضحوك علينا لالف سبب وليس لقلة الادب.. ونحن فوق هذا وذاك مواطنون صالحون “من قالوا بلى”.. نظريتنا الدائمة هي “الياخذ امنه يصير عمنا” واللي ياخذ خالتنا يصير .. عضو برلمان.
[email protected]