7 أبريل، 2024 1:17 ص
Search
Close this search box.

فضيحة الحكومة العراقية .. مطار بابا

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل ان ننتهي من قصة حمودي في المنطقة الخضراء,ظهرت لنا فضيحة من نوع اخر ,لم يفعلها حتى اكثر الناس ثراءا,فالاثرياء لديهم طائرتهم وطاقمهم الخاص,لكن ان تخرج الى العلن مثل هكذا افعال مشينة,تعود بالاهانة على الحكومة العراقية والشعب عموما,هذا شيء عجيب وامر غريب.
كيف سمح لوزير النقل ان يجعل من ابنه سلطانا على ادارة مطار بغداد ,وحركة الخطوط الجوية الدولية فيه,
هذا من المفروض ان نعرفه لاحقا, في الاستجواب المنتظر والمطلوب لوزير النقل العامري تحت قبة البرلمان
( الشبه منحل) ,كنت في احدى المرات اتحدث مع احد قيادات الحركة الاسلامية المعروفة,بأنه ظهور الاولاد والاقرباء المقربين من مكتب اي مسؤول, هو دليل واضح على وجود فساد مالي واداري داخل هذا المكتب وخارجه,
هذه الصدمات المتكررة التي تضرب النظام الديمقراطي الحديث في الصميم,تشترك بشكل واخر مع ضربات العبوات والاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة الموجعة, التي لم ترحم الشعب منذ عام2003
ولازالت مصرا ان استمرار الارهاب الذي خدم الكتل المتمترسة والمتحصنة في المنطقة الخضراء, والجاثمة في مواقع المسؤولية والبرلمان,سببه نقص خبرات الكادر المتقدم في الاجهزة الامنية,والتي تم بنائها بعد سقوط النظام البائد بطريقة عشوائية ,دخلت فيها الوساطات والمحسوبيات بشكل غريب,
ولعل اغلب ابناء الشعب العراقي شاهد اعترافات العديد من الارهابيين المعتقلين قضائيا,ان جرائمهم الارهابية تعد بطرق بدائية بسيطة(تفخيخ في الاحياء والورش الصناعية,استهداف السيطرات بخدع تافهة,التحرك بين الاوكار بسهولة,بعض الارهابيين مدسوس في الاجهزة الامنية,الرشوة والتواطئ لاخراج السجناء الارهابيين),كل تلك الاحداث المنتشرة في ساحة الفوضى الشاملة للوضع العراقي,اضافة الى الوقائع والشواهد التي تحصل عبر بعض التصرفات الصبيانية من قبل الدرجات الوظيفية الخاصة
(سجلت اعتداءات كثيرة من قبل المسؤولين المحليين كعضو مجلس محافظة,نائب محافظ,عضو برلمان,وزير,مدير عام)بعضها ضد المواطنين ,والبقية ضد الاجهزة الامنية(تحت اعذار سخيفة اوقف المسؤول للتفتيش مثلا تحب اهانة من قبل المسؤول),كل تلك التصرفات الاستفزازية الموجهة ضد الشعب,لاتؤكد الا حقيقة واحدة اننا في طريق خسارة المنجز التاريخي للتحول الديمقراطي في العراق,
الشعب يبدوا انه لم يتعلم من جراحه السابقة,وبدأ يتجه لصناعة الاوثان الرمزية للمتسلطين على رقبته وقوته وحياته ومستقبل ابنائه,
كلا ينفخ في صاحبه حتى يستطيع البقاء في وظيفته او عمله,يتلطع في قصعة سيده,
وهذا يؤكد مانقوله دائما ,وبكل صراحة ,اننا شعب فاشل,فاشل عندما اسقطنا الملكية وجلبنا العسكر للحكم,فاشل لانه اعتقد ان تلفزيونات وثلاجات واكياس طحين البعثيين ستجعل منهم مواطنين خليجيين ,لايختلفون عن اقرانه من دول الخليج المجاورة,فاشل لاننا نعتقد ان المالكي, وعمار الحكيم ,ومقتدى الصدر, والبرزاني ,والنجيفي, وبقية المسؤولين سيحولون عراقنا المحطم الى يابان الشرق,
فلم نصبح الا على رؤوس مقطعة وبطون مفخخة في المناطق الغربية,ومواكب المشاية واللطامة وموكب كلاب الامام الزاحفين الى كربلاء بحجة انهم يحبون اهل بيت النبي ع,وتمرد كردي مستمر مع تفوق عمراني وتجاري يحسب لهم على حساب العراق بأكمله.
كدت ذات مرة ان اصطدم بشخص متخلف يعمل في الخطوط الجوية العراقية, يتجول بين الركاب امام مكاتب قطع كارت السفر(البوردنكارد) في مطار دبي2
,بعدما شعرت بالاهانة عندما قدم جوازات اقربائه او اصدقائه امام بقية المسافرين الواقفين في صف الخطوط,ولكن الطامة الكبرى ان العامري كافئه على تخلفه وعينه مديرا عاما ,هذا يشرح كيف يدير شخص وزارة مهمة بينما هو لم يمارس العمل الاداري لعقود,صحيح الحكومة حكومة توافق, لكن هذا لايعني ان البرلمان او الكتل المعنية بترشيح وزراء او سفراء او مدراء عامين,تتجاهل اهمية تلك المواقع وحاجتها الى الشخص الكفوء المناسب,لكن ماذا نقول للمجلس الاعلى, وللتيار الصدري, قدمت الكتلتين شخصيات غير كفوءة ,بل اثير حول بعضها العديد من الشكوك والاتهامات بالفساد,
ولهذا نجد ان شعبية الكتلتين في تراجع تام,حتى اضطر السيد مقتدى الصدر اعتزال العمل السياسي لمثل هذه الاسباب وغيرها.
نطالب البرلمان العراقي بالاسراع باستضافة العامري والاستفسار حول تلك الفضيحة,كما ونطالب الحكومة والقضاء العراقي بتغريم وزير النقل وتحمله ومن جيبه الخاص كل الاضرار المادية التي لحقت بالخطوط والمسافرين الذين كانوا على متن الطائرة العائدة الى بيروت,حتى مع وجود الضغوط التي بدأت بالظهور لحث الخطوط على تغيير سبب عودتها,والطلب منه بتقديم الاستقالة ,وتقديم المقصرين من موظفي وزارة النقل الى التأديب الاداري او اصدار قرار الفصل القطعي بحقهم,كفى استهانة بكرامة هذا الشعب,واتركوه يقرر مصيره بعيدا عن امراضكم وعقدكم النفسية المتوارثة.
سوف لن يسمح لكم الشعب بالتمادي اكثر بتدمير وطنهم ,وتشويه سمعتهم امام العالم,فمن عجز عن توفير الامن للعاصمة بغداد لمدة عشر سنوات, لايستحق البقاء في الحكم
غدا سيلعب بالشعب الصبيان, اولاد المسؤولين, وسيقول احدهم للاخر,هذه وزارة بابا,هؤلاء حماية بابا,هذه مديرية بابا,هذا مطار بابا وبيدي الرموت كونترول, العب بالطائرات هذه تحط ,تلك تقلع,مادام الشعب ساكت وخدران على المولدات والبطاقة التموينية,سيضل تلعب به العواصف الصفراء…..
اكثر شيئ شعرت انه  دمرني في ديمقراطية بلادي,ان المعيدي صار مسؤول فيها(ملاحظة ليس المقصود بالمعيدي ابن الريف بل الشخص المتخلف البعيد عن المدنية والحضارة)

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب