لم تکن مسألة إعتقال الدبلوماسي الايراني”أسدالله أسدي” في الاول من تموز 2018، بناعلى مذکرة صادرة عن قاضي مکافحة الارهاب في مدينة أنتويرب في بلجيکا، کأي من المسائل والامور السلبية الاخرى التي واجهت نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ تأسيسه، بل کانت واحدة من أکثر الفضائح السياسية ـ الامنية شناعة ونزعت القناع عن الوجه الحقيقي للدبلوماسية الايراني وکيف يتم توظيفها لأعمال ونشاطات إرهابية غير طبيعية بل وحتى إستثنائية.
إعتقال أسد الله أسدي وهو دبلوماسي بارز في السلك الدبلوماسي للنظام (السكرتير الثالث لسفارة النظام الايراني في فيينا)، بإعتباره العقل المدبر لمخطط إرهابي کان يستهدف تجمع حاشدا للمعارضة الايرانية في باريس في حزيران من العام 2018، حيث کان يحضره مائة ألف من الايرانيين والاجانب والهدف الأساسي من المؤامرة هو المتحدث الرئيسي مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، والتي انتخبت من قبل المعارضة لقيادة الفترة الانتقالية إلى حكومة ديمقراطية وسلطة الشعب بعد هذا النظام وهي الأولى على قائمة اغتيال النظام. وکان من بين الحضور الاخرين في ذلك التجمع المستهدف من قبل النظام الايراني کل من رودي جولياني، محامي الرئيس الامريکي دونالد ترامب، ونيوت غينغريتش وبيل ريتشاردسون (سفير الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة) وعدد من الجنرالات الأمريكيين السابقين وبرنارد كوشنر (وزير الخارجية الفرنسي السابق) وستيفن هاربر (رئيس الوزراء الكندي السابق)، ومجموعة من الشخصيات البارزة الأخرى من بينهم وفد من عدة أحزاب من النواب البريطانيين، جوليو ترزي، وزير خارجية إيطاليا الأسبق، سيد أحمد غزالي، رئيس الوزراء الجزائري الأسبق، الدكتور رياض ياسين، سفير اليمن في فرنسا ووزير الخارجية الأسبق.
ووفقا لمكتب المدعي الفيدرالي البلجيكي، “أثناء تفتيش سيارة الإرهابيين، تم العثور على ما يقرب من 500 جرام من (بيروكسيد الأسيتون) وتم العثور على آلية إشعال في حقيبة أدوات الزينة الصغيرة”. و[بيروكسيد الأسيتون، أو TATP عبارة عن مادة متفجرة قوية جدا يصعب اكتشافها وقد تم استخدامها في العديد من مخططات التفجير في السنوات الأخيرة وكانت شائعة لدى داعش]. وقال متحدث باسم المدعي الفيدرالي البلجيكي لـ NBC News في 5 يوليو / تموز إن “الزوجين استلما المادة المتفجرة TATP في لوكسمبورغ من الدبلوماسي الإيراني وكانا على دراية كاملة بالمخاطر التي ينطوي عليها استخدام هذه المتفجرات غير المستقرة؛ لقد كان لديهم كل النية لاستخدامها…” يشار الى إنه وبحسب معلومات المعارضة الايرانية من داخل إيران فإن الدبلوامسي المعتقل كان خبيرا بالمتفجرات. وأظهرت الوثائق التي حصلت عليها منظمة مجاهدي خلق أنه كان يقيم في السفارة الإيرانية في بغداد بعد غزو العراق وفي ذروة الهجمات ضد قوات التحالف الدولي هناك. علما بأن النظام الايراني حاول منع تسليم أسدي من ألمانيا إلى بلجيكا ولكن دون جدوى، حيث تم تسليمه إلى بلجيكا في 9 أكتوبر / تشرين الأول 2018. ليواجه القانون وتتم محاسبته، والحقيقة فإن عملية محاکمة أسدي، ليست مجرد مسألة وقضية عادية تواجه النظام الايراني بل إنها أکبر فضيحة بجلاجل کما يقول المصريون، ونکسة لانظير لها وليس من السهل أبدا تجاوزها!