23 ديسمبر، 2024 2:20 م

فضيحة سويس ليكس العراقية دعوة لتحقيق العدل

فضيحة سويس ليكس العراقية دعوة لتحقيق العدل

قضية التهرب الضريبي تعتبر جريمة وطنية, فهي نوع من التلاعب, وهي تمارس من قبل الأشخاص, الذين يحققون مكاسب غير مشروعة, لاكتسابهم أموال عن طريق الاختلاس, أو الفساد, أو الرشاوى, أو تجارة المخدرات, أو الإرهاب, ولا يمارسها إلا من غاب ضميره, وارتضى أكل السحت, وهكذا إعمال تحتاج لشبكة علاقات غير نظيفة, يمكن أن نطلق عليها بمافيا الفساد.
خبر هام, خصوصا للعراقيين, حيث توصلت صحيفة ” ليموند” الفرنسية وعدد من وسائل الإعلام العالمية, إلى معلومات حول السرية المصرفية, في سويسرا سربها خبير معلوماتية, يدعى أرفيه فاليشاني, كان موظفاً في فرع مصرف HSBC  البريطاني في جنيف, المعلومات التي باتت تعرف إعلاميا ب(فضيحة سويس ليكس), عن تستر المصرف على عملائه, ومساعدتهم على التهرب الضريبي, لأموال قادمة من إعمال مشبوهة.
كان الأغرب في التقرير, تواجد أسماء عراقية, كانت بيدها مقاليد الحكم, واليوم تملك مناصب عليا, بالإضافة لأعضاء قياديين بحزب صاحب نفوذ.
التقرير الوارد ذكر إن الشخصية الأبرز, بلغت ثروتها مليار ومائتي مليون دولار, إما الثلاثة الاخرون, فمجموع ثروتهم مجتمعة, مليار وسبعمائة مليون دولار! وقد تم تحويلها عبر مصارف أردنية وكويتية, إلى المصرف البريطاني, ويذكر التقرير وجود أسماء عراقية أخرى, سيتم الإفصاح عنها قريبا, ويذكر التقرير إن الأموال تم تهريبا بحجة مساعدة جمعيات خيرية, ومؤسسات دينية في الدول الأوربية.
الإعلام العراقي هنا يبرز دوره, في كشف المفسدين, والسعي الحثيث للانتصار للعدالة, وإلا كان شريكا في الجريمة, السكوت الإعلامي إذا حصل, سيكون عندها مؤشر على الانحراف الكبير, لذا قضية سويس ليكس هي المحك, في معرفة أين يتجه الإعلام العراقي.
طيلة الفترة الماضية,كان القضاء العراقي معرض لسهام النقد, نتيجة تلكأ عمله, وضعف النتائج, مما جر البلاد للصراعات الداخلية , وتهميش صورة العدل , نتيجة عدم محاسبة من يستحق العقاب, لذا القضاء العراقي مطالب بمتابعة قضية سويس ليكس, والتحقيق العدل, عبر محاسبة كل من ارتكب الجريمة, حتى لو كان من ذوي الحصانة, فان التزم الصمت المريب, كان إعلان موت القضاء العراقي, وهذا ما لا نتمناه.
القضية دليل النفاق الكبير, الذي يمارسه بعض الساسة, فهم يتمثلون بثياب التدين والفروسية, الفضيحة كشفت الغطاء عن حفرة القاذورات, هؤلاء يمارسون الرذيلة, ويشاركون بسرقة مال الشعب, ويكونوا عونا للإرهاب, تناقضات تلازمهم , فلا هم محاربين ولا زهاد,كما رسمهم الأعلام, انه السقوط الكبير لشياطين الإنس, ممن تقمصوا صور الملائكة, فهل ستكون الضربة القاضية, للخلاص من بعض الوجودات العفنة.