23 ديسمبر، 2024 2:03 م

فضيلة صاحب الفضيلة!

فضيلة صاحب الفضيلة!

تعد الفضيلة أرفع درجة من درجات الخُلق، كما أنها تطلق على العالم المتدين، من هنا فإن الناس تستمع إلى خطبه وتوجيهاته، كونه سبق المستمعين بتحصيل العلوم الدينية وتفقه فيها، من هذا المنطلق فعلى أصحاب الفضيلة أن يكونوا مدركين لما يقولون ومتى يقولون وإلا فإن كلامهم قد يرتد بالضد عليهم
في زمن النظام السابق كان خطباء الجمعة يستلمون الخطب جاهزة من دوائر الأوقاف التي يتقاضون منها رواتبهم، وكانت هذه الخطب تروج للنظام في وقتها؛ وتمجد لأفعاله وما يقوم به ” حتى لو كان أغلب الكلام لا يقصدونه فعلا، لكنهم كانوا يقولونه لأنهم مأمورين” أما بعد التغيير فلم يعد هناك وجود لدائرة أوقاف تابعة للنظام، بل بنتا نرى دائرتي أوقاف ” للسنة والشيعة” الى جنب دوائر أوقاف لبقية الأديان، من ثم فإن خطاب كل منهم الديني يختلف عن خطاب الأخر بمقدار لا يبتعد عن الثوابت الوطنية، وأخذنا نستمع الى خطب دينية رصينة تؤكد على الوحدة الوطنية ورص الصف الوطني ونبذ الفرقة والطائفية، من غير أن يكون هناك من يمجد لرئيسنا الهمام والبطل المغوار، وهذا هو الصحيح فيما يجب أن يقوله فضيلة رجل الدين الذي يحترم نفسه ودينه؛ والناس الذين يتحدث إليهم
لكننا أخذنا نسمع خلال المدة القليلة الفائتة، من بعض أصحاب الفضيلة المحسوبين على هذه الفئة أو تلك بتمجيد الحكومة والتزمير للسلطة بدون وجه حق، وأنا من حقي كما المواطن أن يسأل وأن يجد الجواب الشافي من قبل أصحاب الفضيلة أولئك: ماذا فعلت الحكومة المواطن لكي نمجد ونطبل ونزمر لها؟!!
لقد فشلت الحكومة في أهم جانب من الجوانب التي ما فتئت تتعكز عليها، ألا وهو الجانب الأمني، ناهيك عن فشلها في الجانب الخدماتي والصحي والتعليمي، فالخروقات الأمنية المتكررة والتخبط في الخطط الأمنية واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار، ولم تعد تعرف الحكومة ماذا تفعل في هذا الجانب، هذا إذا ما وضعنا في الحسبان أن ميزانية الأمن والدفاع يربو على العشرين مليار دولار ” بملاحظة أن ميزانية دولة كتونس مثلا لا يتعدى الستة مليارات دولار” فأين هو الأمن الذي يتم صرف مثل هكذا مبالغ عليه، أما في الجانب الخدماتي، فلا أتصور أن يكون هناك من يقول بأن الحكومة قد أوفت بوعودها وتعهداتها للمواطن في توفير الخدمات له، فها هو المواطن واقع تحت رحمة أصحاب المولدات الأهلية، والمناطق السكنية تكاد تمتلىء أزقتها وساحاتها ” التي من المفترض أن تكون ساحات لعب ولهو ومتنفس للعوائل أثناء وقت الفراغ” بالأوساخ والنفايات، ناهيك عن إفتقارها لأبسط الشروط الصحية لأن تكون حديقة عامة
إذا هي دعوة صريحة لأصحاب الفضيلة من الشيوخ الذي يرتقون المنابر في الحسينيات والجوامع للإبتعاد عن التطبيل للحكومة، في محاولة صريحة منهم لزج المنبر الحسيني والجوامع في عملية تحشيد إنتخابي مفضوحة لغرض الكسب المادي لهم،
كلامنا إبتداءاً سيكون عموميا، لا نشخص أحداً بعينه، لكن إذا إقتضى الأمر سنصرح بالأسماء علانية؛ فلا تضطرونا لفعل ذلك