26 أبريل، 2025 11:54 ص

فضيحة فساد مخزية في الدانمارك!؟

فضيحة فساد مخزية في الدانمارك!؟

الفساد كلمة معيبة ومخجله  ليست على مستوى الفرد فحسب ، عندما يقال عنه أنه شخص فاسد ، بل حتى على مستوى الدولة والحكومة حيث يكون وقعها كبير ومؤلم في النفوس ، ومن الطبيعي هناك فرق كبير عندما توصف الدولة بأنها الأولى عالميا في النزاهة ، في حين توصف الأخرى بأنها الدولة الأكثر فسادا في العالم! ، لأن الفساد يعد معيارا لعدم وطنية تلك الحكومة أو أي نظام حكم في العالم ملكيا كان أم جمهوريا ، لذا تحرص كل الحكومات في العالم بالابتعاد عن الفساد ومحاربته بكل الطرق والأساليب . مملكة الدانمارك واحدة من الدول الاسكندنافية التي تحرص أن تتبوأ المركز الأول عالميا وتتصدر دول العالم بخلوها من الفساد ، وبأنها الدولة الأولى عالميا في النزاهة ، وكما تحرص أن يكون شعبها من أكثر شعوب العالم سعادة ورفاها، وطالما تتنافس مع دول العالم ، وتحديدا  مع بقية الدول الاسكندنافية ( السويد ، فنلندا ، النرويج) على ذلك التوصيف!. ومن المفيد أن نذكر هنا بأن مقياس الفساد يقاس وبحسب تقرير المنظمات الدولية المختصة ((من صفر ويعني/ فاسد للغاية / الى 100ويعني / نظيف للغاية / . وفي التقرير الأخير لمنظمة الشفافية العالمية  لعام 2024 ، حصلت ( مملكة الدانمارك على المرتبة الأولى ، بأنها أقل دول العالم فسادا وأكثرها شفافية بعد أن حصلت على 90 نقطة ، وتلتها فنلندا بالمركز الثاني وحصلت على 88 نقطة  ، ثم سنغافورة وحصلت على المركز الثالث ب 84 نقطة ، ووفقا للتقرير فأن العراق حصل على المرتبة 140 عالميا من أصل 180 دولة وحصل على 26 نقطة!)). وعندما تقرأ قصة الفضيحة في الدانمارك! والتي حدثت عام 2008!! ، وأسبابها وتفاصيلها ، وكونك مواطن عراقي او عربي بقدر ما سيأخذك العجب في القصة! ، فانك ستدرك لماذا تحتل الدانمارك المركز الأول عالميا دائما ، بخلوها من الفساد وبأنها الأكثر شفافية بين كل دول العالم!!. تعال معي عزيزي القارئ لتطلع على قصة الفضيحة! ، والتي عدّها المراقبون زلزالاً كبيرا في أخلاقية الحكم في هذه المملكة !! ، فقامت الدنيا ولم تقعد حينها وخجل الشعب الدانماركي من نفسه! وحزن حزنا كبيرا على ذلك ، واعتبروا ماحدثعيبا كبيرا ( يعني خجلانين من نفسهم ويستحون يباعون بوجوه بعضهم البعض من هايه الفضيحة كدام العالم!!) ،وقصة الفضيحة والزلزال الأخلاقي الذي وقع عام 2008 تحديدا! ، والتي عدت سابقة خطيرة لم تحصل في الدانمارك من قبل ولن يسمحوا لها أن تتكرر ثانية! هو : ان وزير الداخلية الدانماركي حينها  ( لارس غامسموسين) قد تجاوز على المال العام!! ، حيث (( ان هذا الوزير المكرود!وفي أحد الأيام ميدري شلون غلط؟! ،  وأشترى علبة سكائر، ودفع أجرة التاكسي من نثرية الوزارة! ، وليس من جيبه الخاص)) ، وبعد أن انكشف أمره! ، أعتبرت تلك فضيحة كبرى! ، حيث لم تذق الدانمارك طعم النوم في ذلك اليوم المشؤوم !! ، رغم أن الوزير أعاد المبلغ بالسرعة وأعتذر بدل المرة ألف مرة! ، وذكر بأن ذلك وقع سهوا وخطأ بلا تعمد  ((وسبعين مرة  حلف بالله وبعيسى وبمريم العذراء ومليون مرة طب الأنجيل بأنه لم يكن متعمداً! ، وأنه لم يقصد أن يصرف من نثرية الوزارة على مشترياته الشخصية! ، ألا ان الحكومة لم تغفر له ذلك وأقيل من منصبه!)) . وبسبب تلك الفضيحة المخزية!!! ، تراجعت الدانمارك  في تقرير ( منظمة الشفافية الدولية فيما يخص الفساد لذلك العام 2008)، لتحصل على درجة ( 9 على 3) من مجموع 10 درجات هي كل مجموع درجات التقرير!! )يعني مناكص هوايه!) ، ومرَ ذلك العام حزينا على الدانمارك حكومة وشعبا لأن الدانمارك!! ، اعتادت ان تحصل على الدرجة الكاملة في سلم النزاهة بتقرير منظمة الشفافية الدولية!! . أترك التعليق للقارئ الكريم على قصة الفساد الدانماركية المخزية!! . أخيرا : يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله ( ما قيمة صلاة أو صيام لا يعلّمان الأنسان نظافة الضمير والجوارح!!).